منشأة نفطية إيرانية.(أرشيف)
منشأة نفطية إيرانية.(أرشيف)
الأربعاء 10 أغسطس 2022 / 14:30

باحث: على الوكالة الذرية عدم الخضوع ليأس بايدن

عاد الموفد الخاص للشأن الإيراني روبرت مالي إلى النشاط مجدداً. لكن الباحث في معهد المشروع الأمريكي مايكل روبين يحذر من خطوته المقبلة. كتب روبين في مجلة "واشنطن إكزامينر" أنه بينما يعد البيت الأبيض بعزل روسيا، يتطلع مالي إلى الديبلوماسيين الروس للعثور على صيغة سحرية من أجل دفع إيران إلى التوقيع على الاتفاق. لا يهم أن روسيا ستربح مليارات الدولارات من أي اتفاق.

قد يكون بايدن يائساً ومالي واهماً لكن ذلك يجب ألا يكون مشكلة الوكالة الدولية للطاقة الذرية

 عكست إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن استراتيجية "الضغط الأقصى" التي اتبعتها إدارة ترامب وسمحت لإيران بإعادة ملء خزائنها بما يصل إلى عشرات المليارات من الدولارات. والعقوبات التي لم يكن بإمكان البيت الأبيض رفعها، اختار ألا ينفذها. في حالات مثل العراق، حيث هندست وزارة الخزانة في ولاية ترامب حساب ضمان لمنع مليارات الدولارات التي أنفقها العراق على الغاز الإيراني من أن تصل إلى الحرس الثوري، ألغى البيت الأبيض آلية الحماية من الفشل.

عودة لم تكن يوماً منطقية
تواصل الميليشيات المدعومة من إيران زعزعة استقرار العراق ولبنان واليمن بينما يتواطأ المستشارون العسكريون الإيرانيون في جرائم الحرب السورية. احتجزت طهران السفن الأجنبية وطالبت بالمليارات كفدية مقابل إطلاق سراح عدد متزايد من الرهائن. في هذه الأثناء، تتباهى إيران لا بانتهاك الاتفاق النووي وحسب بل أيضاً معاهدة الحد من الانتشار النووي. يظهر الجدول الزمني أن إيران لم تسرع برنامجها التخصيبي حين انسحب ترامب من الاتفاق النووي بل حين دخل بايدن البيت الأبيض وبدأ يرسل إشارات الضعف.

أضاف روبين أن عودة الانضمام إلى الاتفاق النووي لم تكن يوماً منطقية. إنه كدفع ثمن إجازة لأسبوع كامل على الشاطئ لكن مع الذهاب إلى بيت الضيافة قبل ست ساعات فقط من نهاية عقد الإيجار. غير أن ما يمكن أن يفعله بايدن ومالي الآن قد يكون أكثر تدميراً بكثير.

أكاذيب النظام
النقطة العالقة في المحادثات الحالية هي طلب إيران إنهاء الوكالة الدولية للطاقة الذرية تحقيقاتها المفتوحة بشأن الغش الإيراني. ويدعو روبين إلى تذكر أن السبب الكامل وراء وقوع إيران في هذه الفوضى هو انكشاف برنامج تخصيبي سري وغير شرعي، وعمليات التفتيش اللاحقة التي قامت بها الوكالة الدولية والتي كشفت أكاذيب عدة للنظام.

مقارنة خاطئة مع حرب العراق

هذا هو السبب الأساسي الذي يجعل الوضع الحالي مع إيران غير مشابه للمعلومات الاستخبارية الخاطئة التي سبقت حرب العراق سنة 2003. في العراق، كانت المشكلة أن الديكتاتور السابق صدام حسين خدع جنرالاته. لم تظهر اختبارات كشف الكذب على المنشقين أي احتيال لأنهم صدقوا خدعة صدام بينما أكدت إشارات اعتراض لمكالمات كبار مساعديه الاستخبارات المغلوطة. لكن الوضع مع إيران مختلف. أظهر كل تقرير صادر عن الوكالة الأممية تقريباً كيف غيرت طهران روايتها بعدما أبطل المفتشون تفسيراتها السابقة.

مخاوف متجددة
بينما دفن الاتفاق النووي إلى حد كبير القلق مما يسمى "الأبعاد العسكرية المحتملة" لبرنامج إيران النووي حتى ذلك التاريخ ووافق على عدم التنقيب كثيراً للبحث عن دليل بأن إيران اختبرت تصميمات لرؤوس حربية وصواعق ونماذج رياضية لمتفجرات نووية، رفعت تحقيقات قريبة مخاوف داخل الوكالة الدولية للطاقة الذرية من نشاطات في ثلاث منشآت مشتبه بها. ما تطلبه إيران حالياً هو الإغلاق الفعلي لهذا الملف. قد يشعر بايدن ومالي بأن ذلك سيمكن إيران من الحصول على اتفاق. لكن بأي كلفة؟

بايدن يائس... مالي واهم

يوضح روبين أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية وكالة مستقلة وتقنية يجب أن تكون بعيدة من الخضوع للضغط السياسي. الأمين العام السابق للوكالة الراحل يوكيا أمانو فشل حين عكس عقوداً من السوابق في الحد من الانتشار بسبب ضغط من الرئيس الأسبق باراك أوباما. وكتب روبين سابقاً أن الوكالة في عهد أمانو تخلت عن معاييرها في التحقيق من أجل مباركة اتفاق معيوب والحفاظ على الوهم القائل بأنها يمكن أن تصادق على امتثال إيران لموجباتها من خلال معاييرها المخففة. إذا خضعت الوكالة مجدداً فستظهر نفسها بأنها من دون معنى، منظمة تخوض في السياسة لكنها تتجاهل جوهر تفويضها.

قد يكون بايدن يائساً ومالي واهماً لكن ذلك يجب ألا يكون مشكلة الوكالة الدولية للطاقة الذرية. في حال خضوع الوكالة، لن تكون العاقبة اتفاقاً متجدداً بل انهياراً لصدقيتها ومعه البنية التحتية الكاملة المحيطة بمعاهدة الحد من الانتشار.