الجمعة 1 يوليو 2022 / 14:07

هنري كيسنجر: 3 سيناريوهات محتملة لنهاية الحرب في أوكرانيا

وضع وزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كيسنجر 3 نتائج محتملة للحرب في أوكرانيا، انتصار روسيا، أو اندلاع حرب بين روسيا ودول ناتو، أو عودة الوضع إلى ما كان عليه قبل 24 شباط (فبراير).

استمرار الحرب قد يحولها من حرب، من أجل حرية أوكرانيا، إلى أخرى ضد روسيا.

وسئل عن حديثه في دافوس الذي واجه انتقادات عدة بعد أن دعا فيه إلى العودة إلى الوضع السابق للغزو، لأن استمرار الحرب قد يحولها من حرب، من أجل حرية أوكرانيا، إلى أخرى ضد روسيا، فأجاب أن هدف تصريحه في دافوس، كان الإشارة إلى ضرورة مواجهة الحرب قبل أن يُخرجها زخمها  عن الإدارة من الناحية السياسية.

وأضاف "عندما علق زيلينسكي، لم يكن قرأ بعد ما قلته. في تصريحاته الأخيرة، قبل بشكل أساسي ما أوجزته في دافوس. وفي مقابلة مع صحيفة "فايننشال تايمز" في 7 يونيو (حزيران) وافق فيها بشكل أساسي على الإطار الأساسي".

3 نتائج محتملة
ولفت إلى أن الإطار الأساسي أن هناك ثلاث نتائج محتملة لهذه الحرب، جميعها لا تزال مفتوحة إلى حد ما.

وأوضح الدبلوماسي الأمريكي المتقاعد لمجلة "ذا سبكتيتور" أنه "إذا توقفت روسيا عند الحد الذي وصلت إليه حتى الآن، فهي ستغزو 20% من أوكرانيا والجزء الأكبر من دونباس، والمنطقة الصناعية والزراعة الأساسية، وجزء من الأراضي على ساحل البحر الأسود. وإذا توقفت عندها، سيكون هذا انتصارا لها". ورأى أن "دور ناتو، في مثل هذه الحالة لن يكون مهماً مثلما كان يعتقد في الماضي".

وأضاف أن السيناريو الثاني يتمثل في محاولة "طرد" روسيا من الأراضي التي سيطرت عليها بما فيها القرم. وإذا استمرت العمليات العسكرية "سترتفع مخاطر دخول، الغرب، في حرب مباشرة ضد روسيا".

أما السيناريو الثالث فيتمثل في العودة إلى الوضع السابق لـ 24 فبراير (شباط)، مضيفا أنه في هذه الحالة سيعاد تسليح أوكرانيا التي ستكون مرتبطة بناتو بشكل وثيق، وقد تكون عضواً فيه، وأضاف أن هذا السيناريو يفترض تجميد النزاع لفترة معينة.

كوريتان جديدتان؟

وبسؤاله هل يمكن أن ننتهي إلى نوع آخر من الوضع بين كوريا الشمالية والجنوبية فيتحول النزاع إلى 70 عاما من الجمود؟، أجاب: "نحن نتحدث عن 2.5% فقط من البلاد وشبه جزيرة القرم، أي 4.5% أخرى، تختلف علاقتها بالمنطقة، عن علاقتها بأوكرانيا النقية، لأنها كانت روسية منذ مئات السنين. لن أحكم على النتيجة التي يجب أن تكون عليها المفاوضات. لكن إذا نجح الحلفاء في مساعدة الأوكرانيين في إخراج الروس من الأراضي التي احتلوها في الحرب، فسيتعين عليهم تحديد المدة التي يجب أن تستمر فيها الحرب".

معاقبة بوتين
ولكن أياً من هذه السيناريوهات لا يعاقب بوتين حقًا على عدوانيته، أليس كذلك؟ فقال: "على العكس تماماً. إذا انتهت الحرب كما رسمت في دافوس، أعتقد أنه سيكون إنجازاً كبيراً للحلفاء. سيتعزز ناتو بإضافة فنلندا والسويد، ما يخلق إمكانية الدفاع عن دول البلطيق. وستكون لأوكرانيا أكبر قوة برية تقليدية في أوروبا مرتبطة بحلف شمال الأطلسي، أو عضو فيه. وسيظهر الحلف لروسيا أن الخوف الذي وضعته على رأس أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، يمكن تجاوزه بالإجراءات التقليدية لحلف شمال الأطلسي. لأول مرة في التاريخ الحديث، سيتعين على روسيا أن تواجه الحاجة إلى التعايش مع أوروبا باعتبارها كياناً، بدل أن تكون أمريكا العنصر الرئيسي في الدفاع عن أوروبا بقواتها النووية".