الأحد 14 أغسطس 2022 / 10:36

صحف عربية: العالم لم ينته من الأصولية والإرهاب

على الرغم من ما يعتبره البعض رواية لا ترقى إلى مستوى الاهتمام الكبير الذي أعطته إياه فتوى النظام الإيراني منذ 30 عاماً، أجمعت التقارير على أن القتل لا يجب أن يكون الحل الأنسب للدفاع عن الدين الإسلامي الذي لا يزال يعاني من إرهاب القاعدة وداعش والمتناسلين من صلبهما.

ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم الأحد، فإن الأنباء عن تعرض الكاتب سلمان رشدي لمحاولة قتل على خلفية روايته "آيات شيطانية" المنشورة عام 1988، لا يجب أن تكون مدعاة للفخر بخاصة أن النظام الفرح بشأنها قائم على الاغتيالات من دون خوف بسبب وجود مدافعين عنه داخل الأروقة الأمريكية.

التدليل الأمريكي
في صحيفة "الشرق الأوسط" ربط الكاتب عبدالله بن بجاد العتيبي 3 أحداث أخيرة ببعضها البعض، سلمان رشدي يتعرض للطعن في نيويورك، وإرهابي انتحاري يفجر حزاماً ناسفاً ويقتل نفسه ويصيب غيره في السعودية، والكشف عن خطة محكمة لاغتيال جون بولتون، 3 حوادث تقول بوضوح أن العالم لم ينته من "الأصولية" و"الإرهاب" بعد.

ويؤكد الكاتب أنه "بعد الحرب العالمية الباردة، لم يبق سوى نظام واحد يعتمد على عمليات الاغتيال منهجاً سياسياً وطريقة استراتيجية لإدارة الصراعات، هو النظام الإيراني الذي يبدو وحيداً في العمل بارتياحٍ للتخطيط والتنفيذ لعمليات الاغتيال من دون خوفٍ من عواقب تلك السياسة، بسبب التدليل الأمريكي، ما دام يجد من يدافع عنه في أروقة القرار الأمريكي، بناء على رؤى سياسية وآيديولوجية يسارية ليبرالية، ثبت فشلها في أكثر من مكان حول العالم".

سكين طاعة التكليف الشرعي
وفي صحيفة "النهار العربي"، اعتبر فارس خشان أنه كما هي حالة الغالبية القصوى ممّن ساندوا قتل الكاتب رشدي، يُرجّح أن يكون مرتكب الجريمة، المؤيّد بحماسة ظاهرة لـ"الحرس الثوري الإيراني" وأذرعه التي يتقدّمها "حزب الله"، من هؤلاء الذين لم يقرأوا الرواية، مثله مثل المصري محمد ناجي، المؤيّد النشط لـ"الجماعة الاسلامية"، الذي طعن الكاتب نجيب محفوظ، بعد تكفيره على خلفية روايته "أولاد حارتنا".

واعتبر أنّ "طاعة" الشاب هادي مطر لفتوى عقائدية-سياسية- شخصية، نفَعَ الكاتب أكثر ممّا أضرّ به، وأضرّ بصورة المسلمين بدل أن يدافع عن دينهم، مشيراً إلى أن إنّ الله والانبياء والرسل، ليسوا بحاجة إلى المتطرّفين ليحموا سمعتهم ويذودوا عن كراماتهم، بل هم، ربّما، يكونون أكثر بهجة وسعادة وفخرًا، إن وجدوا عباقرة بين المؤمنين بهم، لا متطرّفين لا يجيدون سوى سفك الدماء.

الخطأ يقابل بخطيئة أكبر
من جهته، اعتبر يوسف أبو لوز في صحيفة "الخليج" أن رشدي استفاد أو سيستفيد من محاولة اغتياله مرة ثانية بعد فتوى إهدار الدم، معتبراً أن هناك شبه إجماع ثقافي غربي على أن كتابه رواية سخيفة، ولا ترقى إلى درجة تصنيفها أدباً سردياً يلفت النقاد أو القرّاء المحترفين في تعاطيهم مع الأدب الروائي العالمي.

ولكن بالإطار نفسه، يؤكد أبو لوز أن الأدب ليس وعاءً للأيديولوجيات والتطرّف والإساءة، لكن في الوقت نفسه لا يُقابل كل هذا الخطأ بخطيئة أكبر كأن يقوم شخص فرد يحمل سلاحاً ويؤدي به تطرفّه الديني إلى قتل كاتب أو هدر دمه أو التحريض على قتله.

أفق جديد
وفي وجهة نظر مشتركة، يرى عبدالله عبدالسلام في صحيفة "الأهرام" المصرية أن وهج سلمان رشدي كان انطفأ في السنوات الأخيرة، متسائلاً عن سبب تذكره بعد 33 عاماً من فتوى إهدار دمه وباتت روايته "نسياً منسياً".

ويعتبر أن القلة التي أبدت فرحها على الانترنت لا تستوعب مدى التشوه الذى لحق بالدين الحنيف في أعين بقية العالم.

وتابع "حتى متطرفي الديانات الأخرى، استغلوا الفرصة للحديث عن ظلامية وتخلف المسلمين، مشيراً إلى أنه في وقت لا يمكن لمسلم الموافقة على الترهات الشيطانية، لكن عليه أيضاً أن يرفض بنفس القوة والحزم أن يكون القتل هو الحل، لدينا ما يكفينا من إرهاب القاعدة وداعش والمتناسلين من صلبهما، ولا نحتاج لإرهاب فكري نحن أول المتضررين منه".