الإثنين 4 يوليو 2022 / 15:00

بعد فوزها بالحرب القصيرة... أوكرانيا هل تكسب الحرب الطويلة؟

24-زياد الأشقر

عن الطريقة التي يتعين بها الفوز في حرب طويلة ضد روسيا، كتبت مجلة "إيكونوميست" في تقرير لها، أن أوكرانيا فازت بالحرب القصيرة، وألحقت قواتها خسائر جسيمة وأربكت القوات الروسية التي خططت للإستيلاء على كييف، والآن دور الحرب الطويلة، التي ستستنفد الأسلحة والأرواح والأموال حتى يفقد أحد الأطراف الإرادة على مواصلة القتال. حتى الآن، روسيا هي التي تكسب في هذه الحرب.

إذا بدأت روسيا بخسارة الأراضي، فإن الإنشقاقات قد تمتد إلى الكرملين

وفي الأيام الأخيرة سيطرت القوات الروسية على مدينة سيفيردونيتسك. وهي تتقدم نحو ليسيتشانسك وقد تسيطر قريباً على كامل إقليم لوغانسك. وهي تهدد أيضاً سلوفيانسك، شمال إقليم دونيتسك المجاور.

مقتل 200 جندي كل يوم
ويقول القادة الأوكرانيون إن الروس يفوقونهم عدداً، وإن الجيش الأوكراني يفتقر إلى الذخائر، فيما يقتل 200 جندي أوكراني كل يوم.
ولحسن حظ أوكرانيا، فإن هذا ليس نهاية المطاف. إن التقدم الروسي بطيء ومكلف. وإذا ما توافرت أسلحة مثل تلك التي يستخدمها الناتو، مع تكتيكات جديدة وتمويل كافٍ، فإن لدى أوكرانيا كل فرصة لدفع الجيوش الروسية إلى الوراء. وحتى لو كانت استعادة الأراضي التي خسرتها مكلفة، فإنه في إمكان أوكرانيا إثبات عبثية حملة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وأن تخرج كدولة ديموقراطية وذي وجه غربي. لكن من أجل فعل ذلك، فإنها بحاجة إلى دعم مستدام. وهذا ما لا يزال موضع شك.

الحرب الطويلة تناسب روسيا
وأضافت المجلة أن حرباً طويلة تناسب روسيا. ويستخدم الطرفان كميات كبيرة من الذخائر، لكن روسيا لديها مساحة أكبر. والإقتصاد الروسي أكبر بكثير من الإقتصاد الأوكراني وأفضل. وسعياً إلى النصر، فإن روسيا راغبة في ترهيب الأوكرانيين وإحباطهم، من طريق ارتكاب جرائم حرب، على غرار ما فعلت في المركز التجاري بمدينة كريمنتشوك الأسبوع الماضي. وإذا اقتضت الحاجة، فإن بوتين مستعد لإنزال معاناة رهيبة حتى بشعبه.

ورغم ذلك، فإن الحرب الطويلة لن تخاض بالضرورة بشروط بوتين. ومع احتمال أن يكون لدى أوكرانيا أعداد هائلة من المقاتلين المتحركين، فمن الممكن تزويدهم بأسلحة غربية. وفي عام 2020، قبل فرض العقوبات، كانت اقتصادات دول الناتو عشرة أضعاف الاقتصاد الروسي.

التغيير يبدأ من الميدان
ولفت الكاتب إلى أن التغيير الأوكراني يبدأ من الميدان، من خلال وقف وعكس معادلة التقدم الروسي. وسيستمر جنرالات بوتين بالحصول على المزيد من الأسلحة، لكن أسلحة الناتو المتطورة والأبعد مدى والأكثر دقة بدأت بالوصول.

ومن طريق تبني تكتيكات تم إبتكارها في الحرب الباردة، عندما كان الجيش الأحمر يتفوق عدداً على قوات الناتو، فإنه في إمكان أوكرانيا تدمير مراكز القيادة الروسية ومستودعات الذخيرة. وحققت أوكرانيا نجاحاً في 30 يونيو (حزيران)، عندما استخدمت أسلحة زودها بها الناتو لإرغام القوات الروسية على إخلاء جزيرة الثعبان، وهي جائزة استراتيجية في البحر الأسود. ويتعين على أوكرانيا فرض "واقع مؤلم" على روسيا، من خلال استعادة أراض ذات قيمة رمزية مماثلة على غرار مدينة خيرسون، الأمر الذي يرتب ثمناً باهظاً على روسيا.

قد تمتد إلى الكرملين
وإذا بدأت روسيا بخسارة الأراضي، فإن الإنشقاقات قد تمتد إلى الكرملين. وتعتقد الإستخبارات الغربية أن بوتين بعيد عن مرؤوسيه. وهو لديه عادة استبدال قادته-بمن فيهم الجنرال ألكسندر دوفرنيكوف، الذي عين قائداً للقوات الروسية في أوكرانيا عقب الأسابيع الأولى المضطربة من الغزو. ويمكن الغرب رفع كلفة الحرب الروسية الطويلة من خلال الضغط بمزيد من العقوبات. وفي إمكانه فصل النخبة الروسية عن بوتين من طريق الترحيب بالمنشقين الاقتصاديين والسياسيين، وتشجيعهم على إدراك أن مستقبل بلدهم، يجب ألا يضحى به في سبيل حملة مكلفة وبلا معنى.