إخوان الأردن يواجهون خسارة "قاسية" جديدة

القضية بدأت بعد أن كشفت وزارة الأوقاف في الأيام الماضية عن مخالفات مالية وإدارية في "جمعية المحافظة على القرآن" التابعة للإخوان، واتخذت إجراءات عقابية بحقها.

استغلال الأطفال
مصدر قال لـ"24" إن المخالفات تتمثل بقيام هذه الجمعية بتدريس الأطفال دون الحصول على ترخيص من وزارة التربية والتعليم وعدم وضوح المنهاج الدراسي الذي يُعطى للأطفال، وهو ما يشكل مخالفة كبيرة للقانون، إضافة إلى استيفاء رسوم مالية من ذوي أطفال دون وجود سند قانوني.

وبالرغم من أن وزير الأوقاف محمد الخلايلة قال إن الجمعية ارتكبت مخالفات إدارية ومالية ورفضت الامتثال للقانون عبر مخاطبات متكررة، إلا أنه واجه هجوماً كبيراً على مواقع التواصل الاجتماعي من حسابات تابعة لقواعد الجماعة.

وتمثلت الحملة بنشر فيديوهات تتهم الوزير بالوقوف ضد الدين الإسلامي ومحاربة تعليم القرآن الكريم، رغم أن الوزارة تشرف على أكثر من 30 مركزاً وجمعية قرآنية تمارس أعمالها وفقاً للقانون وتدرس الدين والقرآن الكريم، وفقاً للمصدر ذاته الذي أشار أيضاً إلى أن التيار الذي يقف وراء الجمعية (الإخوان) اجتزأ فيديوهات من مقابلة لوزير الأوقاف ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي لحصد تعاطف شعبي.

وأصدرت وزارة الأوقاف بياناً هاجمت فيه الإخوان بشكل ضمني، واستنكرت استغلال الدين لكسب التعاطف وتوجيه الرأي العام.

ضربات متتالية
وتعد جمعية المحافظة على القرآن آخر الأذرع البارزة التي ما تزال الجماعة تحتفظ بها بعد أن خسرت الكثير من معاقلها خلال السنوات الماضية في ظل أزمة وتخبط كبير تعيش فيه.

وإضافة إلى الشرعية التي فقدها الإخوان بترخيص جمعية أخرى قانونية تحمل اسمهم، شهدت الجماعة انشقاقات متتالية لأبرز القياديين فيها، كما فشلت في الحفاظ على النقابات المهنية التي كانت تسيطر عليها خصوصاً خاصة المهندسين والمعلمين.

ولا تملك الجماعة اليوم أياً من المواقع التي تمنحها العمل بالقوة في الأردن باستثناء هذه الجمعية التي يرى محللون أنها تستخدم لأهداف سياسية عبر تنشئة أجيال يمكن جذبها في المستقبل نحو الإخوان.

إقصاء الآخر
ويقول استاذ العلوم السياسية عامر ملحم لـ24، إن الإخوان في كل أنحاء العالم يكسبون أتباعهم المخلصين في مرحلة الطفولة عبر التأثير عليهم باستخدام الدين والتعليم الموجه، بالإضافة إلى محاولات كسب التعاطف الشعبي باستخدام الدين.

ويرى ملحم أن الجماعة أثبتت فشلها بالقدرة على العودة إلى الساحة مجدداً من خلال سوء الإدارة، وإقصاء كل من يختلف معها بالرأي، وهو السبب الرئيسي الذي دفع الكثير من قيادييها للانشقاق وتأسيس أحزاب جديدة.