أنصار لمقتدى الصدر.(أرشيف)
أنصار لمقتدى الصدر.(أرشيف)
الأحد 26 يونيو 2022 / 13:20

بلومبرغ: الفوضى السياسية في العراق مكسب لإيران

اعتبر محلل شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في موقع "بلومبرغ" الأمريكي بوبي غوش أن إيران هي المستفيد الأول من انسحاب زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر من العملية السياسية في العراق، إذ يمكنها "أن تستخدم العراق ورقة لإثارة المتاعب للولايات المتحدة وحلفائها في الشرق الأوسط في حال فشل التوصل لاتفاق نووي".

المستفيد الأكبر من هذا كله هو إيران، حيث سيؤدي ارتفاع أسعار النفط إلى تحقيقها عوائد مالية ضخمة، "كما أن صعود أنصارها، واحتمال تشكيلهم لحكومة ائتلافية، يعني أنها يمكن أن تستخدم العراق ورقة لإثارة المتاعب للولايات المتحدة

وكتب غوش أن العراق يواجه صيفاً ساخناً يُنذر بتداعيات اقتصادية وأمنية على المنطقة والعالم، إذ إن "النتيجة المرجّحة لانسحاب الصدر هي العودة إلى الاحتجاجات التي عصفت بالبلاد في أواخر عام 2019 وأوائل عام 2020، لكنها هذه المرة ستكون أكثر إرباكاً".

نزاع مسلّح
وعزا السبب في ذلك إلى أن "الصدر وأنصاره مصابون بالإحباط بعد فشلهم في تشكيل الحكومة رغم فوزهم بأغلبية الأصوات في الانتخابات العامة"، مشيرًا إلى أنهم يشعرون بأن العملية السياسية "خذلتهم مما سيدفعم إلى النزول للشارع لإظهار قوتهم".

وأشار إلى أنه على الرغم من "قيام الصدر بتسريح جيش المهدي رسمياً عام 2008، إلا أن العديد من أنصاره ما زالوا مسلّحين ومنظّمين وخطرين". في المقابل، فإن "خصومه المدعومين من إيران، لديهم ميليشيات خاصة بها أيضًا ويمكن أن يتطوّر الصراع إلى نزاع مسلّح، في ظل حكومة مركزية ضعيفة ستُحاول تجنّب التدخل في أي صراع داخلي".

الأسوأ للاقتصاد العالمي
وأضاف أنه على الرغم من أن هذا يعني أن العراقيين باتوا يواجهون مستقبلاً "قاتماً" واحتمالات باندلاع مواجهات دامية في الشوارع، إلا أن هذه المواجهات تنذر بالأسوأ بالنسبة للاقتصاد العالمي "الذي لا يريد أن يرىأي هزة في ثاني أكبر منتج للنفط في منظمة أوبك بالتزامن مع ارتفاع أسعار النفط".

وأضاف أن الغرب يأمل فقط في أن يتمكّن رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي من تأمين البنية التحتية للنفط في العراق، والحفاظ على خطوط الإمداد مفتوحة، إذا اندلع الاقتتال الطائفي في المحافظات الجنوبية التي يهيمن عليها الشيعة، والتي تمثّل غالبية احتياطيات البلاد.

واشنطن تواجه خطراً مزدوجاً
وأوضح غوش أن إدارة الرئيس جو بايدن تواجه خطراً مزدوجاً، إذ من الواضح أن أي خسارة في الإمدادات العراقية ستقوّض الجهود المبذولة لتهدئة سوق النفط الخام. كما أن انسحاب الصدر يقوّي إيران في لحظة جيوسياسية حساسة عندما يسعى الرئيس في وقت واحد إلى التفاوض على اتفاق نووي مع الجمهورية الإسلامية مع طمأنة جيرانها العرب بأنه لا داعي للقلق.

عودة نوري المالكي
وأضاف أن الاضطراب السياسي في بغداد سيصبّ في مصلحة إيران، على المدى القصير على الأقل. إذ بموجب القانون العراقي، ذهبت المقاعد البرلمانية التي تخلّى عنها الصدر إلى المرشّحين الذين حصلوا على ثاني أكبر عدد من الأصوات. وفي معظم الحالات، كان هؤلاء مرشّحين من الأحزاب المدعومة من إيران. والكتلة المعروفة باسم "إطار التنسيق"، هي الآن في أقوى موقع لتشكيل حكومة ائتلافية.

وأشار إلى أن هذا يعني عودة نوري المالكي لرئاسة الوزراء، الذي امتازت ولايتاه السابقتان في المنصب، بين عامي 2006 و2014 ، بـ"إجازة مفتوحة" لإيران لتعميق نفوذها في الشؤون العراقية، لا سيما في القوات الأمنية في البلاد. كما دعمت طهران شبكة موازية من الميليشيات الشيعية، استخدمتها لمهاجمة القوات العسكرية الأمريكية في العراق وشن ضربات صاروخية وطائرات مسيرة على السعودية. وسيستخدم المالكي قوات أمن الدولة لقمع أي انتفاضة من قبل أنصار الصدر.

لا نتائج جيدة
ورأى غوش أن المستفيد الأكبر من هذا كله هو إيران، حيث سيؤدي ارتفاع أسعار النفط إلى تحقيقها عوائد مالية ضخمة، "كما أن صعود أنصارها، واحتمال تشكيلهم لحكومة ائتلافية، يعني أنها يمكن أن تستخدم العراق ورقة لإثارة المتاعب للولايات المتحدة وحلفائها في الشرق الأوسط في حال فشل التوصل لاتفاق نووي".

وختم أنه بالنسبة للولايات المتحدة، "لا توجد نتائج جيدة: الفوضى السياسية في بغداد سيئة مثل الحكومة الوكيلة لإيران".