صحف عربية (24)
صحف عربية (24)
السبت 13 أغسطس 2022 / 10:23

صحف عربية: إصلاحات متعطلة تفاقم أزمات لبنان

أعادت حادثة احتجاز مواطن لبناني لعدد من الرهائن بقوة السلاح داخل مصرف "فدرال بنك" في بيروت للمطالبة بسحب جزء من وديعته لدى المصرف، إلى الواجهة واحدة من أكثر الأزمات تأثيراً وتعقيداً في لبنان، في حين تقف الدولة على تلة من الأزمات تنتظر تحديد أفق للحل خلال فترة قريبة حتى لا تتفاقم أكثر فأكثر.

وسلطت صحف عربية صادرة اليوم السبت، الضوء على أبرز الأزمات التي تواجه لبنان داخلياً وخارجياً، في الوقت الذي تدخل قضايا حساسة ومفصلية مرحلة حرجة، مثل قضية ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل، وملف الانتخابات الرئاسية.

مخاوف أمنية
ورأت صحيفة "الشرق الأوسط" أن حادثة احتجاز رهائن في مصرف لبنان رفعت مستوى التحذيرات الأمنية من تكرار فعل مشابه، ونقلت عن مصادر مصرفية قولها إن "المصارف عاجزة عن اللجوء إلى الأمن الذاتي لمواجهة هذه الظاهرة، كما أن السلطات اللبنانية لا يمكنها أن تفرض انتشاراً أمنياً على نحو 900 فرع مصرفي عامل على مساحة لبنان".

وأضافت المصادر أن "الحل الوحيد يتمثل في تنفيذ القانون عبر إقرار قانون تنظيم السحوبات المالية المعروف بالكابيتال كونترول، وذلك بهدف تحقيق مساواة بين المودعين بالسحوبات النقدية الشهرية، ويهدف إلى المحافظة على المخزون الحالي من القطع الأجنبي الضروري لتأمين معاملة المودعين على قدم المساواة ودون استنسابية".

وتنسحب مخاوف المصارف الأمنية، على موظفيها؛ حيث قال نقيب موظفي المصارف جورج الحاج: "يريد المودع وديعته وللأسف يفجّر غضبه بموظف المصرف لأنه الشخص الذي يجده أمامه، بينما لا يستطيع الوصول إلى الإدارة".

عملية الإصلاح
وقالت صحيفة الجمهورية نقلاً عن مصادر في لجنة المال والموازنة، إن "المجلس النيابي سيعقد جلسة تشريعية في وقت قريب لدرس وإقرار مجموعة من البنود المرتبطة بعملية الاصلاح، والتي تشكّل في معظمها استجابة لمتطلبات صندوق النقد الدولي".

وأضافت المصادر أن "اللجنة بصدد إنجاز بعض المشاريع ذات الصلة، فيما التركيز الأساس يبقى على إنجاز مشروع موازنة العام 2022، والتي يتوقع أن تُنجَز في القريب العاجل، لا سيما انّ اللجنة بصدد عقد جلسات متتالية لإقرار ما تبقّى من بنود في المشروع".

وأشارت إلى أن الكرة في النهاية تبقى في ملعب الحكومة، فإقرار الموازنة أمر شديد الأهمية، إلا أنه وحده ليس كافياً، مضيفة "المطلوب من الحكومة، حتى ولو كانت في حال تصريف أعمال، إرسال مشروع كامل متكامل لـ"الكابيتال كونترول"، الذي يربط صندوق النقد الدولي الاتفاق النهائي مع لبنان بإقراره، وإنجاز خطة التعافي الحكومي.


أزمات متجذرة
وأشارت صحيفة "الرأي" إلى الشاب بسام حسين محتجز الرهائن داخل المصرف اللبناني، سرعان ما تحوّل "رمزاً" لإشكالية كبرى لم تنجح السلطات اللبنانية في التصدي لها منذ بدء الانهيار رسمياً في مارس (آذار) 2020، وضاعت معها المسؤوليات عن واحدة من 3 أسوأ أزمات مالية عرفها العالم منذ 1850".

وقالت الصحيفة "في الفرع، مودِعٌ اختار أخْذ حقه بيده من مصرفٍ احتجز أمواله، كما فعلت سائر المصارف التي تعتبر أن الودائع استهلكتْها الدولة بسياسات الاستدانة، وأمام المصرف، مودعون احتشدوا دعماً لمَن اعتبروا أنه ينفّذ مَهمّة باسم كل واحد منهم".

وأضافت "في حين كانت قضية الرهائن في فدرال بنك تحتل المشهد اللبناني، تعمقت مؤشرات أخذ الانتخابات الرئاسية رهينةَ الصراعات الداخلية بأبعادها الإقليمية، ما ينذر بعملية عض أصابع على تخوم هذا الاستحقاق وفي مرحلة الشغور الرئاسي التي ترتسم في أفقه من ضمن ما يُخشى أن يكون مساراً من الإنهاك المتعمد وصولاً إلى نتيجة مرسومة".

وأشارت إلى أنه بالتزامن مع هذه الأزمات تزداد المخاوفَ من دخولِ ملف الترسيم البحري بين لبنان واسرائيل مرحلة من الضبابية، حيث أكد نائب رئيس البرلمان اللبناني الياس بوصعب أن "لبنان لا يملك ترف الوقت، والوقت ليس مفتوحاً الى ما لا نهاية، فكلما اقتربنا من سبتمبر (أيلول)، يزداد الوقت حرجاً في هذا الملف، وحفاظاً على الاستقرار، يجب ان تنتهي الأمور قبل سبتمبر".

وعن ملف التحقيق بانفجار مرفأ بيروت، أشار بوصعب إلى أن "لبنان ينتظر بين اليوم والغد صدور مرسوم تشكيل الهيئة العامة لمحكمة التمييز من قبل مجلس القضاء الأعلى، ليأخذ بعدها التحقيق مجراه من جديد".