إيرانيتان تمران بجانب جدارية بالعلم الإيراني (شترستوك)
إيرانيتان تمران بجانب جدارية بالعلم الإيراني (شترستوك)
الإثنين 8 أغسطس 2022 / 14:54

"إشارات وتحول مواقف".. هل اقترب الاتفاق النووي؟

24 - محمد طارق

بعد أقل من أسبوع على عودة نائب وزير الخارجية الإيراني ورئيس فريق التفاوض في المحادثات النووية، علي باقري، إلى العاصمة النمساوية فيينا، أسقط منسق المحادثات عن الاتحاد الأوروبي، إنريكي مورا، تلميحاً بأنه من المحتمل أن يتم الانتهاء من الاتفاق هذه المرة.

تفاؤل
قال مورا الذي كان يحاول بالفعل منذ عدة أشهر صياغة حلول وسط تكون مقبولة لكل من الولايات المتحدة الأمريكية وإيران فيما يتعلق بشروط إحياء الاتفاقية النووية لعام 2015، إنه كان هناك بعض التقدم في المحادثات التي تم استئنافها الأسبوع الماضي بعد عدة أشهر من الركود.
وفي رده على الصحفيين قال مورا: "نحن نحقق تقدماً، وأفترض أننا سنكمل المفاوضات قريباً"، وعندما سُئل عما إذا كان متفائلاً أجاب "نعم بالطبع" متوقعاً استمرار المحادثات على الأكثر "بضعة أيام أخرى".

محادثات غير مباشرة
أشارت صحيفة "يسرائيل هيوم" الإسرائيلية إلى أنه منذ تولي الرئيس الأمريكي جو بايدن السلطة في الولايات المتحدة الأمريكية، فقد أجرى عدة جولات من المحادثات غير المباشرة مع طهران حول إمكانية عودة الجانبين لتطبيق الاتفاق النووي، لافتة إلى أن الولايات المتحدة كانت قد انسحبت من الاتفاق لذلك لا تُجري محادثات مباشرة مع إيران.

وفقاً للصحيفة، فإنه في الجولة الأخيرة من المحادثات التي بدأت بداية العام الجاري، نجح الطرفان في صياغة اتفاقية جديدة تعيد إيران بالفعل إلى القيود التي تعهدت بها في الاتفاقية الأصلية، ومن جهة أخرى ترفع العقوبات الأمريكية التي كانت مفروضة عليها، لافتة إلى أن الاتفاق لم يكتمل لعدة أسباب من بينها اشتراط إيران شطب الحرس الثوري من قائمة الإرهاب لوزارة الخارجية الأمريكية، إلا أن بايدن أوضح أنه لن يفعل ذلك لأنها ليست خطوة التزمت بها الولايات المتحدة بموجب الاتفاق الأصلي.



صياغات مختلفة وتراجع إيراني
ولفتت الصحيفة إلى أن المحادثات الجارية في فيينا والتي هي في الواقع استمرار للجولة التي بدأت في الشتاء (الجولة الثامنة) تتضمن على ما يبدو صياغات مختلفة ستجعل إيران تنسحب من هذا المطلب، مشيرة إلى قول منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيف بوريل، إنه صاغ اقتراحاً جديداً وقام بزيارات إلى كل من واشنطن وطهران حتى يجعله يبدو "سليما"، وبحسب قوله: "عدم القبول بذلك سيسمح بحدوث أزمة نووية حادة، وهذا أفضل عرض ممكن".



أزمة حادة
وأوضحت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنه بدون اتفاق جديد، سيصل نشاط مراقبة البرنامج النووي إلى حالة لا رجعة فيها، ولن يكون من الممكن معرفة وضعه الحقيقي، لافتة إلى نجاح إيران في الأسابيع الأخيرة في تخصيب ما يكفي من اليورانيوم لصنع قنبلة، بل إن طهران قالت إن لديها القدرات التقنية للقيام بذلك إذا رغبت.

وزادت إيران في السنوات الأخيرة معدل ومستوى تخصيب اليورانيوم بطريقة تنتهك بشكل صارخ اتفاقية 2015، بالإضافة إلى تشغيل أجهزة الطرد المركزي المتقدمة في منشآت تحت الأرض في بيرديو جنوبي طهران، وبحسب تقرير نُشر الأسبوع الماضي في صحيفة "إيران إنترناشيونال" ففي المنشأة الواقعة تحت الأرض، والتي يحظر بموجب الاتفاق النووي القيام بأنشطة تخصيب متقدمة فيها، تجري الاستعدادات للوصول بالتخصيب إلى مستوى يكفي لصنع قنبلة استعداداً لافتراض تعرض إيران لهجوم.