صحف عربية (24)
صحف عربية (24)
الأربعاء 29 يونيو 2022 / 11:55

صحف عربية: النهضة تترنح... الغنوشي بين مطرقة الانشقاقات وسندان الملاحقات

24. إعداد: جيسكا كرام

تتعرض حركة النهضة إلى ضربات متلاحقة قوية منذ إعلان الرئيس قيس سعيّد في 25 يوليو(تموز) الماضي، تجميد البرلمان الذي كانت تسيطر، ثم إعلان حله بعد ذلك بأشهر قليلة، بالتزامن مع إعلان تنظيم على استفتاء على دستور جديد للبلاد، للتخلص من الدستور الذي وضعته الحركة على مقاسها لضمان سيطرة زعيمها راشد الغنوشي على السلطة في تونس، بالتحالف مع تشكيلات وتيارات رفضها الشارع، والمجتمع، ولم يتبق لها غير التمسك بأهداب الحركة للبقاء في المشهد السياسي التونسي.

ووفق صحف عربية صادرة اليوم الأربعاء، قررت النيابة العامة في تونس إحالة ابنة رئيس الحكومة السابق حمادي الجبالي، ووزير الخارجية السابق والقيادي في النهضة وصهر زعيمها رفيق بوشلاكة  إلى التحقيق بتهمة تمويل الإرهاب، فيما أفادت مصادر تونسية أخرى أن معاذ الغنوشي نجل رئيس النهضة راشد الغنوشي، فر إلى تركيا منذ فترة تحسباً لصدور حكم قضائي في قضية تهريب وتبييض أموال.

ذراع جديدة؟
ومن جهة أخرى قالت صحيفة "العرب" اللندنية، إن القيادات المنشقة عن النهضة، أعلنت أمس الثلاثاء،  تأسيس حزب جديد في محاولة على ما يبدو لإصلاح صورة الحزب الذي اهتزت صورته بشكل كبير بعد سنوات قضاها في الحكم قادت البلاد إلى الانهيار.

ونقلت العرب عن المحلل السياسي محمد صالح العبيدي أن "من الصعب على هذه القيادات حتى وإن صرحت بأنها قطعت مع الحركة أن تقطع مع النهضة والمرجعية الإخوانية التي تمثلها".

وأضاف العبيدي "هذه مناورة جديدة من الحركة في ظل المستقبل المجهول الذي تواجهه خاصة بعد فتح بعض الملفات، على غرار ما يعرف بالجهاز السري"، مضيفاً "لذلك يبدو أن الحركة كما الشق الكبير من قياداتها البارزة بدأت تبحث عن بديل يمثل طوق نجاة سياسي في المرحلة المقبلة، لا أعتقد أن هؤلاء قطعوا مع المرجعية الإخوانية، كما لا أعتقد أنهم سينجحون في إقناع التونسيين بأي شيء".

انقلاب أم مناورة
من جهتها قالت صحيفة "الشرق الأوسط"، إن القيادي السابق في النهضة، عبد اللطيف المكي، قدم لمحة عن الحزب السياسي الجديد الذي أعلن تأسيسه بعيداً عن حركة النهضة، في مؤتمر صحافي، وأكد أن  الحزب الجديد "ديمقراطي اجتماعي محافظ... وليس له أي توجه إسلامي"، ويضم بعض الشخصيات المستقيلة من حركة النهضة.

وجاء تقديم المكي حزبه الجديد "حزب العمل والإنجاز"، بعيداً عن حركة النهضة، تأكيداً للقطيعة المعلنة مع الحركة التي انتمى إليها عدة عقود قبل أن يغادرها نتيجة خلافات حول التسيير.

إرادة سياسية

وعلى صعيد آخر، قال موقع "اندبندنت عربية"، إن النيابة العمومية في توس أصدرت مذكرة ضد ابنة رئيس الحكومة الأسبق حمادي الجبالي ووزير الخارجية الأسبق رفيق بوشلاكة، واعتبرتهم فارين لتورطهما في قضية بجمعية "نماء تونس" الخيرية الملاحقة بتهم تبييض أموال، وتمويل شبكات إرهابية، وهي القضية التي تورط فيها عدد من قيادات حركة النهضة، ومن متهمين بالانتماء إلى جهازها السري أيضاً.

ونقل الموقع عن أستاذ القانون العام في تونس، رابح الخرايفي، في تصريح خاص "ميوعة الدولة انتهت، وهناك إرادة سياسية لفتح كل الملفات، بما فيها تلك التي لها علاقة مباشرة بحركة النهضة"، مضيفاً  أن "لا الصفة الوزارية ولا الحزبية ولا السياسية تمنح الحصانة لكل ذي شبهة"، مشدداً على أن "فسحة الإفلات من العقاب انتهت والجميع اليوم سواسية أمام القانون".

الغنوشي وابنه
وفي السياق ذاته نقل موقع "حقائق أون لاين"، أن معاذ الغنوشي ابن رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي فر من تونس إلى تركيا منذ فترة تحسباً لصدور حكم قضائي في قضية تهريب وتبييض الأموال، ضمن جمعية "نماء تونس".

وتزامن قرار ملاحقة ابن زعيم النهضة، مع إعلان المحامية إيمان قزارة، عضو هيئة الدفاع في قضية  شكري بلعيد ومحمّد البراهمي، ''توجيه الاتهام في هذه القضية، بشكل رسمي،ّ إلى 33 شخصاً من بينهم رئيس حركة النهضة، راشد الغنّوشي، بتهمة الإنتماء إلى تنظيم إرهابي''.

وقالت قزارة، في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء، الثلاثاء إن "قاضي التحقيق الأوّل بالمكتب 23 بالقطب القضائي لمكافحة الإرهاب، وجه 17 تهمة إلى المتهمين وعددهم 33، ومن أبرز هذه التّهم الإنتماء إلى تنظيم إرهابي، وغسيل الأموال".