منشأة نووية إيرانية.(أرشيف)
منشأة نووية إيرانية.(أرشيف)
الأحد 3 يوليو 2022 / 12:42

فورين أفيرز: خطوات على واشنطن اتخاذها إذا فشلت محادثات النووي

يزور الرئيس الأمريكي جو بايدن الشرق الأوسط هذا الشهر، في لحظة حساسة حيث تجري واشنطن محاولة أخيرة لإحياء الاتفاق النووي مع إيران.

يجب أن تقترن ضرورة احتواء إيران عسكريًا، بتشجيع الدبلوماسية الإقليمية للتأثير على سلوكها، حيث يمكن للدول العربية استخدام نفوذها لتشجيع كل من إيران وإسرائيل على الكف عن الاستفزازات المحفوفة بالمخاطر

وفي هذا الإطار، عدّد كل من المستشارة في مركز الحوار الإنساني فاريا فانتابي، والأستاذ في كلية الدراسات الدولية المتقدمة بجامعة جونز هوبكنز فالي نصر، الخطوات التي يتعين على الولايات المتحدة اتخاذها في حال فشلت محادثات العودة للاتفاق النووي.

وقال الكاتبان، في تحليل لمجلة "فورين أفيرز"، إن التطوّرات الأخيرة في المنطقة، من اقتراب إيران لتصبح دولة عتبة نووية، وزيادة اسرائيل استهدافاتها لطهران، تهدد بتقويض خطط واشنطن الخاصة بالشرق الأوسط والمتعلقة بالعودة للاتفاق النووي.

ورجّح الكاتبان أنه في حال الفشل في التوصل إلى اتفاق نووي، فإن واشنطن مستعدة لتبنّي نهج إسرائيل الحالي لإحتواء إيران، مشيرين إلى أن هذا يستلزم من واشنطن تشديد الخناق الاقتصادي على طهران من خلال إجبارها على الخروج من سوق النفط.

منع حرب الظلّ
وأكدا أن الجهود الأميركية ستكون حاسمة خلال الأسابيع المقبلة لمنع حرب الظل بين إيران وإسرائيل من الخروج عن السيطرة، حيث يُمكن أن تنفجر الهجمات المتصاعدة من إسرائيل والوكلاء الإيرانيين في مواجهة أكبر، مما يؤجج التوترات من بلاد الشام إلى شبه الجزيرة العربية.

وأضافا أن من شأن هذا التصعيد أن يطيل أمد الأزمات السياسية في العراق ولبنان، وحتى في اليمن الذي يشهد هدنة هشة، وكذلك إعادة إشعال الصراع في سوريا.

وأوضحا أن هذا يعني أن الولايات المتحدة ستتراجع وتُجبر على التعامل مع المنطقة في الوقت الذي ترغب فيه في التركيز على روسيا والصين.

خطوط حمراء لاستقرار الشرق الأوسط
وأكد الكاتبان أنه لتجنّب هذا السيناريو، على واشنطن وضع خطوط حمراء مع الحكومة الإسرائيلية والإصرار على حدود الهجمات الاستفزازية.
كما على الولايات المتحدة أن تضع خطوطاً عريضة لاستراتيجية استقرار الشرق الأوسط، لا تستند فقط إلى الاحتواء والمواجهة مع إيران، أو تأمين خفض قصير الأجل لأسعار النفط، بل انشاء إطار دائم لمنع الصراع.

واعتبر الكاتبان أن الطريقة الأكثر فعالية للقيام بذلك، هي إبرام صفقة نووية جديدة مع إيران، ربما لن تحقّق ما يكفي لإرضاء إسرائيل، ولن توقف أنشطة الحرس الثوري الإيراني ووكلائه في المنطقة، لكنها، مع ذلك، ستبقي على موقفها تجاه برنامج إيران النووي بطريقة تجعل التحرك الإسرائيلي العاجل غير ضروري.
وأكدا أن هذا من شأنه أن يقلّل من احتمال قيام إيران بأعمال انتقامية في المنطقة، بما في ذلك ضد الناقلات ومنشآت النفط، والتي يمكن أن تهدد أسواق الطاقة العالمية.

تشجيع الدبلوماسية الإقليمية

وأشار الكاتبان إلى أن الوصول إلى اتفاق نووي، من شأنه أن يغيّر علاقات إيران مع جيرانها الخليجيين، حيث حاولت طهران تعزيز علاقاتها مع الكويت وعمان وقطر، كما حرصت على تحسين العلاقات مع الرياض وأبو ظبي. وبعد خمس جولات من المحادثات بين إيران والسعودية، يدخل وقف إطلاق النار في اليمن الآن شهره الثالث.

وأكدا أن الاتفاق النووي سيضيف زخمًا لهذه المبادرة، لكن في المقابل، من المرجح أن يؤدي المزيد من العقوبات والهجوم الإسرائيلي على البرنامج النووي الإيراني لايقافه، مما يضع المنطقة على مسار تصعيد خطير.

وأوضحا أن الدفع المتزايد من أجل علاقات دبلوماسية أقوى بين إيران وجيرانها العرب يقدّم فرصة لواشنطن لإعادة توجيه الأمن الإقليمي. فمن خلال العمل عن كثب مع الدول العربية، يمكن لواشنطن بناء دعم أوسع للسيطرة على التصعيد بين إسرائيل وإيران.

وأشارا إلى أنه يجب أن تقترن ضرورة احتواء إيران عسكريًا، بتشجيع الدبلوماسية الإقليمية للتأثير على سلوكها، حيث يمكن للدول العربية استخدام نفوذها لتشجيع كل من إيران وإسرائيل على الكف عن الاستفزازات المحفوفة بالمخاطر، والحفاظ على حرب الظل الخاصة بهم.
وختم الكاتبان أنه يجب على بايدن استغلال رحلته إلى المنطقة لتشجيعهما على القيام بذلك.