الجمعة 17 يونيو 2022 / 12:37

بلومبرغ: بايدن في الرياض للتكفير عن ذنبه

تحاول الإدارة الأمريكية الإقناع بأن الزيارة المقررة للرئيس جو بايدن الشهر المقبل إلى السعودية، إعادة ضبط للعلاقات الأمريكية السعودية مع ما تعنيه ضمناً تراجع بايدن، عن موقفه السابق من ولي العهد."لا تصدقوا ذلك" ينصح بوبي غوش قراءه في شبكة بلومبرغ.

يُدرك السعوديون أن الرؤساء الأمريكيين لا يمكنهم الاعتذار لحاكم أجنبي، لكن لن يحتاج الأمر إلى كثير من الجهد لتحويل مصافحة إلى ندم.

أوضح غوش أن محاولات بايدن لعزل الأمير كانت فشلاً ذريعاً. لم ينضم أي زعيم عالمي ذو وزن سياسي إلى الرئيس الأمريكي في جهده، بل على العكس، إذ تودد رؤساء الصين شي جين بينغ، وروسيا فلاديمير بوتين، وفرنسا إيمانويل ماكرون، وحكومة بريطانيا بوريس جونسون، إلى الأمير بن سلمان.

إذا كان بايدن يشق مساره الآن نحو السعودية فذلك لأنه يحتاج بشكل يائس إليها لزيادة إنتاج النفط، لكبح الأسعار التي ارتفعت منذ الغزو الروسي لأوكرانيا.

سيحدد الشروط
بعد أسابيع من الإلحاح المكثف من المسؤولين الأمريكيين، وافق السعوديون على زيادة الإنتاج قليلاً، لكن ليس بما يكفي لتخفيف الأسعار.

يسمح ذلك لبن سلمان أن يكون كريماً دون خسارة الكثير من العائدات. ومع اضطرار بايدن الآن لتوسل المزيد، بما أنه يحتاج لانخفاض أسعار الطاقة للمستهلك قبل الانتخابات النصفية، فإن الأمير هو الذي يحدد شروط أي إعادة لضبط العلاقات الثنائية، لا الرئيس.

ناضج ورجل دولة
ما يريده بن سلمان أولاً وقبل كل شيء، ندم بايدن. وهذا ما حصل عليه فعلاً بمجرد إعلان البيت الأبيض خططه للاجتماع. يدرك السعوديون أن الرؤساء الأمريكيين لا يمكنهم الاعتذار لحاكم أجنبي، لكن لن يحتاج الأمر إلى كثير من الجهد لتحويل مصافحة إلى ندم، ليكون الأمير ناضجاً ورجل دولة يتسامى على الانتقادات القاسية لضيفه في السابق.

مصلحة مشتركة
أضاف غوش أن على بايدن أن يكون قادراً على التعامل مع الرجل الذي يدير دولة بالغة الحيوية لمصالح أمريكا الاقتصادية والجيوسياسية، ولا يحتاج الكثير من بايدن. 

على مدى عقود، تمكنت السعودية من الاعتماد على الأسلحة الأمريكية وأحياناً القوات الأمريكية لتوفير الحماية في مواجهة أعدائها. إلى جانب تزويد الجيش السعودي بأفضل الأسلحة التي يمكن شراؤها وتخصيص موارد كبيرة لحماية ممرات الشحن الدولية الأساسية للصادرات السعودية، تدخلت الولايات المتحدة إلى جانب ضد غزو صدام حسين، ونوايا إيران الخبيثة.

رحل صدام منذ فترة طويلة لكن تهديد طهران يلوح في الأفق أكثر من أي وقت مضى. منذ أشهر قليلة فقط، كان وكلاء إيران يطلقون المقذوفات والصواريخ على العاصمة السعودية من الشمال، العراق، والجنوب، اليمن.

أوقفت هدنة في اليمن الهجمات، لكن إيران قادرة على إطلاق العنان لهجماتها ضد البنية التحتية النفطية السعودية، ومراكزها السكانية.

لا صعوبة
ربما تستطيع روسيا والصين، بيع تجهيزات عسكرية إلى الجيش السعودي، لكنها ليست في تطور الأنظمة الدفاعية الصاروخية الأمريكية التي منعت مقذوفات من ضرب الرياض.

وبما أن موسكو وبكين على علاقة ودية مع النظام في طهران، سيشك بن سلمان دائماً في ولاءاتهما إذا اندلعت مواجهة سعودية إيرانية. لذلك، سيرغب ولي العهد في طمأنة مجددة من بايدن أن المملكة قادرة على الاعتماد على المظلة الأمنية الأمريكية.

وهو يريد أيضاً الوصول إلى الأسلحة الأمريكية. ولن يجد بايدن صعوبة في إقناع المعترضين داخل الكونغرس بأنه ثمن عادل مقابل طاقة أرخص. 

ضمانات جديدة
أضاف غوش أن الأمير بن سلمان يريد ضمانات جديدة أن حرص بايدن على اتفاق نووي مع إيران لن يرخص لها توسيع نفوذها واستخدام وكلائها في الشرق الأوسط.

ثمة فرصة ليكون هذا القلق موضع نقاش بما أن النظام الإيراني يبدو مصمماً على تخريب المحادثات النووية في فيينا عبر التقدم بطلبات مستحيلة. لكن وفي الحد الأدنى، يحتاج بايدن إلى إقناع الأمير بأنه بعد إبرام اتفاق نووي، ستضاعف الولايات المتحدة دفاعها عن المصالح السعودية.

الكلمة الفصل

بعدما جر بايدن نفسه إلى هذه الفوضى بحديثه السابق، يتحتم عليه اليوم أن يخرج منها. يبدو أنه يتدرب على ذلك قبل رحلته، إذ أثنى على تمديد الهدنة في اليمن، فأصدر بياناً جاء فيه "برهنت المملكة العربية السعودية عن قيادة شجاعة باتخاذ مبادرات مبكرة لدعم وتنفيذ شروط الهدنة التي تقودها الأمم المتحدة".