زعماء مجموعة السبع.(أرشيف)
زعماء مجموعة السبع.(أرشيف)
الثلاثاء 5 يوليو 2022 / 11:44

تقرير: استثمارات الدول السبع لا تهدد مبادرة الحزام والطريق

تعهد قادة مجموعة الدول السبع في قمتهم الأخيرة بجمع 600 مليار دولار من الأموال العامة والخاصة على مدى خمس سنوات من أجل تمويل بنى تحتية في الدول النامية ومواجهة مبادرة الحزام والطريق الصينية البالغة قيمتها تريليونات عدة من الدولارات.

من الجيد أن يكون هنالك مقاربات متعددة للتنمية، حيث ينبغي أن يتاح للدول النامية المزيد من الخيارات والفرص

 وأعاد الرئيس الأمريكي جو بايدن ونظراؤه في المجموعة إطلاق "الشراكة من أجل البنية التحتية والاستثمار العالمي" في اجتماعهم السنوي الذي استضافته ألمانيا أواخر يونيو (حزيران) الماضي. عن هذا التعهد، كتب الديبلوماسي السابق والخبير في الشؤون الصينية زمير أحمد أوان في موقع "مودرن ديبلوماسي"، متسائلاً عما إذا كانت هذه الدول قادرة على الالتزام بمشروع كهذا.

قال بايدن إن الولايات المتحدة ستحرك 200 مليار دولار من المنح والأموال الفيديرالية والاستثمارات الخاصة على مدى خمسة أعوام لدعم المشاريع في الدول ذات المداخيل المتدنية والمتوسطة من أجل المساعدة في التصدي للتغير المناخي وتحسين الصحة العالمية والمساواة الجندرية والبنية التحتية الرقمية. ستتقاسم الدول الأخرى تأمين المبلغ المتبقي. من الواضح جداً أن هذه الأموال ليست مساعدات ولا صدقة، لكنها استثمار سيدر الأرباح وسيتقاسمه المستثمرون وفقاً لذلك.

مشروع مارشال جديد؟
حسب الكاتب، للولايات المتحدة خبرة مع "مشروع مارشال" الذي أطلقته بعد الحرب العالمية الثانية في أوروبا. كان هدفه مساعدة أوروبا الغربية في إعادة بنيتها التحتية المتضررة بفعل الحرب وإعادة إحياء اقتصادها. لقد كانت الولايات المتحدة مستفيداً كبيراً من ذلك المشروع بينما كسبت أوروبا الغربية أيضاً الكثير.

لكن هذه المرة، الهدف مختلف جداً وهو مواجهة الصين أو مواجهة مبادرة الطريق والحزام التي أطلقت سنة 2013 وحصلت على اعتراف من نحو 150 دولة ومنظمة. دول كثيرة تستفيد حالياً من المبادرة وتتمتع بثمارها. ليس لمبادرة الحزام والطريق أي حوافز سياسية وهي مفتوحة لجميع الأمم والدول والمنظمات كي تستفيد منها. على العكس من ذلك، إن برنامج مجموعة السبع مسيس ومركز على مواجهة الصين فقط.

غير مضمون
تساءل أوان عما إذا كانت هذه الدول تملك ما يكفي من الأصول وما إذا كانت مستعدة للتخلي عنها حينما تواجه اقتصاداتها مشاكلها الخاصة. يرى الكاتب أنه على عكس مبادرة الحزام والطريق، سيأتي تمويل مشروع مجموعة السبع بشكل كبير من المستثمرين في القطاع الخاص وبالتالي ليس هذا التمويل مضموناً. وتساءل أيضاً عما إذا كانت دول مجموعة السبع تملك خبرة في تطوير البنية التحتية كما هي الحال مع الصين مستغرباً كيف يمكنها المساعدة إذا كانت بنيتها التحتية متراجعة. لقد حدّثت الصين بنيتها التحتية أولاً وأظهرت إمكاناتها وبعدها ساعدت دولاً أخرى في التنمية.

هل تثق أمريكا بنية حلفائها
أضاف أوان أن الصين أكثر تطوراً بكثير في البنية التحتية بالمقارنة مع سائر دول العالم. وثمة سؤال آخر عما إذا كانت كل دول مجموعة السبع على الموجة السياسية نفسها ومستعدة لمواجهة الصين. إن بعضاً من هذه الدول شريك مقرب من الصين في التجارة والاقتصاد والعلوم والتكنولوجيا ويعتمد على الاستثمار الصيني أو على الأقل مستفيد منه. وهنالك دول معتمدة على شراكتها التجارية مع الصين. على العموم، إن أوروبا شريك مقرب من بكين في التجارة والاستثمار والتنمية. هي لا تستطيع التضحية بمصالحها القومية. وسياسياً هي أقرب إلى الصين.

ليست مذعورة
دافع الناطق باسم وزارة الخارجية جاو ليجيان عن سجل مبادرة الحزام والطريق حين سئل عن تعليق على الموضوع الأسبوع الماضي: "تواصل الصين الترحيب بجميع المبادرات لنشر تطوير البنية التحتية الدولية" نافياً إمكانية أن تحل أي مبادرة مكان الأخرى. وأضاف: "نحن نعارض الدفع قدماً بحسابات جيوسياسية تحت ذريعة بناء البنية التحتية أو تشويه سمعة مبادرة الحزام والطريق".

لفت أوان النظر إلى أن الصين دولة منفتحة ولا ترى في مشروع مجموعة السبع تهديداً لمبادرتها الضخمة. من الجيد أن يكون هنالك مقاربات متعددة للتنمية، حيث ينبغي أن يتاح للدول النامية المزيد من الخيارات والفرص. تؤمن الصين بشدة بالعولمة والتنافس الحر والنزيه والمتعدد المستويات. إنها تثق بإمكاناتها وخبرتها وقواها المالية. لقد حظي نهجها بالتعاون القائم على الربح المشترك باعتراف دولي وثقة راسخة، لذلك، هي ترى أنه ما من داع للذعر.

أساس التركيز
يسود اعتقاد بوجود حاجة للمزيد من المشاريع والمبادرات للتنمية الدولية. وفقاً للكاتب، ينبغي على الدول المتطورة أن تأتي بالمزيد من الخيارات التي سترحب الدول النامية بتوفرها. إن تنافساً صحياً هو دوماً ظاهرة إيجابية. سيكون هنالك تقدير أكبر لو كانت هذه المشاريع تنموية بحتة وغير مدفوعة بالسياسة. يجب أن يكون التركيز على رفاه الجنس البشري لا على الهيمنة والتسيد.