أنصار الصدر (وكالات)
أنصار الصدر (وكالات)
الجمعة 12 أغسطس 2022 / 21:42

العراق: "الإطار" و"التيار" يحتكمان إلى الشارع بعد تعثر الحوار

شهدت العاصمة العراقية بغداد اليوم الجمعة، تظاهرتين متنافستين بين أنصار مقتدى الصدر، والإطار التنسيقي في انعكاس لاستمرار الخلاف بين الزعيمين الشيعين حول حل البرلمان وإجراء انتخابات مبكرة تنهي الجدل السياسي في العراق.

وخرج الآلاف اليوم من أنصار التيار الصدري في تظاهرات حاشدة، بعد تأديتهم صلاة الجمعة خارج البرلمان في بغداد في استعراض لدعم رجل الدين الشيعي القوي الذي دعا القضاء العراقي إلى حل البرلمان بحلول نهاية الأسبوع المقبل.

وكان معظم أنصار الصدر يرتدون ملابس سوداء للاحتفال بشهر محرم فيما وضع آخرون أردية بيضاء على أكتافهم ترمز إلى الأكفان واستعدادهم للموت.

وقال إمام للمصلين، وهو يقف على منصة حمراء أقيمت خارج البرلمان، إن العراق لن ينكسر ما دام الصدر موجوداً، وإنه لا عودة عن هذه الثورة وإن الشعب لن يتنازل عن مطالبه.

وفي ظل حرارة الصيف القائظة، شق رجال طريقهم بين المصلين ورشوهم بالماء البارد. وحمل البعض صوراً للصدر ووالده، وهو أيضاً رجل دين بارز، كما حملوا الأعلام العراقية.

وقال محمد علوان (40 عاماً) وهو يحمل صورة للصدر، "لقد ثرنا ولا مجال للتراجع".

انتخابات مبكرة
وقال حميد حسين، وهو أب لخمسة أطفال، "أنا هنا لأدعو إلى انتخابات مبكرة والتأكد من استبعاد كل الوجوه الفاسدة من الانتخابات المقبلة ... أصبحت عاطلاً عن العمل بسبب الأحزاب الفاسدة".

وتأتي الاحتجاجات الجديدة، بعد أن حتل أنصار الصدر البرلمان العراقي منذ يوليو (تموز) إثر جمود سياسي استمر 10 أشهر عقب انتخابات أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. وكان الصدر هو الفائز الأكبر في الانتخابات لكنه فشل في تشكيل حكومة خالية من الأحزاب المدعومة من إيران.
وسحب نوابه من البرلمان ويمنعه الآن من انتخاب حكومة جديدة ويطالب بإجراء انتخابات مبكرة.

وطالب الصدر يوم الأربعاء الماضي، القضاء بحل البرلمان بحلول نهاية الأسبوع المقبل. وأضاف بدون الخوض في تفاصيل أنه إذا لم يحدث ذلك فسيتخذ الثوار موقفاً آخر.

تظاهرات مضادة
وفي رد على تظاهرات أنصار الصدر، خرج الآلاف من أنصار الإطار التنسيقي في احتجاجات من أمام المنطقة الخضراء، وسط العاصمة بغداد تلبية لدعوة من اللجنة التنظيمية لـ"دعم الشرعية والحفاظ على مؤسسات الدولة"، ومن أجل الإسراع بتشكيل حكومة خدمة وطنية كاملة الصلاحيات، ومن أجل الحفاظ على المكتسبات الوطنية التي تضمن حياة العراقيين وأمنهم وتمنع كل أشكال الفوضى ومحاولات الإخلال بالسلم الاهلي"، وفق بيان للجنة.

أمس الخميس، قالت اللجنة في بيان، إن "موعد انطلاق التظاهرات الجماهيرية (الشعب يحمي الدولة) سيكون في الساعة الخامسة من عصر يوم الجمعة 12 أغسطس (آب) 2022 على أسوار الخضراء من جانب الجسر المعلق".

ويسعى الإطار التنسيقي للضغط من أجل "تشكيل الحكومة" بعيداً عن التيار الصدري الذي أنسحب في وقت سابق من مجلس النواب (البرلمان).

ودعا الزعيم الشيعي مقتدى الصدر أنصار قوى الإطار التنسيقي الشيعي إلى أن تكون مظاهراتهم سلمية للحفاظ على السلم الأهلي في البلاد.

وقال الصدر في تغريدة له على تويتر، إن "العراق أهم من المسميات وأيدينا ممدودة لكم ياجماهير الإطار التنسيقي دون قياداته لنحاول إصلاح مافسد وإن رفضتم فنحن ماضون بالإصلاح".

وأضاف، "لتكن مظاهراتكم نصرة للإصلاح لا نصرة لهيبة الدولة والحكومات التي توالت على العراق بلا أي فائدة ترجى".

يعيش العراق منذ الانتخابات البرلمانية في أكتوبر (تشرين الأول) 2021، في شلل سياسي تام مع العجز عن انتخاب رئيس جديد للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة.

ويكمن الخلاف الأساسي في أن التيار الصدري أراد حكومة "أغلبية وطنية" بتحالف مع السنة والأكراد، في حين أراد خصومه في الإطار التنسيقي الإبقاء على الصيغة التوافقية.

وبدأت الأزمة الحالية، إثر رفض التيار الصدري نهاية يوليو (تموز)، مرشح الأطار التنسيقي لرئاسة الوزراء محمد شياع السوداني.