الخميس 10 أبريل 2014 / 01:17

فرانس 24: القرضاوي يمثل عبئاً على قطر

خصصت قناة "فرانس 24" الفرنسية أمس الأربعاء، تقريراً حول مصير شيخ الفتنة يوسف القرضاوي، وما إذا كان سيستقر بتونس من عدمه، بعد أن أشارت مصادر عدة أنه بات يمثل ثقلاً على قطر.

وذكرت "فرانس 24" أن عدة مصادر تشير إلى أن الداعية يوسف القرضاوي أصبح يمثل ثقلاً على صناع القرار في قطر حيث يقيم، وذلك بسبب تبنيه لمواقف صريحة معادية لحكومات خليجية مجاورة ولمصر ورجلها القوي عبدالفتاح السيسي، خاصة بعد عزل الرئيس محمد مرسي إثر احتجاجات شعبية حاشدة، ما جعل قطر تعيد النظر في وضع القرضاوي على أراضيها.

"شيخ الفتنة"
وأشارت القناة الفرنسية إلى أن يوسف القرضاوي يعتبر من أبرز قادة الإخوان المسلمين، ويعتبره البعض منظراً لهم ومسانداً لكل الحركات السياسية ذات الخلفية الإسلامية، سواء كانت الجهادية المسلحة في سوريا التي تقاتل ضد نظام بشار الأسد، أو السياسية في تونس من خلال دعم حركة النهضة، وفي مصر من خلال دعم الإخوان المسلمين، وحتى في تركيا التي فاز فيها رجب طيب أردوغان بالانتخابات البلدية فأرسل له "القرضاوي" مهنئاً، مؤكداً له أنه سجد لله شاكراً.

موقع قطر
وأضافت أنه مع تغير المعطيات السياسية في المنطقة، فإن مواقف الداعية الإسلامي الذي يتميز بنشاطه الإعلامي وكثرة تصريحاته المعادية للإمارات ومصر، سواء على "تويتر" أو من خلال ظهوره الإعلامي عبر قناة الجزيرة القطرية أو حتى من خلال لقاءاته الصحفية، قد تكون عوامل جعلت السلطات القطرية تشعر بوطأة هذه الشخصية وخطورتها على صورة قطر، الذي وصفت إبان اندلاع ثورات الربيع العربي بكونها القوة الإقليمية الجديدة في المنطقة، إلا أن عوامل جديدة غيرت المعطيات السياسية بعد اعتبار "الإخوان" منظمة إرهابية في مصر وفي السعودية، وإخفاق نموذج الإسلام السياسي في دول الربيع العربي كتونس ومصر، وصمود نظام بشار الأسد بعد ثلاث سنوات من الحرب.

وكل ذلك قد يدفع القطريين إلى تغيير مواقفهم السياسية، ومواقفهم من رئيس مجلس علماء المسلمين، مما يمهد الطريق نحو رحيله -رغما عنه- عن الأراضي القطرية.

وتساءلت الإخبارية الفرنسية عما إذا كان "القرضاوي" سيستقر بتونس، لاسيما مواقع عربية نقلت مؤخراً خبراً مفاده أن القرضاوي قد يستقر في تونس لفترة زمنية معينة قد تكون عدة أشهر، غير أن هذا النبأ لم يؤكد من جانب قطر أو تونس.

ونقلت عن المحلل السياسي الكويتي عبدالواحد الخلفان قوله إن "سحب بعض دول الخليج لسفرائها من قطر واللقاءات قبل القمة العربية، أكدت أن يوسف القرضاوي كان من بين أسباب التوتر التي دفعت الرياض وأبوظبي والمنامة لاتخاذ هذا القرار".

ترجيح تونس
وأعرب المحلل الكويتى عن اعتقاده بأن "القرضاوي" لا يملك خيارات كثيرة وأغلب الظن أن تحتضنه تونس، وذلك لقربه من حركة النهضة ورئيسها راشد الغنوشي، ولأن تونس دولة عربية وإسلامية مستقرة عكس ليبيا مثلاً التي قد لا تكون قادرة على توفير الحماية له، لعدم استقرارها أمنياً.

الوجهة التالية
وأضاف أن تركيا قد تكون الوجهة التالية لـ "القرضاوي" لكن لن تكون الوجهة التي يفضلها، كما أن أنقرة قد تكون في غنى عن وجوده لأن ذلك قد يدخلها في مشاكل مع الإمارات والسعودية والبحرين، ولن يوفر احتضان تركيا للقرضاوي هدوءاً داخلياً يحاول رجب طيب أردوغان التمتع به، بعد فوزه على معارضيه في الانتخابات البلدية الأخيرة.