الجيش الإسرائيلي (أرشيف)
الجيش الإسرائيلي (أرشيف)
الخميس 11 أغسطس 2022 / 17:43

هل تهرب إسرائيل من حل سياسي في غزة؟

يبدو أن هناك في إسرائيل من يرى أنه رغم التفوق العسكري الإسرائيلي الذي شهدته عملية "الفجر الصادق" في قطاع غزة في مواجهة "وحدة الساحات" لحركة الجهاد الإسلامي، إلا أنها تعد جولة في سلسلة من الجولات لا نهاية لها من القتال في القطاع، أما من الناحية السياسية فتلك المعركة ليست حافزاً لتسوية طويلة الأمد.

يقول موقع "يسرائيل ديفينس" الإسرائيلي إنه من وجهة نظر عسكرية، فكانت تلك العملية ناجحة بدرجة كبيرة، ولكن من وجهة النظر السياسية لم يتم تطبيق المبدأ القديم القائل بأن الإنجاز العسكري يجب أن يرافقه إنجازاً سياسياً، مشيراً إلى أن الفريق الذي أدار العملية العسكرية اجتاز الاختبار بنتيجة إيجابية، وطرح تساؤل حول إذا كان فريق الإدارة هذا أو الفريق الذي سيتبعه بعد الانتخابات المقبلة سيستطيع التقدم نحو تسوية سياسية في غزة أم لا.

وأضاف الموقع إن ما تحقق في العملية الأخيرة في غزة هو تأجيل للجولة المقبلة دون الاقتراب من منعها، وتابع: "علاوة على ذلك، هناك خوف من أن النجاح سيشجع الحكومة على أن تقول لنفسها: لقد نجحنا، صفر إصابات، عملية قصيرة، أضرار جسيمة للجهاد، القضاء على قادتها، أضرار اقتصادية طفيفة لسكان إسرائيل، واستمرت الحياة بشكل عام بشكل طبيعي تقريباً، يمكن للنجاح أن يخلق شعوراً بالرضا".



وتحت عنوان: "الحكومات الإسرائيلية تهرب من حل سياسي لقطاع غزة "، قال الموقع إنه على الحكومة ألا ترتاح على أمجاد "الفجر الصادق"، ففي مرحلة ما، قريبة أو بعيدة، ستكون هناك حاجة لحكومة إسرائيل لحل المشكلة مع قطاع غزة، لافتاً إلى أنه يجب ألا يكون هناك وضع يخرج فيه مئات أو آلاف السكان في المنطقة الجنوبية من منازلهم ويتجهون شمالاً خوفاً من البقاء في منزالهم مع أطفالهم الخائفين.

الحلول في غزة
وأشار الموقع إلى حلين اثنين في غزة، أحدهما هو الانفصال الكامل بين إسرائيل والقطاع، والثاني هو إعادة إعمار غزة بمساعدة العالم على أمل أن يفضل سكان القطاع البالغ عددهم مليوني نسمة سبل العيش وأسلوب الحياة الطبيعي، وربما يؤدي هذا الواقع إلى إضعاف قبضة التنظيمات التنظيمات المُسلحة.

الانفصال التام
يرى الموقع أن الانفصال التام عن قطاع غزة هو عملية صعبة لن يقبلها العالم بسهولة، مشيراً إلى أنه لا توجد مستوطنات إسرائيلية هناك، ولا يوجد في الدين ما يتعلق لتوطين اليهود في قطاع غزة، ولا توجد أماكن مقدسة ولا يوجد وعد كتابي بالاستيطان، واصفاً ذلك الحل بأنه سيكون هناك جدار مرتفع يحيط بالقطاع، لا خروج ولا مجيء، وهناك فصل كامل.
وتابع الموقع: "لا شاحنات وقود ولا أسمنت ولا حديد ولا منتجات أخرى تصل إلى القطاع كل يوم في قوافل طويلة من المركبات، هناك من يكسبون ثروة من هذا العرض في إسرائيل، وبعضها يصب في جيوب التنظيمات المُسلحة"، لافتاً إلى أنه في المقابل سيقولون إنه بهذه الطريقة ستقام دولة مُسلحة أخرى في قطاع غزة ستسيطر عليها إيران من بعيد.

إعمار غزة
ووفقاً للتحليل الذي نُشر بالموقع، فإن الحل المتعلق بإعمار غزة يتعلق بدخول المزيد والمزيد من العمال من القطاع الذين سيعملون في إسرائيل ويكسبون لقمة العيش، وتصريحًا لبناء ميناء بضائع على ساحل غزة، وزيادة الاستثمارات في إسرائيل والعالم من أجل البناء والتنمية، وربما بناء مطار يشجع السياحة أيضاً وسوف يرحب العالم بمثل هذا الحل وسيساهم أيضًا.



ولفت الموقع إلى أن مثل هذه الأفكار تستحق المناقشة، والتي تبدو أملاً خيالياً وغير واقعي، وهو أن بهذه الطريقة ستضعف قوة التنظيمات المسلحة وسيطرتها على سكان قطاع غزة الذين يريدون كسب لقمة العيش، لافتاً إلى أن في القطاع من يطمح إلى إقامة منتزه ومرافق شاطئية على طول شواطئ القطاع والتي لا تزال عذراء من السياحة.