ستيفاني وليامز (أرشيف)
ستيفاني وليامز (أرشيف)
السبت 30 يوليو 2022 / 23:19

وليامز القوية تنسحب أمام هشاشة الأوضاع الليبية

24 - بلال أبو كباش

تستعد المستشارة الأممية الخاصة إلى ليبيا، ستيفاني وليامز لمغادرة منصبها في نهاية يوليو (تموز) بعد مسيرة طويلة حاولت فيها إحداث اختراق يضع ليبيا على الطريق الصحيح وينهي الانقسام السياسي الطويل.

وليامز التي عينت كمبعوثة أممية إلى ليبيا في ديسمبر (كانون الأول) 2021، بعد استقالة المبعوث السابق إلى ليبيا يان كوبيتش بعد محاولات طويلة لتقريب وجهات النظر بين الاطراف المتصارعة في ليبيا دون جدوى تاركاً حملاً ثقيلاً للسيدة الأمريكية الملقبة بالمرأة الحديدة.

وتعد ستيفاني ليامز صاحبة خبرة طويلة في الشأن الليبي. وعملت كممثلة خاصة بالإنابة ورئيسة بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا (أونسميل) في الفترة بين 2020-2021، ونائبة الممثل الخاص لبعثة أونسميل في الفترة بين 2018-2020.

في الفترة بين 2017-2018، شغلت السيدة وليامز منصب كبيرة المستشارين للشؤون السورية، من لندن، وتتبع لمكتب شؤون الشرق الأدنى بوزارة الخارجية الأمريكية.

كما شغلت منصب نائبة رئيس في البعثة الأمريكية في العراق (2016-2017)، والأردن (2013-2015) والبحرين (2010-2013)، وعملت في سفارات الولايات المتحدة في الإمارات العربية المتحدة والكويت وباكستان.

في العاصمة واشنطن، شغلت منصب مسؤولة مكتب الأردن، ونائبة مدير شؤون مصر والمشرق العربي، ومديرة مكتب المغرب العربي.
مكنتها لغتها العربية من الالتصاق أكثر بالمنطقة وفهم تعقيداتها الكبيرة. وبعد مسيرة تعليمية طويلة حصلت وليامز عام 1989 على شهادة الماجستير في الدراسات العربية من جامعة جورج تاون، وهي خريجة متميزة في الكلية الحربية الوطنية. كما وحصلت على شهادة الماجستير في دراسات الأمن القومي في عام 2008.

صدمة
شكل إعلان المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة، فرحان حق مغادرة منصبها في نهاية يوليو صدمة سياسية لبلد ما زال يعاني من التفكك والصراعات المسلحة والانقسامات الحزبية.

انتخابات حرة
سعت وليامز منذ اللحظة الأولى في منصبها لإحداث اختراق سياسي عبر إقامة انتخابات حرة في ليبيا. وقبل عامين قادت جهود الوساطة بين أطراف النزاع الليبي ضمن ملتقى الحوار السياسي الذي أنتج السلطات الحالية (حكومة الوحدة والمجلس الرئاسي)، لكن جهودها فشلت في تحقيق الانتخابات في 24 ديسمبر (كانون الأول) 2021.

إخفاق
عملت وليامز أيضاً على الإعداد لإطار دستوري متين في ليبيا ينتهي بإقامة انتخابات حرة. وفي مارس (آذار) 2022 أعلنت وليامز عن مبادرة لتشكيل لجنة مشتركة من مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة للاتفاق على قاعدة دستورية محكمة للانتخابات الوطنية. ورغم لقاء المبادرة ترحيباً من الأطراف الليبية إلا أنها أخفقت في نهاية المطاف.

انتقادات
ورغم محاولاتها العديدة لإنهاء الصراع في ليبيا، إلا أن كثيرين من القادة السياسيين يحمّلون المبعوثة الأممية مسؤولية تعقيد قضيتهم، من خلال ترحيل الأزمة.

وبعد إلغاء الانتخابات نهاية العام الماضي حذرت وليامز، من أن "الطبقة السياسية ستلعب لعبة الكراسي الموسيقية بدلاً من إعادة توجيه البلاد إلى مسار الانتخابات، وأنها ستأخذ تلك الكعكة وتوزعها بين أفرادها".

وأضافت ويليامز، في حوار مع فضائية "الحدث" أمس، أن "هنا بعض الأشخاص اختطفوا المستقبل السياسي في ليبيا، وهذا هو السبب الذي دفع العديد من الشباب للخروج إلى الشوارع للتظاهر"، وقالت "على مدى عملي على الملف الليبي منذ 4 سنوات ونصف العام، أستطيع أن أصف الطبقة السياسية في ليبيا بأنها انتهازية وتتبع مصالحها الخاصة".

وقال نائب المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة، فرحان حق، خلال مؤتمر صحفي تعقيباً على مغادرة وليامز لمنصبها، "نحاول في أسرع وقت ممكن تسمية شخص مؤقت للقيام بنوع المهمات التي تقوم بها ستيفاني وليامز، ولكن ليس لدينا أحد لتسميته الآن"، وفقاً لما ذكره موقع "بوابة إفريقيا" اليوم.

لكنّه أكد أن بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا موجودة، والشخص الذي يتولى المسؤولية هو ريزدون زنينغا وسيظل هو المسؤول إلى حين تسمية شخص آخر.

مرشحون لخلافة وليامز
ومن أبرز الأسماء المرشحة لترؤس البعثة الأممية في ليبيا، وزير الخارجية الجزائري الأسبق ومندوبها السابق في الأمم المتحدة صبري بوقادوم، المدعوم بقوة من بلاده وكذلك من إيطاليا. ويقود الاتحاد الإفريقي جهوداً كبيراً لتعيين شخصية إفريقية في هذا المنصب، ومن بين الأسماء التي يدفع بها الدبلوماسي الغاني محمد بن شمباس الممثل الخاص للأمم المتحدة لغرب إفريقيا من 2014 إلى 2021، وكذلك وزير الخارجية السوداني الأسبق مصطفى عثمان إسماعيل. كما وينافس الدبلوماسي الألماني والمبعوث الخاص إلى ليبيا كريستيان بوك، على منصب رئاسة بعثة الأمم المتحدة في ليبيا.