صاروخ مضاد للسفن.(أرشيف)
صاروخ مضاد للسفن.(أرشيف)
الأحد 26 يونيو 2022 / 12:45

التردد في تسليح أوكرانيا يحوّلها حرب استنزاف طويلة

24-زياد الأشقر

يعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن بتقطع، إرسال كميات عشوائية من بعض أنواع الأسلحة إلى أوكرانيا، وفيما يصر الانعزاليون الأمريكيون على أن واشنطن تفعل الكثير"، يقول الأوكرانيون الذين يعيشون المحنة ويشاهدون شعبهم يذبح، إنهم يريدون المزيد.

ليس معروفاً حجم الأسلحة التي يحتاج الأوكرانيون إليها كي ينتصروا- فإنه يجب إرسال إليهم أي شيء يمكنهم من امتلاك اليد العليا

وأفاد الكاتب الأمريكي ديفيد سوبر في موقع "ذا هيل" الأمريكي، أن "هدفنا يجب أن يكون تأهيل الأوكرانيين لإستعادة أراضيهم بأسرع ما يمكن. وهذا ما سينقذ الأرواح -على الجانبين الأوكراني والروسي-على حد سواء - ويقلل من فرص شل الإقتصاد العالمي وتفادي الجوع الوشيك الذي يتسبب به الحصار الروسي على موانئ تصدير القمح الأوكراني". والطريقة الوحيدة لتحقيق هذا الهدف تكمن في تعزيز قوة الأوكرانيين.

العقوبات مهمة
وأقر الكاتب بأن العقوبات مهمة لإضعاف روسيا، لكنها لن تجبر روسيا على إنهاء غزوها. والعقوبات الفردية ليست سوى عبارة عن تسلية. وقد نتمتع بفكرة حرمان الأوليغارشية الروسية موقتاً من استخدام يخوتها. وإذا كان لدى بعضهم الجرأة ليعبروا عن امتعاضهم لبوتين -فإن عدداً من الأوليغارشيين المعروفين وعائلاتهم قد توفوا في "انتحار جماعي" منذ بدء الحرب- وبوتين لن يتخلى عن حرب قامر بها، من أجل طمأنتهم. وعلاوة على ذلك، فإن بوتين هو من صنع الأوليغارشيين، لا العكس.

الأموال النقدية
تنطوي العقوبات الإقتصادية على وعود أكثر. ويمكنها أن تعمل بطرق مختلفة. ونظرياً، يمكنها حرمان بوتين من الأموال النقدية التي تلزمه لمواصلة القتال. لقد كان ذلك هو الأمل خلف تجميد الحكومات الغربية الإحتياطات الروسية عبر البحار. في الواقع، تواصل أوروبا شراء النفط والغاز الروسيين إلى حد كبير، مما وفر له أموالاً لشراء ما يريده للاستمرار بالحرب. إن خفض مشتريات الغاز الروسي سيتسبب بإضطرابات اقتصادية لم تكن أوروبا لتتقبلها حتى الآن.

هزيمة مبكرة
ولا يمكن الرهان على هزيمة عسكرية مبكرة لبوتين. فرغم مقتل أعداد كبيرة من الجنود الروس، يبدو أن بوتين لا يكترث.
ويلفت الكاتب إلى أن الصمود الأوكراني اضطر روسيا إلى الاعتماد على دبابات من حقبة الحرب الباردة، ولا يزال في إمكان هذه الدبابات أن تلحق أضراراً كبيرة. ويمكن الاعتبار أنه عفا عليها الزمن بسبب هشاشتها في مقابل نيران الخصم، لكن بوتين لا يهتم لجنوده الذين يسقطون بنيران دباباته وهم ينتمون إلى الأقليات المقيمة في روسيا.

حرب استنزاف
ويعتبر الكاتب أن التقطير في إمدادات السلاح المرسلة إلى أوكرانيا تقامر بتحول هذا النزاع إلى حرب استنزاف، مما سينجم عنه مزيد من المدن المدمرة وإزهاق الأرواح بلا سبب، وتالياً إضعاف التضامن الأوروبي في حال هددت روسيا إمدادات الغاز بحلول موسم التدفئة.

ويرى الكاتب أن الولايات المتحدة منخرطة عمداً في حروب استنزاف. وعندما تفعل ذلك بالصدفة، فإن أداءها يكون سيئاً. إن حروب الإستنزاف يفضلها الديكتاتوريون الذين لا تعتمد سلطاتهم على الدعم الشعبي.

ولأنه ليس معروفاً حجم الأسلحة التي يحتاج الأوكرانيون إليها كي ينتصروا- فإنه يجب إرسال إليهم أي شيء يمكنهم من امتلاك اليد العليا.
وخلص الكاتب: "يجب أن لا نقلق من نفاد السلاح من مستودعاتنا. إن الهدف الرئيسي لدباباتنا ومدفعيتنا وصواريخنا المضادة للدروع يجب أن تمنع روسيا من الهيمنة على أوروبا. إن كل دبابة أو مدفع روسي يتم تدميره، يثير عندنا قلقاً أقل بكثير مما هو عليه الآن".