الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد يوقعان "إعلان القدس".(أرشيف)
الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد يوقعان "إعلان القدس".(أرشيف)
الجمعة 12 أغسطس 2022 / 17:22

ناشونال إنترست: واشنطن وتل أبيب تحاولان بناء إطار نووي جديد

24-زياد الأشقر

كتب الزميل غير المقيم في "معهد الشرق الأوسط" جوفري آرنسون في مجلة "ناشيونال إنترست" الأمريكية، أن عهداً جديداً يبزغ في الشرق الأوسط ليضع حداً لعقدين من الديبلوماسية الرامية إلى منع ظهور قوة أخرى تملك أسلحة نووية في المنطقة.

لا يزال من المبكر تقويم احتمالات الإتفاق النووي الجديد الذي دشنه إعلان بايدن في القدس. لكن من الواضح أن البحث جارٍ عن اتفاق فاعل يخلف خطة العمل الشاملة المشتركة

وهناك نوع جديد من الديبلوماسية النووية، التي تقودها طهران وواشنطن وإسرائيل، تحاول بناء إطار للقرن الحادي والعشرين بما يرسخ الاستقرار النووي في المنطقة.

ومنذ إبداء إسرائيل هواجس حيال المزاعم النووية الإيرانية في التسعينيات من القرن الماضي، تركزت الجهود الديبلوماسية على وضع حدود تمنع إيران من الحصول على العناصر الضرورية لصنع سلاح نووي، مع التركيز على تخصيب اليورانيوم.

وكانت خطة العمل الشاملة المشتركة الجهد الأبرز في هذا الاتجاه. وانسحبت إدارة ترامب عام 2018 من الخطة التي تم التوقيع عليها عام 2015. وعوضاً عنها، طبق سياسة "الضغط الأقصى" ضد حكومة طهران.

العودة إلى الاتفاق

وبدورها، سعت إدارة بايدن إلى العودة إلى الاتفاق. لكن في عصر تغير كل شيء باستثناء بنود اتفاق عام 2015، بدا أن هذه الجهود قد وصلت إلى طريق مسدود.

وأقر بريت ماكغورك مستشار بايدن لشؤون الشرق الأوسط مؤخراً، بأن الجهود الأوروبية لإحياء الاتفاق "من غير المحتمل" أن تنجح.

لكن كان بايدن نفسه، خلال زيارته لإسرائيل قد دق المسمار الأخير في نعش خطة العمل الشاملة المشتركة. ورسم وسط ضجة كبيرة، مساراً جديداً للديبلوماسية النووية الأمريكية حيال إيران، مع إتاحة الفرصة لوضع قواعد لعبة جديدة غير مستقرة تهدف إلى الحفاظ على غموض تطلعات إيران للأسلحة النووية.

تعهدات أمريكية
وتضمن إعلان الشراكة الاستراتيجية الأمريكية-الإسرائيلية تعهدات أمريكية استثنائية، حتى في الوقت الذي وضع مخرجاً لإيران كي تتفادى تطبيق هذه التعهدات.

وأكدت الوثيقة أن جوهر العلاقة الأمنية بين الولايات المتحدة وإسرائيل هي "التزام أمريكي لا يتزعزع بأمن إسرائيل، وخصوصاً الحفاظ على تفوقها العسكري في الشرق الأوسط".

كما تضمن إعلان القدس التزاماً أمريكياً غير مسبوق باستخدام "كل عناصر القوة الوطنية" للتأكد من أن "إيران لن تحوز على السلاح النووي".
ومن الملاحظ أن استخدام كلمة "سلاح"، هو مؤشر إلى جوهر القلق الأمريكي. وتعرض واشنطن على إيران الفرصة لتجنب ضربة بكل عناصر القوة الوطنية الأمريكية، طالما أنها لا تسعى علناً لتحويل قدراتها النووية إلى مجال التسلح.

تسوية ضمنية
وتقترح إدارة بايدن على إيران تسوية ضمنية مغرية: يمكن طهران مواصلة دورة التخصيب للوقود النووي، لكن لتحتفظ بقنبلتها في القبو-كما تفعل إسرائيل- وإذا لم ترتدع وواصلت علناً برنامج التسلح النووي، فإن الولايات المتحدة ستستخدم كل الوسائل التي في حوزتها، ومن ضمنها الأسلحة النووية، لمنعها من الحصول على القنبلة".

وقدمت إسرائيل موافقتها المشروطة على استراتيجية بايدن للردع النووي. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد بينما كان بايدن إلى جانبه إن "الديبلوماسية لن تردع إيران. والأمر الوحيد الذي يردع إيران هي أن تدرك انه إذا ما واصلت تطوير برنامجها النووي، فإن العالم الحر (الولايات المتحدة) سيستخدم القوة. والوسيلة الوحيدة لردع إيران هي وضع التهديد العسكري على الطاولة".

وفي خطاب أمام لجنة الطاقة الذرية الإسرائيلية، انتهز لابيد الفرصة ليؤكد على سياسة الغموض النووي، كعنصر أساسي في إعلان واشنطن. وأشار لابيد إلى "القدرات الدفاعية والهجومية لإسرائيل، وإلى ما تشير إليه وسائل الإعلام الأجنبية بقدرات أخرى". وقال: "هذه القدرات تبقينا أحياء وستبقينا أحياء طالما نحن وأولادنا، هنا".

ولا يزال من المبكر تقويم احتمالات الإتفاق النووي الجديد الذي دشنه إعلان بايدن في القدس. لكن من الواضح أن البحث جارٍ عن اتفاق فاعل يخلف خطة العمل الشاملة المشتركة.