الثلاثاء 8 أبريل 2014 / 14:09

بين قطر وبرشلونة .. أين مصداقية فيفا؟



أبى الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) إلا أن يورط نادي برشلونة في قضية روّج لها على أنها "إتجار بالأطفال"، وذلك بسبب تعاقده مع لاعبين قصّر "تحت 18 عاماً"، زاعماً بأن النادي الكاتالوني يجوب أحياء فقيرة في العالم ليتعاقد مع مواهب بمبالغ زهيدة، مستغلاً الحالة المعيشية المتردية لأسرهم.

بالنظر بشكل عام إلى أكاديميات الأندية حول العالم، نجد أن الاسم الأشهر بينها هو "لاماسيا" الخاصة ببرشلونة، بل قد نلاقي صعوبة في إيجاد غيرها، نظراً لشهرتها الواسعة التي نالتها من اكتشاف معظم نجوم الفريق الحاليين، أمثال ميسي، وإنييستا، وبوسكيتس، وفالديز، وبويول، وتشافي، وبيكيه، وغيرهم الكثيرين.

حصد برشلونة العديد من الألقاب بفضل أبناء النادي، وهو ما دفع معظم أندية أوروبا إلى الاقتداء به، والتوجه للبحث عن مواهب، فبتنا نسمع بمانشستر يونايتد وباريس سان جيرمان وريال مدريد يتنافسون لضم لاعب موهوب، ومثلهم في أندية أخرى، وهذه الطفرة ما كانت لتتحقق لولا السحر الكروي الذي نثره برشلونة بفضل مواهبه.

تجاهُل فيفا لوفاة أكثر من 1200 عامل آسيوي في مشاريع تتعلق بشكل مباشر بكأس العالم 2022 في قطر، والعبودية التي تنتهجها هذه الإمارة مع العمال بحسب صحف عالمية، يجعلنا نضع ألف علامة استفهام حول نزاهة كيان فيفا العظيم، بل وقد نصدق بكل رحابة صدر تلقي كبار مسؤوليه رِشى لغض البصر عن هذه الانتهاكات.

كيف لزعيم فيفا جوزيف بلاتر السكوت عن التجاوزات في قطر، والتوجه لمعاقبة كيان يسعى لانتشال الأطفال من الفقر وتبعاته ليصبحوا نجوماً رياضيين أثرياء؟

كيف لنا أن نصدق شعارات فيفا المتمثلة بـ"لا للعنصرية" و"اللعب النظيف" وغيرها، إذا كان هو بالأساس بعيد كل البعد عنها؟

موقف فيفا السلبي تجاه برشلونة يجب أن يجابه برد إيجابي من أندية أوروبا كافة، لأن القضية تخطّت حاجز نزاهة كرة القدم والروح الرياضية.