حركة طالبان. (أرشيف)
حركة طالبان. (أرشيف)
الإثنين 15 أغسطس 2022 / 11:14

عام على سقوط كابول.. باحثان أفغانيان يرسمان عبر 24 "المشهد المعتم"

في مثل هذا اليوم قبل عام، وتحديداً في 15 أغسطس (آب)، سيطرت حركة طالبان على أفغانستان وسط مخاوف من إعادة استخدام أسلوبها أثناء عهدها القديم، وهو ما حدث بالفعل بعد تعرض النقاد والمعارضين للاضطهاد والاعتقال، فضلاً عن إسكات وسائل الإعلام، وكل هذا سلطت الصحف العالمية الضوء عليه خلال هذا العام.

خلال حديثه عن أفغانستان خلال عام تحت حكم الحركة، قال الباحث الأفغاني نور الهدى فرزام إن طالبان تستند للعمل أكثر من القول، أي أنها قد تقول شيئاً وتخالف قولها في العمل، مثلما حدث في مدارس الفتيات، فعلى أرض الواقع هي نقضت الوعود.

وأضاف في اتصال هاتفي لـ"24"، أنه "بخلاف ما وعدت به بأنها ستشارك الحكم مع تيارات مختلفة في البلاد، وأنها ستشكل حكومة تشمل الجميع، إلا أنه ثبت أن تلك الحركة لا تؤمن بالمشاركة السياسية، فلم تشارك الحكم مع غيرها واتضح أنها لا تؤمن بالمشاركة والرجوع إلى الانتخابات وآراء الناس"، لافتاً إلى أن "طالبان لا ترى نفسها مسؤولة عن الناس في جميع شؤونهم، لا في اقتصادهم ولا أمنهم ولا تعليمهم، بل تنظر إلى الناس على أنهم المسؤولون أمام الحركة وليست هي المسؤولة". وأشار إلى قول رئيس وزراء الحركة عندما اشتكى المواطنون من الفقر والوضع الاقتصادي: "طالبان لم تعد الناس بالاقتصاد والعمل بل وعدتهم بالحكم الإسلامي".



قيود الحكم الأول
وتابع الباحث "الحركة لم تتغير لا في أفكارها ولا أعمالها، بل على العكس فرضت نفس القيود التي فرضتها أثناء حكمها الأول على المواطنين". وأضاف "نشهد موجة كبيرة من هجرة المواطنون إلى بلاد الجوار والعالم، كما أن الوضع الاقتصادي في البلاد ازداد سوءاً ولا نرى قراءة تشير إلى تحسن الأوضاع، بل كثرت البطالة والاقتصاد في أسوأ أحواله هذه الأيام".

 باحثون أفغان: طالبان غير مؤهلة للحكم.. وهناك غضب شعبي ومحاولات للهجرة


تدهور الوضع الأمني
وقال فرزام إنه بخلاف ما تدعي حكومة طالبان بأن الأمن متوفر في البلاد، فعلى العكس، الناس هربوا من حكمهم والكثير منهم اختفوا خوفاً من الظهور.

تدهور وضع المرأة
بشأن وضع المرأة، قال فرزام إن حركة طالبان لم تغير في أفكارها بشأن المرأة التي تعيش أصعب أيامها لأنها فقدت كل حقوقها الطبيعية وعلى رأسها التعليم، كما فقدت حق العمل والمشاركة السياسية، لافتاً إلى أن قضية المرأة عند طالبان من القضايا الحساسة، إذ تعاني من المشاكل الكثيرة التي لا توجد لها حل منذ قدوم طالبان.

حروب داخلية
واختتم الباحث الأفغاني بالحروب التي تشهدها طالبان، قائلاً إن حروباً تجري في بعض المحافظات بين طالبان وبعض التيارات المسلحة، مثل جبهة المقاومة الوطنية، لافتاً إلى أن الوضع قبل عام نستطيع القول إنه كان هناك أمل في الحياة، ولكن بعد وصول طالبان للحكم، فالمواطنون فقدوا الأمل في الحياة ويحاولون الخروج من البلاد للانتقال إلى بلاد أخرى.




أما الباحثة الأفغانية فاطمة حكمت فترى أنه بعد عام من حكم طالبان، الشاهد أن الحركة لم تستطع أن تظهر وتثبت للعالم أنها ارتقت ليكون لديها نظام للدولة والحكم، مضيفة: "بغض النظر عن سلطتها النظامية التي صارت أقوى من قبل، لم نرى لها أي تطور وأي نوع من المكتسبات في غضون عام كامل".

ليست مؤهلة
وأضافت في اتصال هاتفي لـ"24"، أن المحاور الأصلية والأساسية لشعب أفغانستان بقيت بدون الوصول إلى نتيجة مرضية؛ بل حتى صار الوضع أسوأ من ما كان، مشيرة إلى أن هناك فقر وانهيار للاقتصاد، فضلًا عن الوضع السئ للمؤسسات الصحية، وارتفاع نسبة اكتئاب الشعب، وانتهاك حقوق الأقليات وسلب وحرمان حقوق النساء في ظل حكم طالبان، لافتة إلى أن كل ذلك يؤكد للعالم أن الحركة ليست مؤهلة لتولي نظام الحكم بشكل يتماشى مع احتياجات العصر والزمان والشعب.

نظام صحي سيء
وأشارت إلى أن آخر التقارير من المنظمات الدولية بينت أن الفقر والوضع السئ للنظام الصحي في أفغانستان اليوم من أكبر المخاطر على الشعب الأفغاني، بالإضافة إلى هروب العقول، ومنع النساء من العمل حيث كانوا يشكلون 20%؜ من القوى العاملة في الحكومة السابقة، فضلاً عن عدم وجود رواتب وانهيار الاقتصاد، وكلها أسباب أدت إلى ازدياد الغضب من الشعب علي الحكومة الجديدة.

ولفتت إلى منع الفتيات من التعليم، وهو الأمر الذي تسبب في تقليل نسبة التعليم بشكل عام في البلاد وارتفاع نسبة الاكتئاب عند الأطفال وبالأخص الفتيات، وجمود نصف المجتمع الأفغاني وحرمانهم من حقوقهم الإنسانية، وتابعت "الواضح أن الحركة لم تفي بأي من وعودها التي عهدت بها في اتفاقية دوحة، ولا نستطيع أن نأمل من حركة إرهابية متشكلة من قيادات كلهم في ضمن القائمة السوداء أن تتولى الحكم وتنجح فيها"، لافتة إلى أن زيادة هجمات داعش على الشيعة يوضح أن أفغانستان ملاذ آمن للحركات المتطرفة.