زعيم تنظيم "القاعدة" أيمن الظواهري الذي قتل في في غارة أمريكية الأسبوع الماضي.(أرشيف)
زعيم تنظيم "القاعدة" أيمن الظواهري الذي قتل في في غارة أمريكية الأسبوع الماضي.(أرشيف)
الخميس 11 أغسطس 2022 / 12:42

باكستان قد تكون الشريك الصامت في تصفية الظواهري

24-زياد الأشقر

تساءل الصحافي المتخصص في شؤون جنوب آسيا والشرق الأوسط روبرت ستون في مقال نشره في مجلة "ناشيونال إنترست" الأمريكية عما إذا كانت باكستان قد ساعدت واشنطن في تصفية زعيم تنظيم "القاعدة" أيمن الظواهري في كابول في وقت سابق من الشهر الجاري، لافتاً إلى أنه في ظل عدم وجود جنود على الأرض في أفغانستان، فإن اعتماد واشنطن على إسلام أباد قد يكون زاد أكثر من أي وقت مضى.

الدليل الثالث على التعاون الأمريكي-الباكستاني، هو تحسن العلاقات بين الجانبين في الأشهر الأخيرة، مما يجعل التعاون في مكافحة الإرهاب أمراً وارداً

وعند الإعلان عن الضربة الأمريكية التي قتلت الظواهري، شكر الرئيس الأمريكي جو بايدن "حلفاء أمريكا وشركاءها"، ولم يأت على ذكر أحد بالاسم، لكن يمكن الافتراض أن من بين هؤلاء، باكستان، التي يشوب علاقاتها مع الولايات المتحدة بعض المشاكل، لكنها كانت تعتبر شريكاً قديماً لواشنطن في مكافحة الإرهاب بأفغانستان.

عوامل عدة تثبت التعاون
ونفت إسلام أباد أن تكون لعبت أي دور في العملية، لكنها اعتادت في الماضي إنكار أي انخراط مع وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، حتى عندما يكون الدليل متوافراً على مثل هذا التعاون. وهناك عوامل عدة تثبت أن باكستان ساعدت في هذه العملية أيضاً.

أولاً، هناك الدعم الاستخباراتي. وفي السابق كانت أمريكا تملك وجوداً استخباراتياً معتبراً في أفغانستان، لكنها فقدت الكثير من هذه القدرة بعد انسحاب القوات الأمريكية العام الماضي. وهذا يعني أن على "سي آي إي" والوكالات الأخرى الاعتماد أكثر على شركاء محليين لجمع المعلومات، وبين هؤلاء الإستخبارات العسكرية الباكستانية التي تتمتع بنفوذ قوي.

ثانياً، كان على الولايات المتحدة في سياق هذه العملية أن تتعامل مع المعطى الجغرافي. ولدى الولايات المتحدة بنية تحتية من المسيرات في قطر، والطريق الأسرع لهذه المسيرات كي تصل إلى أفغانستان، هو عن طريق باكستان. وينطبق ذلك على التحليق فوق كابول القريبة جداً من الحدود الباكستانية.

وهناك احتمال أن تكون المسيرات الأمريكية حلقت فوق آسيا الوسطى. لكن الظروف السياسية تجعل من هذا الخيار غير مرغوب فيه بالنسبة إلى الولايات المتحدة. إذ إن دول آسيا الوسطى واقعة تحت تأثير روسي كبير، مما يقلل من احتمال التعاون مع واشنطن، أخذاً في الاعتبار الحرب في أوكرانيا. وقالت الحكومة الروسية بوضوح إنها لن تقبل بإقامة قواعد أمريكية في آسيا الوسطى. ورفضت الحكومة الأوزبكية استضافة قوات أمريكية على أراضيها، بينما توجد قواعد عسكرية روسية في طاجيكستان وقرغيزستان.

وسعت شبكة "دون" الباكستانية للتلفزيون إلى ترويج معلومة مفادها أن المسيرة التي قتلت الظواهري أقلعت من قاعدة غانسي الجوية في قرغيزستان. ومعلوم أن الولايات المتحدة كانت في الماضي تدير منشأة عسكرية هناك، لكن تم إغلاقها بطلب من موسكو عقب ضم جزيرة القرم عام 2014، ولا يوجد دليل على أن هذه القاعدة قد أعيد فتحها.

ليست المرة الأولى
لذلك من المحتمل أن تكون باكستان هي التي ساعدت السي آي إي. وليست هذه المرة الأولى التي تساعد فيها إسلام أباد الولايات المتحدة في تعقب تنظيم "القاعدة". وهي لم تساعد فقط في الغزو الأمريكي لأفغانستان عام 2001، لكنها ألقت القبض على شخصيات إرهابية مثل خالد الشيخ محمد. وحتى أن تصفية أسامة بن لادن ما كانت لتنجح لولا مساعدة الحكومة الباكستانية.

إن الدليل الثالث على التعاون الأمريكي-الباكستاني، هو تحسن العلاقات بين الجانبين في الأشهر الأخيرة، مما يجعل التعاون في مكافحة الإرهاب أمراً وارداً.

وعلاوة على ذلك، يحاول الجيش الباكستاني العمل على رأب الصدع في العلاقات، بعد اتهامات رئيس الوزراء الباكستاني السابق عمران خان إدارة بايدن بسلوك سياسة "تغيير النظام" وتدبير عملية خلعه من السلطة بعد طرح الثقة بحكومته، و"إستيراد حكومة" في وقت سابق من العام الجاري.