صحف عربية (24)
صحف عربية (24)
الخميس 4 أغسطس 2022 / 11:53

صحف عربية: ملف ترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل من التفاؤل إلى التهديد

في الوقت الذي سادت فيه أجواء "إيجابية" في ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، إلى حدّ التأكيد أنّ احتمال إنجاز الاتفاق قبل نهاية سبتمبر (أيلول) المقبل، شن "حزب الله" هجوماً على الولايات المتحدة.

ووفق صحف عربية صادرة اليوم الخميس، فإن مفاوضات ترسيم الحدود  بين إسرائيل ولبنان، دخلت إلى المراحل المتقدمة، في ظل تسارع التطورات المرتبطة بشأن هذا الملف، بينما هدد وزير إسرائيلي بمحو الضاحية الجنوبية في بيروت، حال أراد حزب الله المواجهة مع الجيش الإسرائيلي.

مراحل متقدمة
في السياق، قال وزير الخارجية والمغتربين اللبناني، عبد الله بوحبيب، إن مفاوضات ملف ترسيم الحدود البحرية الجنوبية مع إسرائيل دخلت مراحل متقدمة، مضيفاً في تصريح لصحيفة "الجمهورية" اللبنانية، أن "المفاوضات قطعت أشواطاً بعيدة ودخلنا في كثير من المراحل المتقدمة وصولاً إلى المراحل التقنية التي هي من مهمة أعضاء من فريق الوسيط الأمريكي آموس هوكشتاين، واللبنانيين من الاختصاص نفسه".

وأضافت الصحيفة، أن الرئيس اللبناني ميشال عون ووزير الخارجية أجريا جولة أفق واسعة في التطورات المحلية والإقليمية والدولية، كذلك تم تقويم المحادثات مع آموس هوكشتاين، الوسيط الأمريكي في المفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود البحرية​ الجنوبية، والمعطيات التي توافرت حول اتصالاته لتحريك ملف المفاوضات غير المباشرة والتي يفترض أن تستكمل بترسيم الحدود.

وقالت مصادر تتابع المفاوضات الجارية للصحيفة إن "ما حمله هوكشتاين من بيروت ثمين للغاية وهو يعتقد أن ما بعد هذه الزيارة سيكون غير ما قبلها".

ويذكر أن 5 جولات من المفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، عقدت في مقر القوات الدولية "اليونيفيل" في منطقة رأس الناقورة جنوب لبنان في الفترة من أكتوبر (تشرين الأول) عام 2020 وحتى 14 مايو (أيار) 2021، دون إحراز تقدم.

سيناريو جدي للغاية
وفي ذات الشأن، تطرقت كلير شكر في صحيفة "نداء الوطن" إلى العوامل التي من شأنها إنجاز اتفاق ترسيم الحدود قبل نهاية سبتمبر (أيلول) المقبل، ونقلت عن أحد المسؤولين المعنيين بهذا الملف، تأكيده "احتمال إنجاز الاتفاق قبل نهاية الشهر المقبل بات سيناريو جدياً للغاية"، مضيفاً أن "هذه التقديرات تستند إلى تقاطع عوامل عدّة تضع الملف أمام مرحلة مفصلية يمكن للبنان أن يستفيد منها إذا أحسن إدارته، أبرزها: حاجة إسرائيل إلى إنجاز الاتفاق لاعتبارات تجارية بعدما استثمرت أكثر من 3 مليارات دولار في حقل كاريش. ولذا فهي تبدي استعجالها لإنهاء الترسيم كي تبدأ عمليات التنقيب والتوريد باتجاه أوروبا التي باتت سوقاً جذّابة للغاز.

وأكد "حاجة أوروبا الضاغطة لغاز منطقة الشرق الأوسط لتعويض جزء من الغاز الروسي، ولهذا دفعت قدماً باتجاه توقيع اتفاق ثلاثي بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل ومصر لتوريد الغاز الإسرائيلي عبر مصر بعد تسييله، بالإضافة إلى رغبة الولايات المتحدة في تسجيل حدفة على شطرنج لعبتها الدولية مع روسيا من خلال تشجيع استخراج غاز الشرق الأوسط وتخفيف الضغط على الدول الأوروبية".

وأشار المسؤول إلى أن المسار الإيجابي الذي يسلكه ملف التفاوض غير المباشر بين لبنان وإسرائيل عبر الموفد الأمريكي خصوصاً أنّ الإسرائيليين وضعوا خطّاً أحمر إعتراضياً على المسار التفاوضي في الناقورة من خلال وفدين تقنيين برعاية الأمم المتحدة، والذي يُنبئ بمزيد من الإيجابية التي قد تنتهي إلى اتفاق على الترسيم.

وبناء على هذه المعطيات، يرى المسؤول ذاته أنّ للدول المعنية بالملف، أي إسرائيل والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، مصلحة استراتيجية ببدء استخراج الغاز من حقل كاريش قبل حلول موسم الشتاء والبرد في أوروبا، ولهذا هم مستعجلون لإنهاء هذا الملف، بينما لبنان، ولو أنه يرزح تحت وطأة أزمة اقتصادية اجتماعية، إلّا أنّ من صمد لأكثر من سنتين ونيّف، باستطاعته انتظار بضعة أشهر إضافية، ما يعني أنّ الطرف الآخر لا يقلّ رغبة بحاجته إلى هذا الاتفاق".

حزب الله يشوش

ومن جانبها، أفادت صحيفة "الشرق الأوسط"، أن "حزب الله، شوش على الإيجابية التي ظللت لقاءات الوسيط الأمريكي لمفاوضات ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل آموس هوكستاين في بيروت، حيث هاجم الحزب الولايات المتحدة، واتهمها بمنع لبنان من استخراج النفط والغاز طوال 12 عاماً، وبالضغط على الشركات الأوروبية لوقف التنقيب في المياه الاقتصادية اللبنانية".

وكان من المفترض أن تقتصر المحادثات لدى انطلاقها على مساحة بحرية تقدّر بنحو 860 كيلومتراً مربعة تُعرف حدودها بالخط 23، بناءً على خريطة أرسلها لبنان عام 2011 إلى الأمم المتحدة. لكن لبنان اعتبر لاحقاً أن الخريطة استندت إلى تقديرات خاطئة، وطالب بالبحث في مساحة 1430 كيلومتراً مربعة إضافية تشمل أجزاء من حقل "كاريش" وتُعرف بالخط 29.

وبحسب الصحيفة، حصل تطور لافت حين دخل "حزب الله" على خط الترسيم، فارضاً معادلة "لا غاز من كاريش من غير غاز من لبنان". ولوّح باستخدام السلاح لضرب المنصات الإسرائيلية في سبتمبر (أيلول) في حال لم يتوصل لبنان إلى تسوية مع إسرائيل تتيح التنقيب عن النفط في المياه الاقتصادية اللبنانية. وأرسل مسيّرات في الشهر الماضي أسقطها الجيش الإسرائيلي فوق حقل كاريش، وما لبث أن نشر مقطع فيديو يظهر صواريخه البحرية، بموازاة تصعيد سياسي.

وواصل الحزب هجومه على الولايات المتحدة، حيث قال النائب حسين الحاج حسن، إن الولايات المتحدة "تمنع لبنان منذ 12 عاماً من استخراج نفطه وغازه من بحره وهو في أشد الحاجة إلى ذلك للخروج من أزمته الاقتصادية"، مضيفاً "الأمريكيون بانحيازهم للعدو الإسرائيلي منعوا الشركات الأوروبية التي التزمت التنقيب والاستخراج في البلوكين 4 و9 من القيام بعملها".

غير أن خصوم الحزب، ينتقدون هجومه، ورأى عضو "اللقاء الديمقراطي" النائب مروان حمادة، أننا "أمام فرصة نادرة قد لا تتكرّر لترسيم الحدود، لأسباب تتخطى تهديدات الأمين العام لـ(حزب الله) حسن نصر الله"، وأكد، أن "الأمريكيين عادوا بأفكار متقدّمة عن خط هوف ولبنان حسّن شروطه، ولكن معرفة المساحات التي ستتأكد لنا، تتوقف على كيفية تطبيق فكرة الوسيط الأميركي في ملف الترسيم بترجمة الاتفاق على خريطة قبل أن يدخل في رسم الخط".

وقال حمادة، إن هوكستاين "لم يحمل خرائط، بل أفكاراً، وأبلغ الجانب اللبناني استعداد إسرائيل للبحث في إعطاء حقل قانا كاملاً للبنان، شرط أن يتم تعويضها عن التعرج الذي أعطته جنوب الخط 23، بتعرج داخل هذا الخط أو باتجاه الخط 29، وهو ما رفضه لبنان رفضاً مطلقاً، مؤكدا تمسّكه بحقوقه وبلوكاته كاملة"، مضيفاً أنه من المهم أن لبنان بصوت واحد اختصر مطالبه بالحصول على كامل البلوكات 8 و9 و10 وتأمين قانا، والشيطان يكمن في تفاصيل التعرجات التي يتم بحثها، داخل الخط 23 أو باتجاه الخط 29، واستبعد أن «يبادر أحد إلى شنّ الحرب من الآن وحتى آخر أغسطس (آب) الحالي، داعياً إلى التقاط الفرصة المتوافرة لترسيم الحدود؛ لأنّ هناك وساطة جدية للمرة الأولى، وموقفاً لبنانياً جدياً، وحاجة إسرائيلية وأوروبية وعالمية إلى الغاز.

محو الضاحية

وعلى صعيد متصل، هدد وزير المال الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، بمحو الضاحية الجنوبية في بيروت، في حال أراد حزب الله المواجهة مع الجيش الإسرائيلي، وقال ، إن آخر ما نبحث عنه هو المواجهة، ولكن هذا الهجوم سيكون الرد على مهاجمة حزب الله لحقل غاز كاريش، وفق ما أورده موقع "صوت بيروت إنترناشونال".

وفي وقتٍ سابق، أكّد قادة الجيش والمخابرات لمجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي أنّه، "إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق مع لبنان فمن المحتمل حدوث تصعيد مع حزب الله".

وكان موقع "واللا" العبري، قد أشار في وقت سابق إلى أن مسؤولين أمنيين إسرائيليين أرسلوا رسائل واضحة إلى لبنان عبر الأمريكيين، مفادها أنه إذا لم يقم حزب الله بوقف خطواته التصعيدية، فإن الجيش الإسرائيلي سيرد على أي خرق ولن يكتفي بمجرد اعتراض الطائرات بدون طيار.

ووفقاً للموقع العبري، فقد أوضح المسؤولون الأمنيون أن واشنطن تولي وزناً وأهمية كبيرين للمفاوضات حول الحدود البحرية بين إسرائيل ولبنان.

وفي الوقت نفسه، يواصل جيش الدفاع الإسرائيلي تعزيز أنظمة الدفاع حول منصة كاريش، بمساعدة وضع أجهزة استشعار خاصة تحذر من الأعمال العدائية.

وقالت مصادر من الجيش الإسرائيلي، إنه "إذا فشل الأمريكيون في التوصل إلى حل وسط قبل بدء استخراج الغاز في سبتمبر، سيكون هناك تقييم للوضع الأمني ​​حيث سينظرون في رفع مستوى التأهب في الساحة الشمالية"، وفق الموقع اللبناني.