ريشي سوناك (أرشيف)
ريشي سوناك (أرشيف)
الأربعاء 13 يوليو 2022 / 23:43

سوناك.. سياسي من أصول هندية يخطو بثقة نحو "داوننغ ستريت"

24 - بلال أبو كباش

يخطو وزير المالية البريطاني السابق ريشي سوناك بثقة نحو كرسي رئيس الوزراء في المملكة المتحدة بعد استقالة بوريس جونسون المدوية إثر فضائح عديدة هزت حكومته.

وأصبحت فرصة سوناك البريطاني من أصل هندي في تولي المنصب كبيرة بعد فوزه اليوم بأكبر عدد من الأصوات في الجولة الأولى من التصويت لخلافة بوريس جونسون كزعيم لحزب المحافظين ورئيس للوزراء، بعد استبعاد مرشحين اثنين. حصل سوناك (42 عاماً) على 88 صوتاً، متقدماً على بيني موردنت التي حصلت على 67 صوتاً وليز تراس التي حصلت على 50 صوتاً. 

تولى ريتشي سوناك منصب وزير المال في حكومة جونسون في عام 2020، واستمر في المنصب حتى إعلانه الاستقالة في الخامس من يوليو (تموز) الجاري إلى جانب عدد من الوزراء احتجاجاً على أداء الحكومة، معلناً في خبر استقالته على تويتر، أن الحكومة البريطانية ينبغي أن تُدار بشكل صحيح وكفء وجاد.

وبعد خبر الاستقالة المدوي، أعلن سوناك يوم الجمعة الماضي عن إطلاق حملته لرئاسة الوزراء في بريطانيا خلفاً لبوريس جونسون، قائلاً على تويتر، "هذا الصباح نطلق رسمياً حملة ريدي 4 ريشي"، وتعني أننا جاهزون لريشي.

وفور ترشحه لمنصب رئيس الوزراء أصبح اسم سوناك محل اهتمام العديد من الصحف، بحكم أصوله، وطريقة تدرجه في السلم الوظيفي بالمملكة المتحدة حتى إطلاق حملته للدخول إلى "10 داوننغ ستريت". 

وتؤكد التقارير، أن المرشح الأبرز لتولي رئاسة الوزراء الذي ولد في عام 1980 في ساوثهامبتون، هو ابن لعائلة هندية من أصل بنجابي، أبوه طبيب وأمه صيدلانية قدما إلى المملكة المتحدة في ستينيات القرن الماضي بعد أن عاشا سنوات طويلة في شرق أفريقيا. التحق سوناك في السلك التعليمي منذ نعومة أظافره ودرس الاقتصاد والسياسة في جامعة أوكسفورد، ونال لاحقاً درجة الماجستير في إدارة الأعمال من جامعة ستانفورد في ولاية كاليفورنيا الأمريكية. 

ازداد ريشي سوناك شهرة وغنى بعد زواجه من ابنة الثري الهندي نارايانا مورثي. وتعد أكشاتا مورتي الآن من أغنياء سيدات المملكة المتحدة، وتدور حولها شكوك عديدة بعد تقارير عن تهرب ضريبي أجرته بالتعاون مع زوجها. ويملك الزوجان ثروة هائلة بلغت قيمتها في 2022 قرابة 730 مليون جنيه إسترليني.

اكستب سوناك خبرة طويلة في المجال المالي، بفضل عمله محللاً في بنك غولدمان ساكس في الفترة ما بين 2001 و2004، ثمّ عمل في صناديق التحوّط. وانتخب لاحقاً نائباً محافظاً في البرلمان البريطاني عن ريتشموند في يوركشاير في 2015. وفي عهد تيريزا ماي عُين الخبير المالي وزيراً صغيراً في الحكومة المحلية. ويعد سوناك واحداً من المدافعين عن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وأطلق حينها سوناك حملة حماسية تدعم مغادرة الاتحاد الأوروبي، وقال لصحيفة "يوركشاير بوست"، إنه يعتقد أن ذلك سيجعل بريطانيا "أكثر حرية وعدلاً وازدهاراً".

وعزز موقفه الداعم لمغادرة الاتحاد الأوروبي، بالقول، إن الأعمال في المملكة المتحدة "خُنقت" بسبب الروتين الممل في سياسات بروكسل، لكنه كان متفائلاً بإمكانية الاتفاق على صفقة تجارة حرة مع الاتحاد الأوروبي بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

وبعد استقالة حكومة تيريزا ماي في 2019 نتيجة فشلها في تنفيذ نتيجة استفتاء 2016 للخروج من الاتحاد الأوروبي. أصبح سوناك مؤيداً لحملة بوريس جونسون لزعامة حزب المحافظين، وأصبح جونسون رئيساً للوزراء في يوليو (تموز) 2019، وعين سوناك سكرتيراً رئيسياً لوزارة المال. وفي 2020 تولى سوناك وزارة المال بعد استقالة ساجد جاويد في فبراير (شباط) 2020.

وبسبب تدابير الدعم الاقتصادي المتعددة التي اتخذها سوناك في ذروة وباء كورونا وكشفه في ذلك الوقت النقاب عن دعم بقيمة 350 مليار جنيه إسترليني أصبح ذو شعبية كبيرة في المملكة المتحدة، لكنه أُضعف لبعض الوقت بسبب ثروته والكشف عن لجوء زوجته إلى نظام ضريبي يفيدها، الأمر الذي يُنظر إليه بسلبية في خضم أزمة القوة الشرائية التي تعيشها المملكة المتحدة. لكن أكشاتا مورتي أعلنت لاحقاً أنها ستبدأ في دفع ضريبة المملكة المتحدة على أرباحها الخارجية لتخفيف الضغط السياسي على زوجها ريشي سوناك وتحقيق حلمه بالفوز في تولي رئاسة الوزراء.

ومع تزايد فرصه في خلافة جونسون، إلا أن تهم الفساد والتهرب الضريبي تلاحق بشكل مستمر ريشي سوناك، وقالت صحيفة "الاندبندنت" في تقرير لها، إن المرشح لمنصب رئاسة الوزراء في المملكة المتحدة تم إدراجه كمستفيد من صناديق الملاذ الضريبي في جزر العذراء البريطانية وجزر كايمان في عام 2020. لكن متحدث باسم سوناك نفى تلك التقارير. وبحسب صحيفة "ذي تايمز"، فإن سوناك أصبح "مليونيراً في منتصف العشرينات من عمره"، لكنه لم يفصح بشكل علني مقدار ثروته في ذلك الوقت، وهو ما يثير الشبهات حول أصوله وطرق وصوله إلى الثراء السريع في بلد تشتد في الرقابة المالية خاصة حول من يتولون مناصب قيادية وحساسة.