(أرشيف)
(أرشيف)
السبت 13 أغسطس 2022 / 14:11

حسابات بعد التصعيد.. إسرائيل تتوقع تهدئة طويلة وحماس تنتظر الثمن

تحاول حركة حماس جني ثمار موقفها في الحفاظ على الحياد خلال المواجهة العسكرية الأخيرة في قطاع غزة بين حركة الجهاد الإسلامي وإسرائيل، وهو الموقف الذي تسبب بخلاف بين الحركتين على مستوى القاعدة الشعبية لكل منهما رغم محاولات قيادتهما إعلان خلاف ذلك.

وبينما تعتبر إسرائيل بأن الفصل بين مواقف الحركتين "انتصاراً استراتيجياً" وإنجازاً تحقق بفعل أنه أصبح لدى حركة حماس ما تخسره في قطاع غزة، فإن تقديرات إسرائيلية تشير إلى أن الحركة تأمل مزيداً من التسهيلات الإسرائيلية، وتأمل تقديم نفسها على أنها طرف أكثر اعتدالاً واستقلالاً في مواقفها عن طهران التي تريد تسخين جميع الجبهات المحيطة بإسرائيل.

لكن الجيش الإسرائيلي يرى أيضاً أنه حقق نجاحاً في ردع الحركة عسكرياً بعد المواجهة العسكرية في مايو (أيار) من العام الماضي، وفق ما تذكره هيئة البث الإسرائيلية.

هدنة طويلة
وذكرت الهيئة الإسرائيلية أن الجيش الإسرائيلي يتوقع تهدئة طويلة في قطاع غزة بعد العملية العسكرية الأخيرة ضد حركة الجهاد الإسلامي، مشيراً إلى أن حقق نجاحات مميزة ضد الحركة.

وقالت إن "تقديرات الجيش أنه ردع حماس في عملية حارس الأسوار (الاسم الذي تطلقه إسرائيل على الحرب عام 2021)، وردع الجهاد في العملية الأخيرة، كما أن التسهيلات المقدمة لغزة جعلت لحماس شيئاً تخسره".

كما تشير التقديرات بحسب القناة الإسرائيلية، إلى أن حركة الجهاد الإسلامي لن تدخل في مواجهة مع إسرائيل قبل الحصول على دعم من حماس.

تخدم هذه المؤشرات حركة حماس التي تريد أن تمسك زمام المبادرة فيما يتعلق بالتصعيد أو التهدئة مع إسرائيل في قطاع غزة، للضغط على إسرائيل لتقديم مزيد من التسهيلات تخفف من وطأة الأزمة الاقتصادية الخانقة التي يعانيها القطاع، وتخفف من حدة الغضب تجاه الحركة التي تسيطر على غزة منذ العام 2007.

حسابات حزبية
ويرى الكاتب والمحلل السياسي نظير مجلي، أن حركة حماس تصرفت بموقف المسؤول عن قطاع غزة، مشيراً إلى أن ذلك مصلحة إسرائيلية وللحركة على حد سواء.

وقال مجلي لـ24، إن "حماس تتصرف كمسؤولة في قطاع غزة وهذه المسؤولية إسرائيل تعززها أكثر وأكثر، لتعزيز الانقسام الفلسطيني، لأنها مفيدة لحماس وإسرائيل".

ويشير إلى أن "الحركة لم تكن جاهزة ولم تكن معنية بانفجار الأوضاع في قطاع غزة عبر التصعيد مع إسرائيل نتيجة التجارب السابقة لها"، لافتاً إلى أن نوايا حماس بعدم الدخول في التصعيد العسكري كانت معلومة لدى إسرائيل.

وأوضح أن "الحركة تصرفت وفق حسابات حزبية خاصة بها"، مشيراً إلى أن مواقف الحركة جزء من مواقف جماعة الإخوان بكافة أذرعها التي تتجه لاتخاذ مواقف أكثر براغماتية تجاه أمريكا وإسرائيل.

انتظار الثمن
وتشير صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية إلى أن حركة حماس تفضل حالياً استمرار الهدوء في قطاع غزة، ومحاولة تحسين الوضع الاقتصادي من خلال التسهيلات المقدمة من قبل الحكومة الإسرائيلية.

وقال الجيش الإسرائيلي، إنه "راضٍ عن نفسه بعد الانجازات التي حققها خلال العملية الأخيرة في غزة وتحييد حماس عنها، ويعرب عن تفاؤله بالاستمرار في الهدوء من قبل الحركة، وتقديم مزيد من الخطوات المدنية المتسامحة مع سلوك الحركة لأنها لا تفضل أي تصعيد خلال الفترة الحالية".


الخلاف مع "الجهاد الإسلامي"
ورغم الخلافات بين حركتي حماس والجهاد الإسلامي، بشأن التصعيد العسكري الإسرائيلي الأخير، إلا أن المحلل السياسي نظير مجلي يرى أن حركة الجهاد الإسلامي "لم تقع في فخ الدخول في صدام مع حماس".

وأشار إلى أن حركة الجهاد الإسلامي ليست معنية بالصراع مع حماس لأن الأخيرة لديها تجربة دموية خلال أحداث الاقتتال الداخلي مع حركة فتح.