الإثنين 15 أغسطس 2022 / 12:59

تفاصيل زيارة مهاجم سلمان رشدي إلى لبنان

روت سلفانا فردوس، والدة هادي مطر، المتهم بطعن الكاتب البريطاني سلمان رشدي، تفاصيل جديدة عن حياة ابنها، موضحة أنه ذهب في رحلة إلى لبنان عام 2018 وعاد منه متعصباً دينياً وانطوائياً.

وقالت في مقابلة حصرية مع صحيفة "ديلي ميل" البريطانية أنها كانت تتوقع عودة ابنها هادي مطر من رحلة 2018 إلى الشرق الأول، "متحمساً"، ولكن بدلاً من ذلك، عاد "انطوائياً ومزاجياً"، وحبس نفسه في الطابق السفلي، رافضاً التحدث إلى عائلته لشهور.

وعندما داهم عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي منزلها في فيرفيو بولاية نيوجيرسي بعد ظهر يوم الجمعة الماضي، لم تكن تعلم بطعن ابنها للكاتب الشهير سلمان رشدي. وقالت إن "عدداً من عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي داهم منزلها واستولى من شقة ابنها في الطابق السفلي على جهاز كمبيوتر وبلاي ستيشن وكتب وسكاكين وأداة لشحذ الشفرات".

وأضافت: "لقد تلقيت مكالمة من ابنتي..كنت في العمل وأخبرتني أن مكتب التحقيقات الفيدرالي موجود في المنزل...لقد صدمت بشدة".

وقالت سلفانا، وهي لبنانية ومسلمة، إنها لا تعرف ما إذا كان ابنها قد قرأ كتاب رشدي، لكنها اكتشفت أنه "أصبح أكثر تديناً منذ رحلته" وكان ينتقدها لعدم إعطائه تنشئة إسلامية صارمة".

وأضافت: "لا أصدق أنه كان قادراً على فعل شيء كهذا.. كان هادئاً جداً.. أحبه الجميع...كما قلت لمكتب التحقيقات الفيدرالي لن أكلف نفسي عناء التحدث إليه مرة أخرى..إنه مسؤول عن أفعاله.. لدي قاصران آخران علي الاعتناء بهما..إنهما مستاءان، لقد صدموا...كل ما يمكننا فعله هو محاولة المضي بدونه".

من شخص محبوب إلى انطوائي

وأقرت بأنها لم تقرأ أياً من كتب سلمان رشدي "ولم أكن أعرف حتى بوجود كاتب كهذا...لم أكن أعلم أن ابني قد قرأ كتابه على الإطلاق".

ووفقاً لسيلفانا، كانت رحلة ابنها هادي إلى لبنان في 2018 لزيارة والده، في حين "تحول هادي من ابن محبوب يتمتع بشعبية إلى شخص انطوائي متقلب المزاج".

وأكملت "في الساعة الأولى التي وصل فيها إلى لبنان، اتصل بي، أراد العودة... مكث لمدة 28 يوما تقريباً، لكن الرحلة لم تسر على ما يرام مع والده، فقد شعر بالوحدة الشديدة.. كنت أتوقع منه أن يعود متحمساً، لإكمال دراسته، للحصول على شهادته وعلى وظيفة، لكنه بدلاً من ذلك حبس نفسه في القبو.. لقد تغير كثيراً، ولم يقل لي أو لشقيقتيه أي شيء منذ شهور".

واستطردت الأم "لم أستطع أن أخبرك كثيراً عن حياته بعد ذلك لأنه عزلني منذ 2018..إذا اقتربت منه أحياناً يقول مرحبا، أحياناً يتجاهلني ويبتعد.. ينام نهاراً ويستيقظ ويأكل في الليل..يعيش في القبو..إنه يطبخ طعامه بنفسه".

أكثر تديناً
واكتشفت سيلفانا أيضا أن "ابنها أصبح أكثر تديناً وكان ينتقدها لعدم إعطائه تنشئة إسلامية صارمة، كما منعها من دخول مسكنه في الطابق السفلي والذي يقع مباشرة تحت المنزل المكوّن من أربعة أسرة والذي تبلغ قيمته 700 ألف دولار حيث تعيش مع شقيقتيه التوأمين اللتين تبلغان من العمر 14 عاماً"، وفق "ديلي ميل".

وقالت الأم: "ذات مرة جادلني..سألني لماذا شجعته على الحصول على التعليم بدلاً من التركيز على الدين.. كان غاضباً لأنني لم أعرفه على الإسلام منذ صغره".

وأكملت: "أنا لبنانية، لكني هنا منذ 26 عاماً..أنا أعيش حياة بسيطة كأم عزباء، وأحاول الاحتفاظ بسقف فوق رؤوسنا وطعام على المائدة لأطفالي..أنا لا أهتم بالسياسة، وأنا لست متدينة، لقد ولدت مسلمة وهذا كل شيء في الأساس..لم أدفع أطفالي إلى الدين أو أجبر ابني على أي شيء..لا أعرف أحداً في إيران، كل عائلتي هنا".

بحسب "دايلي ميل"، لم يكن لدى مطر وظيفة قط، ولم يكن لديه أبداً صديقة، ولكنه انضم إلى صالة رياضية محلية للملاكمة قبل ثلاثة أشهر، قبل أن يلغي عضويته فجأة الأسبوع الماضي. وعلى الرغم من حماسته المتزايدة للإسلام، إلا أنه لم يغير شكله ولا أزياءه، مما دفع سلفانا إلى الأمل في أنها كانت مجرد مرحلة عابرة.

مدرسّة ومترجمة لغة عربية
وأضافت والدته، وهي مدرسة مساعدة خاصة ومترجمة اللغة العربية في المدرسة الثانوية: "عندما سمعت أنه انضم إلى صالة الألعاب الرياضية، كنت سعيدة..كنت أشجعه على الحصول على وظيفة والعودة إلى المدرسة.. بدأ بالفعل وظيفة قبل بضعة أشهر في مارشال.. وقال لي إنه حتى أنه سيعود إلى المدرسة في سبتمبر لدراسة الأمن السيبراني الذي كنت متحمسة للغاية بشأنه".

وتابعت "شعرت أنه كان يعاني من اكتئاب طويل الأمد والآن حان الوقت للتعافي والعودة إلى الحياة والعودة إلى عائلته.. لم أشاهد فيديو ما حدث..لا أريد ذلك..كل ما أعرفه هو ما كتب..أعطاني مكتب التحقيقات الفيدرالي وثيقة للتوقيع عليها تفيد بأنهم أخذوا جهاز الكمبيوتر الخاص به وجهاز بلاي ستايشن الخاص به وبعض الكتب وبعض العناصر الأخرى بما في ذلك السكاكين والمبراة".

وقالت: "أشعر بالأسف على السيد رشدي..آمل أن يتعافى ولكن ليس هناك الكثير الذي يمكنني قوله أو فعله لأن هذا لم يكن من أعمالي".