قادة من حركة حماس في غزة (أرشيف)
قادة من حركة حماس في غزة (أرشيف)
الخميس 11 أغسطس 2022 / 17:28

حماس.. الأولوية للحكم ولا بأس من "شراكة" مع إسرائيل

مثّل موقف حركة حماس خلال جولة التصعيد الأخيرة بين حركة الجهاد الإسلامي وإسرائيل في قطاع غزة، تحولاً في استراتيجية الحركة التي بدأت تركز على استقرار حكمها في قطاع غزة، وتجنب ما تعتبرها مواجهات غير ضرورية مع إسرائيل.

رغبة حماس في البقاء في السلطة تظل أولويتها الأولى

واتخذت حماس وجناحها العسكري، الوقوف على الحياد خلال جولة التصعيد، إذ لم تشارك في الأعمال القتالية ضد إسرائيل التي كانت تقوم بها منفردة حركة الجهاد الإسلامي وجناحها العسكري سرايا القدس، بالاشتراك مع بعض الفصائل الصغيرة في قطاع غزة.

كما أن إسرائيل امتنعت عن استهداف حركة حماس خلال جولة التصعيد التي استمرت ثلاثة أيام، بعد أن كانت إسرائيل تؤكد أن حماس التي تسيطر على قطاع غزة منذ 2007، مسؤولة عن أي صاروخ ينطلق من القطاع.

لم تكن هذه هي المرة الأولى التي لا تشارك فيها حماس بالعمليات القتالية إلى جانب حركة الجهاد الإسلامي، إذ سبق أن امتنعت عن المشاركة خلال جولة التصعيد التي أعقبت اغتيال القيادي الجناح العسكري للجهاد الإسلامي بهاء أبوالعطا، الذي اغتالته إسرائيل في نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2019، لكن اللافت في هذه المرة هو أن الحركة كانت تسهم في لعب دور الوساطة لوقف إطلاق النار.

الأولوية للحكم
وبحسب تقرير لصحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية، فإن السياسة العامة التي تنتهجها حماس تتضمن الحفاظ على الهدوء في قطاع غزة، وإحداث أكبر قدر ممكن من التصعيد في الضفة الغربية، بما يؤدي إلى إضعاف السلطة الفلسطينية وحركة فتح.

وأشارت الصحيفة إلى أن حماس تستعد لليوم التالي لوفاة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، وأن الحركة لا ترى في استهداف إسرائيل ضمن أولوياتها خلال الفترة المقبلة، ولكن الهدف الرئيسي إضعاف السلطة الفلسطينية وزيادة الدعم لحركة حماس في كل مدينة أو قرية أو مخيم للاجئين في الضفة الغربية.

ونقلت عن مسؤولين في إسرائيل، أن "حماس غيرت أولوياتها فيما يتعلق بمواجهة إسرائيل، وتشعر أن هذه فرصة غير عادية بالنسبة لها للوصول إلى تفاهمات اقتصادية مع إسرائيل دون أي تنازل سياسي، بينما تفشل السلطة الفلسطينية في هذا الأمر".

تتقاطع هذه الرؤية مع سعي الحركة لتقليل حدة الغضب الشعبي الواسع تجاهها في قطاع غزة، بسبب ارتفاع معدلات الفقر والبطالة وتفاقم الأوضاع الإنسانية وتدهور غير مسبوق في الأوضاع الاقتصادية، ودعوات باتت تلقى صدى واسعاً للخروج إلى الشارع في غزة للتنديد بسياسات الحركة.

"شراكة" في حفظ الهدوء
وقالت الصحيفة إنه "في المواجهة الأخيرة بين الجهاد الإسلامي وإسرائيل، إن حماس لم تكن فقط تكتفي بدور المراقب، بل مارست ضغوطاً شديدة على الجهاد الاسلامي لوقف إطلاق النار".

وأضافت "هذا الضغط وإبعاد حماس عن دائرة القتال في الجولة الأخيرة، إلى جانب دخول حوالي 14 ألف عامل من غزة للعمل في إسرائيل كل يوم يرجح أن حماس سرعان ما تصبح شريكاً في حفظ الهدوء في غزة".

دور جديد
ونقلت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية عن مصادر عدة أن العلاقة المتوترة بالفعل بين حماس والجهاد الإسلامي قد ازدادت توتراً بسبب التصعيد الأخير، وموقف حماس بالبقاء على الحياد.

وأشارت إلى أن الحركة التي تحكم غزة منذ عام 2007، لا تريد الدخول في مواجهة عسكرية كبيرة أخرى مع إسرائيل خوفاً من فقدان السيطرة على القطاع الذي تحكمه منذ 15 عاماً.

وأوضحت الصحيفة أن حماس التي لم تتكبد أي خسائر مدنية أو عسكرية، حيث لم تستهدفها إسرائيل أثناء القتال، تأمل الآن في جني ثمار دورها الجديد كـ "الراشد المسؤول" والذي يمكن أن يلعب دور الوساطة في تهدئة أي توتر في قطاع غزة.

وقالت الصحيفة إن "أحداث الأيام القليلة الماضية أظهرت مرة أخرى أن رغبة حماس في البقاء في السلطة تظل أولويتها الأولى".