الأربعاء 1 يونيو 2022 / 15:57

كيف يمكن العودة للأصدقاء بعد كورونا؟

رغم تخفيف القيود الصارمة المفروضة على التواصل، لكن ليس سهلا دائماً استئناف المرء العمل حيث تركه.

وعانت الصداقات العابرة والمعارف، في صالة الألعاب الرياضية، أو زملاء العمل. ويقول عالم النفس، هورست هايدبرينك: "أظهرت الجائحة مدى أهمية مثل تلك الأماكن للتفاعل الاجتماعي".

وجوه مألوفة
وأغلقت النوادي والصالات الرياضية والحانات والمطاعم لفترات طويلة، لمكافحة تفشي فيروس كورونا.

وإذا عاد المرء إلى الأماكن التي كان يفضل الذهاب إليها، فإنه قد لا يرى نفس الذين اعتاد على رؤيتهم قبل الجائحة. لذلك، فقد يفقد الشعور المطمئن بأنه يعرف أنه سيرى وجوهاً مألوفة، وسيحتاج الأمر إلى تجديد هذا الشعور إذا كانت الأماكن موجودة.

ومن الصعب إنهاء صداقة عن عمد، والأسهل بكثير أن يترك المرء العلاقة تنتهي تدريجياً بالتوقف عن رؤية الغير. 

وفي أعقاب الجائحة المستمرة في موجاتها، يواجه تكوين معارف جديدة وإحياء المعارف القديمة، صعوبة متمثلة في الشعور بحالة من القلق بشأن ما كان يعتبر تواصلاً عادياً وجهاً لوجه. حيث يتعين حالياً على المرء أن يفكر مرتين قبل إعطاء أو قبول قبلة على الخد بغرض التحية، أو الاقدام على عناق شخص بطريقة عادية بغرض إظهار المودة.

أهمية اللمس 
وتشير رومي سيمون،رئيسة قسم علم الاجتماع الدقيق، في جامعة دريسدن للتكنولوجيا، إلى إن "لمس الآخرين صار فجأة خطراً على الصحة".

وتوضح أن اللمس، عنصر أساسي في الترابط الاجتماعي، مضيفة "عندما يلمس الناس بعضهم البعض، فإن أجسامهم تفرز مادة أوكسيتوسين التي تسمى بـ "هرمون الحب"، ما يعزز الثقة والتعاطف بينهم".

وتقول إن هذا التأثير لا يمكن أن يتكرر بالتواصل الرقمي عبر الشاشات الإلكترونية.

اختلافات 
وهناك ضغط آخر واجهته الكثير من علاقات الصداقة في العامين الماضيين، لاختلاف وجهات النظر للقيود على التواصل، والتطعيمات المضادة لكورونا.

وترى سيمون أن الصداقات طويلة الأمد "التي واجهت حالات من الانقسام من قبل"، هي الأفضل تأهيلاً للتغلب على الانقسامات الناتجة عن تفشي كورونا، مضيفة أنه إذا تمكن طرفاً العلاقة في الماضي من إعادة ضبطها، سيسهل عليهما التصالح مع الخلافات الجديدة عند ظهورها.