صحف عربية (24)
صحف عربية (24)
الأحد 26 يونيو 2022 / 10:36

صحف عربية: لبنان..انتظار "الفراغ"

أعيد تكليف نجيب ميقاتي برئاسة الحكومة اللبنانية الجديدة، بعد الانتخابات النيابية التي أظهرت تراجعاً في شعبية حزب الله، الذي حاول تسجيل بعض المكاسب مستغلاً غياب التوافق والانسجام لدى قوى التغيير حول التعامل مع الفترة المقبلة، في حين يترقب اللبنانيون فراغاً قد يشهده منصب رئيس الجمهورية بعد انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون نهاية أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.

وسلطت صحف عربية صادرة اليوم الأحد، الضوء على سيناريوهات ينتظرها اللبنانيون في ظل دوامة من الأزمات السياسية والاقتصادية تعصف بهم، وفي ظل الخلاف بين رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي، وصهر الرئيس اللبناني جبران باسيل، ما قد يقود إلى استعصاء تشكيل حكومة جديدة.

استغلال الفراغ
وقال الكاتب في صحيفة "العرب" خيرالله خيرالله، إنه "ليس في الإمكان توقع ما هو مختلف عن الفراغ من عهد فيه ثنائي رئاسي مؤلّف من ميشال عون وجبران باسيل فيما ليست المرجعية الحقيقية لهذا الثنائي سوى حزب الله".

وأضاف "ما لا يُفترض أن يغيب عن بال أي لبناني أنّه ما كان لميشال عون الوصول إلى قصر بعبدا في يوم من الأيّام لولا إغلاق حزب الله لمجلس النواب سنتين وخمسة أشهر من أجل فرضه رئيساً للجمهوريّة".

وتابع "المرحلة المقبلة في لبنان ستشهد فراغاً، خصوصاً أن نجيب ميقاتي رفض مطالب عدّة قدمها له جبران باسيل، وليس لدى جبران باسيل ما يردّ به على الصفعة التي وجّهها له ميقاتي سوى منعه رئيس الجمهوريّة من التوقيع على تشكيل حكومة جديدة".

وقال: "في مرحلة الفراغ، التي يظهر أن لبنان مقبل عليها، قد يكون مفيدا التساؤل ما الذي يريده حزب الله بالضبط؟ الجواب، إنّه يريد تغيير النظام وتعديل اتفاق الطائف".

شراء الوقت
من جانبه رأى الكاتب في صحيفة "الشرق الأوسط" إياد أبوشقرا، أنه كان واضحاً وجود ضغوط دولية تبذل لإعادة تكليف رئيس الوزراء الحالي نجيب ميقاتي، مضيفاً أن "هذه الضغوط، التي كشف نجاحها هشاشة المعارضة وانقساماتها، تبدو من الناحية المنطقية مبررة، وفي طليعة المبررات أن ميقاتي هو الآن الممسك بالدفة في غياب أي زعامة مسلمة سنية منافسة بعد انكفاء الرئيس سعد الحريري وحثه أنصاره على مقاطعة الانتخابات".

وقال: "ما عزز فرص إعادة تكليف ميقاتي، أن الرجل يرتبط بعلاقات وثيقة مع عدد من عواصم القرار الدولي المؤثرة في لبنان مثل باريس وواشنطن، إلى جانب عدد من العواصم العربية. ويضاف إلى ذلك أنه رجل مجرب يجيد تدوير الزوايا والإبقاء على شعرة معاوية مع مختلف اللاعبين محلياً ودولياً".

وتابع "لعل الاعتبار الأهم والأخطر في ميل البعض إلى خيار تكليف ميقاتي هو السعي إلى تفادي المجهول، ذلك أن عهد رئيس الجمهورية ميشال عون في أشهره الأخيرة، ولا تبدو في الأفق ما يبشر بسهولة انتخاب بديل لعون، وهذا يعني أن الحكومة العتيدة برئاسة ميقاتي قد تتولى تسيير البلاد في حال وقع الفراغ الرئاسي".

أزمات متلاحقة
وقالت صحيفة "النهار" اللبنانية، إنه "بين صفقات التشجيع، والمساومات والإعتراض، والامتناع عن التصويت، والإستسلام، هذه هي المرة الأولى التي يحظى فيها رئيس الحكومة اللبنانية بعدد ضئيل من الأصوات".

وأضافت "كالعادة، زج حزب الله قواته ودخل على الخط، الحزب أبلغ الوسيط الأمريكي في مفاوضات ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل آموس هوكشتاين رسالة تهديد مباشر، باختصار في حال بدأت السفينة إنرجين باور قبل تبلور المفاوضات في سحب الغاز من حقل كاريش الذي يقع في المنطقة المتنازع عليها في البحر المتوسط، فإن الحزب لن يتردد في استهدافها بشكل مباشر، للأسف، نجح حزب الله في السابق بالحوارات الصدامية وشحنات النترات والاغتيالات لترهيب كل من يعارض مشروعه التوسعي".

وتابعت "أما الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية العامة وسياسة الترقيع في لبنان فهي مازالت تراوح مكانها، ومازال العديد من الأحياء بلا مياه ولا كهرباء ولا خبز ولا طحين ولا مازوت أو دواء، وأسعار البنزين ارتفعت عن السنة الماضية بمقدار 16 ضعفاً".

وتابعت "برغم الشلل السياسي، بدأت العلاقات بين لبنان ودول الخليج بالتحسن، ونجحت المبادرة الكويتية والدبلوماسية السعودية بوضع أسس مبدئية لعودة العلاقات مع لبنان".

فرصة الإنقاذ
ورأت صحيفة "الرأي" الكويتية أن دخول عوامل جديدة ومن مصادر متنوّعة على الملف اللبناني لدى صندوق النقد الدولي، شكلت بداية لمسار جديد رشح أن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي سيتولاه شخصياً.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول مالي قوله، إن "القناعات الداخلية تترسخ بأن العواصف الاقليمية والدولية وتداعياتها على الاقتصادات العالمية قد تحجب عن لبنان فرصةَ إنجازِ الاتفاق النهائي مع صندوق النقد أو تبطيء مساره إلى وقت غير معلوم".

وأشارت إلى أنه بمعزل عن المسارات السياسية المضطربة التي يشهدها لبنان في مرحلة استحقاقاتٍ دستورية، بدءاً من شبه استعصاءِ تأليف حكومة جديدة واستحقاق انتخاب رئيسٍ جديد للبلاد قبل أو بعد انتهاء عهد الرئيس ميشال عون، يرجّح المسؤول المالي تطويرَ الدينامية المستجدة للانتقال إلى مرحلة إنجاز "فروضط السلطات عبر تعاون مثمر يفضي إلى تعديلات منشودة في خطة التعافي التي أقرّتْها الحكومة في آخِر جلساتها الدستورية منتصف الشهر الماضي.