صحف عربية (24)
صحف عربية (24)
الجمعة 1 يوليو 2022 / 10:16

صحف عربية: مصر بعد ثورة 30 يوينو...عودة الروح

تحتفي مصر بالذكرى التاسعة لثورة 30 يونيو الشعبية، التي أنهت حكم الإخوان واسترجعت الدولة وقطعت الطريق على المشروع الإخواني التخريبي.

ووفق صحف عربية صادرة اليوم الجمعة، فإن عودة ما يُعرف بالإسلام السياسي إلى مصر أصبحت عملية عصية، بعد نجاح القاهرة في إجهاض المخطط الإرهابي وتطويق تنظيم الإخوان داخلياً وخارجياً.

تفويض شعبي
في صحيفة "الشرق الأوسط" قال مشاري الذايدي: "في مثل هذا الشهر، في يوم الثلاثين منه، كانت ثورة 30 يونيو (حزيران)، قبل 9 سنوات، هناك من يرفض حتى اليوم وصفها بحركة مصرية شعبية، وأنها مجرد انقلاب عسكري، لكن من عاش تلك الأيام بمصر، في القاهرة تحديداً، وأنا شخصياً كنت كثير الزيارة للقاهرة حينها، يرى عياناً عمق الغضب الشعبي العام على حكم الإخوان، ويشعر بحرارة النار المتقدة تحت الرماد مؤذنة ببركان قريب... وقد كان ذلك".

ويضيف الكاتب أن الثورة في مصر، كانت لترجمة "هذا الغضب إلى برنامج عمل جديد للحكم، لكنه كان يستند إلى رغبة مصرية عامة، أو كما قال السيسي وقتها: تفويض شعبي".

ويتابع الكاتب "بالأمس تحدث الرئيس عبد الفتاح السيسي عن هذه المناسبة، واصفاً لحظة 30 يونيو بأنها اللحظة التي اختار فيها المصريون المستقبل الذي يرتضونه لأبنائهم وأحفادهم. وأضاف عن تلك الساعات الحافلات من 30 يونيو، أصبح يوماً نتذكر فيه كيف يكون الألم عندما تأتي الخيانة من بني وطنك، أصبح يوماً بمثابة عيد ميلاد للجمهورية الجديدة".

ويمضي الذايدي قائلاً :"نجت مصر من مكر الليل والنهار وتحالف دولي رهيب، كان يريد إهداء مصر لجماعة الإخوان، ومن يستخدم هذه الجماعة لحاجة في نفس يعقوب، ورأينا كيف سلموا أفغانستان، بالمفتاح، لطالبان، بكل قلب بارد! لكن مصر كان لها رأي مختلف... لذلك من المهم إغناء الذاكرة وإنعاشها كل حين حتى لا يخرج لنا من يعيد الكرّة... بشعار جديد".

قراءة إماراتية في ثورة مصرية
في صحيفة "البيان" الإماراتية، وعن التطورات الخطيرة التي مرت بها مصر، منذ 2011، تقول منى بوسمرة، في سياق قراءة الأحداث وتأثيراتها: "من الإمارات إلى مصر، طريق عريض باتجاهين مرصوف بالإيمان القوي بوحدة الأهداف والمصير المشترك والمستقبل الآمن، فمصر القوية العزيزة، أمن العرب وعزتهم ومستقبلهم ومرجل نهضتهم، هكذا علّمنا المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه".

وعلى هذا الأساس تعتبر الكاتبة أن الإمارات كانت من أول المنتبهين لحجم الهوة التي تردت فيها مصر، بعد سقوطها في قبضة الإخوان، فتقول في هذا الإطار: "في قراءة الإمارات للمشهد المصري منذ العام 2011 أدركت عمق تأثيرات ذلك المشهد على المنطقة بحكم حجم التأثير التاريخي لمصر، وأن أي تحول في مصر أو مكروه يصيبها ينتقل بالعدوى إلى كل العرب، فهي القلب الذي يحيا به العرب، لذلك وقفت الإمارات إلى جانب خيارات الشعب المصري، وراقبت بعين الحريص على شقيقه تطور الأحداث، حتى جاءت لحظة 30 يونيو 2013 التي حسم فيها الشعب المصري خياره بالتخلص من الطغيان والتفرد، وإنهاء حكم اختطف الدولة وسعى لتغيير هويتها وتوازنات المنطقة والدخول في مؤامرات تبيع الوهم للشعوب، بما يهدد مصالح الأمة ويستبدل الأهداف القومية بأخرى ظلامية، تتستر بالدين"، لذلك كانت الإمارات "سباقة في دعم مصر والوقوف إلى جانبها، سياسياً ومادياً في محنتها، لإنقاذها من الغرق في الفوضى، فنهضت بدورها في الوقوف إلى جانب الشعب المصري بعد ثورة 30 يونيو، باعتبار ذلك واجباً قومياً"  إيماناً من الإمارات بأن ثورة 30 يونيو " هي اختيار الشعب وقراره بعد أن اكتشف أن قوى الظلام اختطفت الدولة وأن مصيره يسير إلى المجهول، فصنع المستحيل وهزم التحدي وأعلن جمهورية جديدة، وأسقط المؤامرة بتهاوي وإنهاء المشروع الإخواني".

وأنهت الكاتبة بالقول: "لولا ثورة 30 يونيو لكانت مصر اليوم تبحث عن نفسها وعن هويتها، ولتوقف قلب الأمة، فكانت أنجح عملية إنعاش أعادت الروح لمصر والحياة للعرب ولفظت الكراهية وأشعلت النور من جديد".

الجمهورية الجديدة
من جهتها قالت صحيفة "العرب" اللندنية: "تأتي أهمية الذكرى التاسعة للثورة الشعبية التي أيدها الجيش وأطاحت بحكم جماعة الإخوان، من أن الرئيس السيسي قد يعلن في الثالث من يوليو المقبل، تاريخ عزل الرئيس الإخواني محمد مرسي، عن قرارات لتدشين معالم الجمهورية الجديدة عملياً".

واعتبرت الصحيفة، أن "كلمة السر في نجاح النظام المصري" بعد 30 يونيو في تصحيح علاقاته مع قوى دولية وإقليمية عديدة، والصمود في مواجهة المشاكل، وإيجاد شبكة من المصالح "فرضت على الدول الكبرى مراجعة مواقفها الصلبة، فضلا عن المرونة والبرغماتية اللتين تمتعت بهما القاهرة في إدارة علاقاتها الخارجية"، ذلك أن مصر تدخل العام العاشر لثورة يونيو، بعد أن تأكدت "القوى التي دعمت جماعة الإخوان في الخارج أن استرداد مشروع الإسلام السياسي عملية عصية، بعد نجاح النظام المصري في إجهاض الكثير من مخططات الاستنزاف الأمني طويل المدى عبر دعم الجماعات المتطرفة في سيناء وغيرها".

ضبط العلاقات
في صحيفة "المصري اليوم" قال عبد اللطيف المناوي إن تنظيم الإخوان الإرهابي لعب أثناء حكمه لمصر على وتر ضمان العلاقة الجيدة مع الأمريكيين، و"تعهد رئيس الولايات المتحدة باراك أوباما بالوقوف إلى جانب الديمقراطية، التي فهمها رئيس الإخوان آنذاك بأنها تعنى الوقوف إلى جانبه".

ثم يعرض الكاتب إلى الأزمات والمطبات الهوائية التي مرت بها العلاقات المصرية، خاصةً مع الدول الغربية، التي لم تتحرج من إعلان تمسكها بحكم الإخوان لمصر، لكن 30 يونيو غير الموازين وقلب المعادلة، وأعاد ضبط العلاقات، إذ تراجعت أمريكا خطوات للخلف، مؤكدة "على لسان المتحدث باسم البيت الأبيض أن الراحل مرسى لم يكن يحكم بطريقة ديمقراطية، لاشك أن مشهد الميادين حينها قد أيقظ لدى الإدارة الأمريكية فكرة مختلفة عن الديمقراطية الثابتة التى يعرفونها، وهى ديمقراطية مَن كانوا فى الميادين ينادون برحيل الجماعة الإرهابية".

ويختم الكاتب "ومع تولى الرئيس السيسى، واستقرار الأوضاع فى مصر، وظهور نوايا البناء والتطوير على كافة الأصعدة، سياسياً واجتماعيًاً واقتصادياً، تغير الحال، فأتى الرئيس الفرنسى آنذاك فرانسوا هولاند إلى حفل افتتاح قناة السويس، فى أغسطس 2015، كما تم استئناف هياكل اتفاقية الشراكة الثنائية الأوروبية المصرية الجديدة، إضافة إلى دعوة رئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون للرئيس السيسى لزيارة بريطانيا، وكذلك دعوة المستشارة السابقة أنجيلا ميركل الرئيس إلى زيارة ألمانيا، لتؤكد بشكل قاطع أن أكثر الدول الأوروبية تطرفاً فى المواقف تجاوزت مرحلة حكم الإخوان وتداعياتها".