الأربعاء 29 يونيو 2022 / 14:03

إسرائيل تتطلع إلى دعم بايدن لمنظومة "الشعاع الحديدي"

كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أن من المتوقع أن يعرض المسؤولون الإسرائيليون نظام دفاع جوي تجريبي بالليزر خلال زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للشرق الأوسط في الشهر المقبل، في محاولة لحشد دعم واشنطن لمشروع مرتقب يشكل درعاً لإسرائيل وجيرانها ضد أي هجمات إيرانية.

"الشعاع الحديدي" سيكون قادراً على مواجهة تهديدات مثل الطائرات دون طيار والصواريخ قصيرة المدى والمدفعية وقذائف الهاون، لكن من غير المرجّح قريباً، أن يكون فعالاً ضد الصواريخ الباليستية متوسطة أو بعيدة المدى.

وأظهر نظام الدفاع بالليزر، المعروف باسم "الشعاع الحديدي"  Iron Beam "إمكانيات واعدة بقدرته على إسقاط الطائرات دون طيار، والصواريخ، وقذائف الهاون، ما أثار التفاؤل في إسرائيل بأن المشروع يمكن أن يرفع مستوى الحماية للبلاد".

قواعد اللعبة

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت إن النظام قد يغير قواعد اللعبة في الدفاع ضد حلفاء إيران مثل حزب الله، في لبنان وحماس في غزة.

وأوضح دان شابيرو، السفير الأمريكي السابق لدى إسرائيل، وهو الآن زميل بارز في مركز الأبحاث "أتلانتيك كاونسل" بواشنطن، أن زيارة بايدن ستكون فرصة له لإلقاء نظرة فاحصة على منظومة "الشعاع الحديدي"، لمعرفة إذا كان للولايات المتحدة أن تمولها.

ومضى الكونغرس من جانبه قدماً في خططه لتحويل مليار دولار أخرى لإسرائيل لتعزيز نظام القبة الحديدية للدفاع الجوي، والذي أظهر نجاحاً كبيراً في إسقاط الطائرات دون طيار والصواريخ التي أطلقها مسلحون فلسطينيون في قطاع غزة.

وقال شابيرو إن الإدارة الأمريكية "تريد معرفة إذا كانت الظروف ناضجة بما يكفي لتبرير استثمار أمريكي"، مرجحاً أن يعلن بايدن تمويل المنظومة الجديدة، خلال جولته في الشرق الأوسط.

"الشعاع الحديدي"

وتمثّل منظومة "ايرون بيم" Iron Beam أحدث تطور منذ عقود لوضع سلاح الليزر، بينما يشارك مقاولو الدفاع الأمريكيين الرئيسيين في برامج تطوير مماثلة، ويشرف البنتاغون على اختباراته لأسلحة الليزر التي أظهرت أيضاً بعض النتائج الواعدة في الاختبار.

وفي وقت سابق من هذا العام، أعلنت البحرية الأمريكية أنها استخدمت بنجاح سلاح ليزر طورته شركة "لوكهيد مارتن" لإسقاط طائرة دون طيار.

وتوقّع رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت أن يكون "الشعاع الحديدي" جاهزاً للخدمة في أوائل العام المقبل.

وحالياً، تعتمد إسرائيل على نظام القبة الحديدية لإسقاط الطائرات دون طيار والصواريخ، لكنها تكلّف بين 50 ألف دولار و100 ألف دولار لكل صاروخ، وعلى النظام إطلاق صواريخ متعددة لإحباط الهجمات بنجاح.

وقال بينيت: "يمكن أن تفعل منظومة الشعاع الحديدي الأمر نفسه بكلفة أقلّ، دولارين فقط لكل اعتراض".

وفي وقت سابق من هذا العام، أوضح بينيت أنه يأمل أن يتمكن نظام الليزر الجديد من "خدمة أصدقائنا في المنطقة الذين يتعرضون أيضاً لتهديدات شديدة من إيران ووكلائها"، وبهذه الطريقة "يمكن ايجاد تحالفات أقوى".

وبينما تقترب فترة ولاية بينيت من نهايتها المبكرة بعد انهيار ائتلافه المنقسم، من المتوقع أن يدافع عن منظومة "الشعاع الحديدي" رئيس الحكومة الإسرائيلية المقبل، بغض النظر عن هويته.

فعّالة ولكن..

لكن مقاولي دفاع ومسؤولين عسكريين إسرائيليين سابقين قالوا إن الشعاع الحديدي وأسلحة الليزر المماثلة، لا يزال أمامها طريق طويل لتقطعه، قبل أن تصبح بنفس فعالية المنظومة الحالية.

وأوضح المدير السابق للدفاع الصاروخي في وزارة الدفاع الإسرائيلية عوزي روبين، أن أنظمة الليزر قادرة فقط على التركيز على أهداف فردية في كل مرة، ولن تكون فعالة ضد أسراب طائرات دون طيار أو صواريخ كثيرة، وهي تهديدات تلوح في الأفق.

من جهته، أوضح الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي جاكوب نايجل أن "الشعاع الحديدي" سيكون قادراً على مواجهة تهديدات مثل الطائرات دون طيار والصواريخ قصيرة المدى والمدفعية وقذائف الهاون، لكن من غير المرجّح قريباً، أن يكون فعالاً ضد الصواريخ الباليستية متوسطة أو بعيدة المدى.

كما يرى خبراء أن أنظمة الاعتراض الليزرية لا تزال غير صالحة للاستعمال في الطقس الغائم، وأن عليها أن تظل ثابتة على الهدف لثوان، وبالتالي فإن "الأعداء" سيكونون على الأرجح قادرين على تطوير تدابير مضادة.