عسكري أمريكي في قاعدة التنف بسوريا (أرشيف)
عسكري أمريكي في قاعدة التنف بسوريا (أرشيف)
الثلاثاء 16 أغسطس 2022 / 21:19

مصادر لـ24: خطة أمريكية لمواجهة نفوذ إيران في جنوب سوريا

24 - صدام الملكاوي

باتت السيطرة الإيرانية على مناطق في جنوب سوريا واقعاً في الأشهر الماضية في ظل استغلال الميليشيات انشغال روسيا بالحرب الأوكرانية.

ويقول ناشطون سوريون إن ميليشيات حزب الله اللبناني، وفاطميون، وأبو الفضل العباس، بالإضافة لألوية مسلحة شكلها الحرس الثوري تضم مقاتلين سوريين تنتشر في درعا ومناطق أخرى قريبة من الحدود مع الأردن.

وتثير هذه الميليشيات قلق الأردن، في ظل المحاولات لتهريب السلاح والمخدرات نحو المملكة، وهو أمر عبر عنه المسؤولون في البلاد أكثر من مرة.

في الأثناء، كشفت مصادر أردنية لـ24، أن الولايات المتحدة الأمريكية وضعت خطة لمواجهة تزايد النفوذ الإيراني في جنوب سوريا، باختيار مقاتلين تراهم معتدلين لتدريبهم وتسليحهم لقتال الإيرانيين والقضاء عليهم.

وقالت المصادر إن الخطة تتضمن جلب المقاتلين نحو قاعدة "التنف" العسكرية عند الحدود السورية العراقية وتدريبهم قبل تزويدهم بالمعدات والآليات العسكرية لمهاجمة ميليشيات إيران.

وتقع القاعدة التابعة للتحالف الدولي للحرب على تنظيم داعش الإرهابي، في منطقة استراتيجية قرب معبر التنف الحدودي السوري مع العراق، والأردن.

وتعرضت القاعدة لهجوم بطائرات دون طيار الإثنين، حيث أعلن الجيش الأمريكي إسقاط إحدى الطائرات المهاجمة واعتراض أخرى، دون تسجيل خسائر.

وفي الوقت الذي اعتبرت فيه تحليلات أن مهاجمة القاعدة رد إيراني على استهداف ميليشياتها في طرطوس، غرب سوريا، من الجيش الإسرائيلي، إلا أن المصادر قالت إن الهجوم قد يحمل رداً على الخطة الأمريكية.

ولم تتبن أي جهة الهجوم، كما لم لم يوجه التحالف اتهامات لأحد.

قلق أردني
ورغم رغبة الأردن في إبعاد الميليشيات الإيرانية عن حدوده إلا أنه يرى أن الخطة لن تجدي نفعاً مثل سابقاتها، وفقاً للمصدر ذاته.

ولم يذكر المصدر المزيد من التفاصيل عن موقف الأردن من الخطة.

وسلحت الولايات المتحدة في السابق معارضين سوريين لمواجهة تنظيم داعش الذي كان ينتشر في الجنوب السوري، بالإضافة للميليشيات الإيرانية، لكن الكثير من الأسلحة والآليات الأمريكية انتهت بين أيدي الإيرانيين.

وقال الناشط الإعلامي في درعا، أحمد المسالمة، إن الآليات رباعية الدفع وأسلحة أمريكية يمكن رؤيتها بوضوح مع الميليشيات الإيرانية، بعد أن سيطرت عليها بالقوة.

ويبدو أن هذا الأمر هو الذي يثير مخاوف الأردن الذي لا يرغب في زيادة وتيرة المواجهة مع الميليشيات، وفق تحليل لأستاذ العلوم السياسية الأردني حسن الخالدي.

ويرى الخالدي أن الأردن في الوقت الحالي قادر على مواجهة تهديدات الميليشيات خاصةً تهريب المخدرات بفضل تشديد القبضة الأمنية على الحدود مع سوريا.

ويواجه الأردن منذ سنوات حرباً غير معلنة من إيران عبر أذرعها المنتشرة في جنوب سوريا، بمحاولاتها المستمرة لتهريب المخدرات إلى المملكة.