الخميس 7 يوليو 2022 / 10:54

محاولة تسويق نظام الولي الفقيه

فريد أحمد حسن- الوطن البحرينية

وصلني مؤخراً فيديو قصير لحسن نصر الله وهو يتفاخر بإنجازات نظام الولي الفقيه بطريقة تشبه الفقرات الإعلانية. فيه يتحدث عن وصول إيران إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي من الكهرباء وتوفرها في أغلب القرى وبيع الفائض على دول الجوار ووصول الغاز عبر الأنابيب إلى 20 مليون بيت وتوفر مياه الشرب لمعظم السكان وأنها الأرخص في العالم، إلى آخر "الإنجازات" التي يعتبرها منة من النظام الإيراني على الشعب الإيراني.

أما الذين يدركون غاية نصر الله من الدخول في تلك الفقرة الإعلانية المليئة بالمبالغات فيقولون لمن لا يدركون إنها رسالة إلى الحكم في لبنان مفادها أنكم إذا أردتم الاستمرار في الحكم وإنقاذ لبنان مما صار فيه فإن عليكم أن تلجأوا إلى النظام الإيراني ليوفر لكم الكهرباء والمياه والغاز ويبني الأنفاق والشوارع ويدلكم على الطريقة التي بها يمكنكم الظفر بالميداليات الذهبية في المسابقات الدولية، ويدخلكم الجنة "التي لم يبلغها الشعب الإيراني حتى اللحظة بدليل استمراره في الاحتجاجات والمطالبة برحيل النظام"، فهذا النظام حسب أمين عام حزب إيران في لبنان في المرتبة الكذا في الأنفاق والمرتبة الكذا في توفر الكهرباء والغاز والمرتبة الكذا في هذا المجال وذاك.

ليس بهكذا إعلان يمكن للحكم في لبنان أن يسلم مقاليده للنظام الإيراني، وليس بتكراره يمكن لأي دولة عربية أن تعترف بنظام الولي الفقيه، فمعايير الاعتراف غير، والدول والشعوب لا تنظر إلى مثل تلك الإنجازات المتحققة في دول مجلس التعاون مثلاً منذ عشرات السنين، فمن المعايير السؤال عن حالة الشعب الإيراني الذي لم يعد يغيب عن الشارع للتعبير عن احتجاجاته وعدم رضاه عن ممارسات النظام الذي أوصله أيضاً إلى مرحلة البحث عن الطعام في حاويات القمامة وارتداء المتقاعدين الأكفان واستمرار تلقي الأنباء عن الذين يتم إعدامهم من دون مبرر.

همسة في أذن نصر الله ونظام الولي الفقيه: طرقات القرى في البحرين كانت مرصوفة منذ ستينيات القرن الماضي.