عناصر من "سرايا القدس" في غزة.(أرشيف)
عناصر من "سرايا القدس" في غزة.(أرشيف)
الأحد 7 أغسطس 2022 / 13:35

"الجهاد الإسلامي" تشكّل تهديداً لحماس؟

رأت صحيفة "جيروزاليم بوست" الاسرائيلية أن حركة "الجهاد الإسلامي" أصبحت تشكّل تهديداً رئيسياً ليس فقط لإسرائيل، ولكن لحركة حماس والسلطة الفلسطينية خاصّة في شمال الضفة الغربية أيضاً.

فشل حماس في مساعدة الجهاد الإسلامي قد يأتي بنتائج عكسية، خاصة في أعقاب الأصوات المتزايدة التي تنتقد حكام قطاع غزة لموقفهم المحايد

وذكرت الصحيفة أنه بغضّ النظر عن كيف ومتى تنتهي جولة القتال الحالية، فمن الواضح أن "الجهاد الإسلامي" "تمكنت من إعادة تأكيد وضعها كثاني أكبر حركة إرهابية ومن الأكثر نفوذاً في قطاع غزة".

تحدٍ لحماس
وفي السنوات العديدة الماضية، كانت "الجهاد الإسلامي" تتحدّى حماس علانية من خلال العمل كدولة داخل دولة في قطاع غزة. ولطالما أظهر قادة "حماس" عدم التسامح تجاه الجماعات المتنافسة في القطاع.

واعتبرت الصحيفة أن الأمر الأكثر إثارة للقلق بالنسبة لـ"حماس"، هو أن "عددًا من الجماعات المسلحة الأخرى قد انضمت إلى "الجهاد" في إطلاق الصواريخ على إسرائيل خلال الساعات الـ24 الماضية".

وترتبط هذه الجماعات بحركة "فتح"، و"الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين"، و"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"، و"لجان المقاومة الشعبية"، و"كتائب الناصر صلاح الدين".

وأوضحت الصحيفة أن الجولة الحالية من القتال في قطاع غزة تُظهر أن "حماس لم تعد صاحبة القرار الوحيد في الأمور المتعلّقة بالمواجهات العسكرية مع إسرائيل، وأن حركة الجهاد الإسلامي قادرة على العمل كقوة عسكرية مستقلة، دون الحاجة إلى التنسيق مع حماس أو الحصول على إذن منها".

مخاوف "حماس"
وبحلول بعد ظهر يوم السبت، لم يكن هناك ما يشير إلى أن "حماس" حريصة على الانضمام إلى القتال؛ ولم تقدّم التصريحات الصادرة عن قادة "حركة المقاومة الاسلامية" سوى الثناء على "الجهاد الإسلامي" والجماعات الأخرى.

واعتبرت الصحيفة الاسرائيلية أنه "في هذه المرحلة، لا تريد حماس أن يجرها الجهاد الإسلامي إلى مواجهة شاملة أخرى مع إسرائيل. وخوف حماس الأكبر هو أن تؤدي حرب أخرى إلى ثورة ضد نظامها من قبل الفلسطينيين في قطاع غزة، الذين دفعوا ثمناً باهظاً خلال المواجهة العسكرية مع إسرائيل العام الماضي".

وأضاف أن حماس تامل الآن أن تتمكّن مصر وقطر من تحقيق وقف إطلاق نار جديد بين إسرائيل و"الجهاد الإسلامي"، إذ "على الرغم من أنها تبذل قصارى جهدها لعدم التورط في القتال، إلا أن حماس قلقة على ما يبدو من أنه إذا تصاعد القتال، وازداد عدد الضحايا في قطاع غزة، فلن تتمكن من الاستمرار في البقاء على الحياد".

حياد "حماس".. نتائج عكسية
وذكرت الصحيفة أنه في الماضي، وجدت حماس نفسها في نفس الموقف الذي يعاني منه "الجهاد الإسلامي" الآن، عندما أقامت دولة داخل دولة تحت حكم السلطة الفلسطينية في قطاع غزة. وأدى فشل السلطة الفلسطينية في كبح جماح "حماس" في التسعينيات في نهاية المطاف، إلى سيطرة الإسلاميين على قطاع غزة في صيف 2007 بعد الإطاحة بالسلطة الفلسطينية.

وختمت الصحيفة أن "الضربات العسكرية الإسرائيلية للجهاد الإسلامي، تخدم مصالح حماس من خلال تقويض التنظيم الذي يشكل تهديدًا لحكمها في قطاع غزة، لكن فشل حماس في مساعدة الجهاد الإسلامي قد يأتي بنتائج عكسية، خاصة في أعقاب الأصوات المتزايدة التي تنتقد حكام قطاع غزة لموقفهم المحايد".