علما إسرائيل وإيران.
علما إسرائيل وإيران.
الجمعة 24 يونيو 2022 / 13:00

باتفاق نووي أو بدونه.. الشرق الأوسط جاهز للانفجار

24-زياد الأشقر

حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت في مقابلة مع صحيفة "تلغراف" البريطانية في 12 يونيو (حزيران) من أن إيران "تقترب على نحوٍ خطير من وضع اليد على السلاح النووي"، مشيراً إلى أنها "تخصب الأورانيوم بمعدلات غير مسبوقة"، ومؤكداً أن "البرنامج النووي الإيراني لن يتوقف حتى يتم إيقافه".

قد تتجاوز أثمان أي نزاع حدود الشرق الأوسط، بعدما أثبت وكلاء إيران أنهم قادرون على مهاجمة أهداف يهودية وإسرائيلية في أنحاء العالم

كذلك، دقت الولايات المتحدة ناقوس الخطر. ففي مارس (آذار) 2022، لاحظ السناتور الديمقراطي جاك ريد خلال شهادة أمام لجنة الخدمات المسلحة في مجلس الشيوخ، أن "إيران قد حققت تقدماً أساسياً.. وخفضت الوقت الذي تحتاج إليه للوصول إلى العتبة النووية إلى أسابيع عدة بعدما كان سنة" في خطة العمل الشاملة المشتركة لعام 2015 التي تعرف اختصاراً بالإتفاق النووي. وقال وزير الخارجية الأمريكي انتوني بلينكن في نيسان (أبريل) 2020  أن العتبة النووية لإيران "قد انخفضت لأسبوعين".

وفي 6 يونيو (حزيران) 2022، قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي إن إيران "قريبة جداً" من اجتياز العتبة النووية و"لا يمكن تجنبها في الوقت الحاضر". كذلك أبلغ غروسي مجلس حكام الوكالة الدولية أن إيران قد جمعت فعلاً من الأورانيوم المخصب ما يكفي لصنع ثلاث قنابل.

وفي الوقت الذي أشار فيه عدد من المحللين إلى أن جمود المفاوضات الامريكية-الإيرانية يزيد في تصاعد التوترات مع بقاء إحداث اختراق ممكناً، فإن من الجدير ذكره أن شروط خطة العمل الشاملة المشتركة لا تمنع إيران من أن تصير قوة نووية، وأن إسرائيل لن تسمح ببساطة للجمهورية الإسلامية بهذا الأمر.

النادي النووي
ولفت الكاتب في مقاله في مجلة "ناشونال إنترست" إلى أن المهل الواردة في خطة العمل الشاملة المشتركة وأدوات التحقق الضعيفة، مكنت إيران من أن تنضم أخيراً إلى النادي النووي. وفي الواقع، فإنه في مقابلة عام 2015، أقر الرئيس الأمريكي سابقاً بأن الإتفاق مكن إيران أن يكون لديها "مسافة صفر تقريباً" من تحقيق اختراق نووي في مدة 13 عاماً -أو ستة أعوام من الآن.

لكن حتى أن هذا التقييم كان مبالغاً فيه: فخطة العمل الشاملة المشتركة لم تطلب من إيران كشف سلوكها النووي السابق-مما أعاق الحصول على معرفة دقيقة بتقدمه. وعلى نحوٍ مشابه، فإن الخطة سمحت فقط للمفتشين بالدخول إلى مواقع "معلنة". وهي لم تقيد بشكل كامل إجراء الأبحاث والتطوير في مناطق أساسية، مما مكّن إيران من خفض الوقت لإحتمال بلوغ العتبة النووية. وهذا لا يتعلق طبعاً بمسألة أن الخطة لم تتطرق إلى "النشاطات الخبيثة" لإيران ودعمها للإرهاب وتطوير الصواريخ الباليستية، من بين أشياء أخرى.

المفاعلان النوويان العراقي والسوري
وفي يونيو 1981، قصف سلاح الجو الإسرائيلي بنجاح المفاعل النووي العراقي، وفي سبتمبر (أيلول) 2007، وجه الجيش الإسرائيلي ضربة للبرنامج النووي السوري. لقد كانت إسرائيل واضحة في أنها لن تتسامح مع حصول قوة معادية على سلاح نووي. لكن هذه المرة تختلف الأمور.

إذ أنه بخلاف 1981 و2007، تواجه إسرائيل عقبات أمنية اكثر صعوبة. فالجمهورية الإسلامية لديها وكلاء يلتفون حول إسرائيل مثل الأفعى، بمن فيهم حزب الله في لبنان وحماس في غزة اللذان يحصلان على التمويل والتدريب منها. وهاتان القوتان لديهما تاريخ من إتخاذ المدنيين دروعاً بشرية.

وحزب الله وحده، يعتبر على نطاق واسع المجموعة الإرهابية الأكثر تسليحاً ويتمتع بحضور عالمي مع عملاء في عشرات الدول. ونفذ الحزب هجمات ضد الجاليات اليهودية في انحاء العالم، مما أدى إلى مقتل المئات.

كما أن إيران موجودة بكثافة في سوريا والعراق، مع قدرات على ضرب إسرائيل من هذه الأراضي.
وفي مايو 2022، نفذ سلاح الجو الإسرائيلي مناورات تضمنت رحلات طويلة والتزود بالوقود في الجو. ونشرت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" أن تلك المناورات حاكت قصفاً للمنشآت النووية الإيرانية. واستناداً إلى القناة الثالثة عشرة الإسرائيلية، فإن التدريبات تضمنت قطع مسافة عشرة آلاف كيلومتر، بمشاركة أكثر من مئة طائرة وغواصة.

قنابل تزن طناً
وقالت صحيفة "الجيروزاليم بوست" الإسرائيلية في أوائل 2022، إن مقاتلات الشبح الإسرائيلية من طراز إف-35 يمكنها الطيران من إسرائيل إلى إيران من دون التزود بالوقود في الجو. ويمكن تزويد هذه الطائرات بقنابل جديدة تزن الواحدة منها طناً.

وصعدت إسرائيل أخيراً من نطاق ضرباتها الجوية في سوريا، بتوجيه ضربة مؤخراً إلى مطار دمشق. وأجرى الجيش الإسرائيلي مؤخراً أوسع مناورات في عقود بالإسم الرمزي "عربات النار".

وقد تتجاوز أثمان أي نزاع حدود الشرق الأوسط، بعدما أثبت وكلاء إيران أنهم قادرون على مهاجمة أهداف يهودية وإسرائيلية في أنحاء العالم.

كما أن حرباً أساسية ستزيد من تعقيدات أسواق النفط المعقدة أصلاً. وستوسع من انتشار الاسلحة النووية.
وخلص الكاتب إلى أن الشرق الأوسط لا تعوزه عيدان الثقاب. ويبدو أنه جاهز للإنفجار.