اجتماع للحكومة الإسرائيلية خلال التصعيد على غزة (رويترز)
اجتماع للحكومة الإسرائيلية خلال التصعيد على غزة (رويترز)
الأحد 7 أغسطس 2022 / 19:13

هل يرتبط التصعيد في غزة بالانتخابات الإسرائيلية المقبلة؟

24 - محمد طارق

في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، تشهد إسرائيل جولة جديدة من انتخابات الكنيست بعد حله بقيادة رئيس الوزراء السابق، نفتالي بينيت، الذي ظل في منصبه لمدة عام واحد فقط على رأس حكومة تشاركها مع رئيس الوزراء الحالي يائير لابيد الذي يقود بشكل مؤقت حتى تشكيل حكومة جديدة، وبينما تنشغل إسرائيل بتلك الأحداث السياسية شنت عملية عسكرية على قطاع غزة ربطها العديد من الخبراء والمحللين بالعملية السياسية المقبلة.

توتر بين لابيد وغانتس
الباحث بالمركز المصري للفكر والدراسات، شادي محسن، ربط ما يجري في غزة بما يجري في الضفة الغربية والدوائر السياسية الإسرائيلية، قائلاً إن "هناك توتراً ناشئاً بين وزير الجيش الإسرائيلي بيني غانتس زعيم حزب أزرق أبيض وبين رئيس الحكومة يائير لابيد الذي يترأس حزب هناك مستقبل".

وأوضح لـ24، أن "المعركة بينهما بدأت عندما استطاع لابيد أن يقنع عضوة كنيست إسرائيلي تابعة لحزب أزرق أبيض، الانضمام إلى حزب هناك مستقبل، وهذه خطوة لم تعجب غانتس الذي شعر أن هناك من يخوف الائتلاف"، لافتاً إلى أن لابيد طامح في أن يكون ورقة رابحة في الانتخابات ويقنع أعضاء جدد من الكنيست الإسرائيلي الانضمام له، كما يحاول التعديل في سياسته الخارجية حتى يكتسب شرعية دولية تكون لها صدى على المستوى الشعبي في إسرائيل.

تفوق لابيد ومحاولات غانتس
وأضاف محسن أن "لابيد بالفعل نجح في ما يسعى إليه، فقد كان لديه في شهر أبريل (نيسان) الماضي 20 مقعداً في الكنيست الإسرائيلي، ولكن الآن أصبح لديه 23 مقعداً وهذا رقم كبير على تحقيقه خلال 4 أشهر فقط".

وعلى الجانب الآخر يحاول غانتس تزويد عدد المقاعد المحتملة لحزبه "أزرق أبيض"، وأشار محسن إلى أن غانتس ليه 10 مقاعد، وبالعملية العسكرية الأخيرة من المرجح أن تصل إلى 12 أو 13 مقعداً، وأرجع محسن ذلك إلى أن "الأمن يسيطر على المزاج العام في إسرائيل، وما يحدث في غزة مرتبط بما يحدث في الضفة الغربية الذي بدأ في 22 مارس (أذار) السابق عندما شن غانتس حملة (كسر الأمواج) تحت إشرافه شخصياً، والتي نجح خلالها في إلقاء القبض على فلسطينيين يتسببوا في توترات بالقرب من المستوطنات الإسرائيلي والمجتمع اليميني المتطرف داخل الضفة الغربية، ويكمل غانتس ما يفعله بالعملية على قطاع غزة ما يُعزز موقفه كمدافع عنهم".

سلاح ذو حدين
ولفت الباحث المصري إلى أن نسبة نجاح ما يفعله غانتس ليست كبيرة، فمن الممكن أن تطول العملية العسكرية، وهنا سينقلب السحر على الساحر ويتورط غانتس في حرب لم تكن من المفترض أن تدخلها إسرائيل، أما على الجانب الآخر فهم لابيد مجريات الأمور، ولذلك نجح في استدعاء نتانياهو من أجل إحاطة أمنية، ما يعطي انطباع أن غانتس لعبته مكشوفه وأنه كيائير لابيد من الممكن أن يضع يده في يد نتانياهو لتشكيل حكومة قوية لأنهم أكبر حزبين حالياً في إسرائيل.

أمر مُعتاد لدى الناخب
من جانبه، قال الدكتور محمد صادق إسماعيل مدير المركز العربي للدراسات، إن "التصعيد على غزة وشن عمليات من قبل الجيش الإسرائيلي ارتبط في الأغلب بعمليات سياسية في الداخل الإسرائيلي"، مشيراً إلى أن هذا الأمر أصبح معتاد لدى الناخب الإسرائيلي.

وأضاف إسماعيل لـ24، "الحكومة الإسرائيلية الحالية بقيادة يائير لابيد ضعيفة وأن احتمالية تأثيرها على الانتخابات المقبلة مستبعدة، ولكنها محاولة من الحكومة الحالية لإثبات أنها مازالت قادرة على حماية الأمن الإسرائيلي والوصول عسكرياً للداخل الفلسطيني".

وتابع "أصبحت هذه الوسيلة ليست مؤثرة للغاية على الناخب الإسرائيلي، فهناك أزمات اقتصادية طاحنة شأن إسرائيل شأن كل العالم، وهناك عدم استقرار سياسي نتيجة الانتخابات التي لا تأتي بحكومة قوية، وهناك مسائل تتعلق باختراق جماعات فلسطينية لإسرائيل، فعندما يختار الناخب حكومة سيختار حكومة قادرة على حمايته سياسياً واقتصادياً وعسكرياً".

واختتم إسماعيل حديثه قائلاً إن "هذا التصعيد ربما لم يؤثر كثيراً على سير الانتخابات الإسرائيلية ولكنه بمثابة استعراض عضلات وإثبات أن الحكومة لا تزال موجودة".