تاجر الألماس الهندي في إسرائيل رانجيت بارميتشا  (أرشيف)
تاجر الألماس الهندي في إسرائيل رانجيت بارميتشا (أرشيف)
الجمعة 3 يونيو 2022 / 16:08

علاقات متنامية بين الهند وإسرائيل...يُعززها الألماس

في مكتبه الصغير في بورصة الألماس قرب تل أبيب، يعرض رجل الأعمال الهندي برافين كوكاديا، بفخر مجموعته من الأحجار الكريمة التي تشكل جزءاً من قطاع أساسي في العلاقات بين بلده الأم، وإسرائيل.

وساهم الألماس في نسج علاقات اقتصادية ودبلوماسية محورية بين الهند والدولة العبرية تشكل نحو 1.5 مليون دولار سنوياً ونصف حجم التجارة بين البلدين، على ما يقول خبراء.

وأسس كوكاديا الذي وصل الى إسرائيل للمرة في 1996، تجارة تمثل مؤسسة عائلته في ولاية غوجارات في غرب الهند، حيث المناجم التي توفر 90% من الألماس في العالم وتشكل مركزاً لصقله.

ويقول وهو يتفحص بعناية حجر ألماس وردي اللون: "حينها اشتريت أحجاراً صغيرة من الألماس الخام، كان حجم عملي صغيراً وقليل الكلفة".

واليوم بات كوكاديا متخصصاً في تجارة الأحجار الكبيرة.

في 2003، ولتطوير شركته، انتقل وعائلته إلى إسرائيل التي كانت تعتبر "لاعباً رئيسياً في صناعة الألماس".

واستورد إلى الهند تكنولوجيا إسرائيلية، خاصة آلات ليزر لقص الألماس والتي لم تكن موجودة في بلاده.

ويوضح رجل الأعمال الهندي أن بورصة الألماس الإسرائيلية تضمّ نحو 30 شركة هندية، وهو ما يفسر وجود أكبر عدد من الشركات الهندية في البورصة، في رمات غان.

قرب مقر البورصة، يعيش نحو 80 شخصاً يمثلون معظم العائلات الهندية التي تعمل في الألماس.

ويقول كوكاديا: "نحن عائلة واحدة".

وحسب محامي الهجرة الإسرائيلي جوشع بكس، فإن تجار الألماس الهنود يتمتعون بـ"مكانة خاصة" في إسرائيل لتعزيز التجارة مع بلادهم.

ويضيف "منذ 2018، أصبح بإمكانهم العمل والعيش في إسرائيل إقامة دائمة وجلب عائلاتهم".

وبطلب منهم تجدد تأشيرات سفرهم كل ثلاث سنوات، بينما تجدد كل سنتين لتجار الألماس من دول أخرى. وتضم بورصة الألماس الإسرائيلية أيضا بنك الدولة الهندي "إس بي آي"، البنك الأجنبي الوحيد، الى جانب بنكين إسرائيليين.

ويقول مدير البورصة بوعز مولدوسكي: "تجارة صناعة الألماس مع الهند تمثل نحو 50% من إجمالي التجارة العامة، بين إسرائيل والهند".

وتستورد إسرائيل الأحجار الخام من جميع أنحاء العالم بينما تتخصص الشركات الهندية في تلميعها وتحويلها إلى أحجار لامعة.

ويقول مولدوسكي: "نصدر الأحجار الخام خاصة المصقولة منها".

واعترفت الهند بالدولة العبرية في 1950 لكنها لم تقم علاقات دبلوماسية معها إلا في 1992. في الوقت نفسه، تؤكد الهند باستمرار، دعمها لإنشاء دولة فلسطينية.

وحسب مدير بورصة الألماس الإسرائيلية "كان الألماس أول السلع التي تبادلتها إسرائيل والهند في أوائل السبعينات" واليوم، تتجاوز علاقة البلدين تجارة الألماس.

وزار وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس الخميس الهند في الذكرى الـ30 لتأسيس الروابط الدبلوماسية الرسمية بين البلدين.

والتقى بنظيره الهندي راجناث سينغ. وقال: "يمكننا أن نزيد قدراتنا ونضمن المصالح الأمنية والاقتصادية للبلدين بالعمل معاً".

وناقش الوزيران "التعاون الدفاعي" للجمع بين "التقدّم التكنولوجي والخبرة العملية لإسرائيل"، إضافة إلى "قدرات التطوير والإنتاج غير العادية للهند"، وفق بيان لوزارة الدفاع.

وتقدر قيمة مبيعات إسرائيل من المعدات العسكرية السنوية للهند بنحو مليار دولار.

وأبرم القوميون الهندوس منذ وصول حزب باراتيا جاناتا، الحزب الحاكم الحالي في الهند بقيادة رئيس الوزراء اليميني باراتيا جاناتا، عقوداً تجارية كبيرة مع إسرائيل واتفاقيات في مجالات المياه، والزراعة، والصحة، والطاقة الشمسية.

وأقيم صندوق ابتكار بـ 40 مليون دولار لتشجيع الشراكات بين البلدين.

ويتوقع البلدان إمضاء اتفاقية التجارة الحرة في وقت لاحق من العام الجاري. ويعبر تاجر الألماس الهندي رانجيت بارميتشا عن سعادته بعلاقات البلدين الثنائية.

ويقول بارميتشا الذي يتحدر من راجستان في شمال الهند والذي استقر في إسرائيل منذ 1979 ممازحاً: "كانت السفارة الهندية في بيتي تقريباً".

ويقول حفيده بارميكا الذي يتحدث العبرية إنه يشعر بأنه في وطنه، ويُضيف "أحب المكان هنا والجو والشعب الإسرائيلي".