الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي والمرشد الأعلى علي خامنئي. (أب، أ ف ب)
الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي والمرشد الأعلى علي خامنئي. (أب، أ ف ب)
الخميس 18 أغسطس 2022 / 13:11

عودة طهران للاتفاق النووي.. فجوات وتردد

تشير تقديرات إسرائيلية إلى أن الإيرانيون يدركون أن المزاج العام في طهران قد تغير بشأن الاتفاق النووي، حيث يفضل المرشد الأعلى أن يتخذ الرئيس الإيراني قرار العودة للاتفاق، ولكنهم يواصلون المطالبة بضمانات رغم أن المحادثات وصلت إلى نوع من الجمود، فيما تواصل إسرائيل الضغط على الغرب لعدم تقديم مزيد من التنازلات.

فرص عودة طهران للاتفاق
وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، أنه مع تقديم الرد الإيراني على الاقتراح الأوروبي النهائي لتجديد الاتفاق النووي، تقدر إسرائيل أن فرص عودة طهران الآن هي 50%، ونقلت عن مصادر سياسية في إسرائيل أنه يتم تدريب الرأي العام في إيران على العودة إلى الاتفاقية على الرغم من عدم وجود تقارب حقيقي بين الطرفين في المفاوضات.

فجوات واسعة
وأضافت الصحيفة أنه ليس من الواضح سبب التغيير في الموقف الإيراني، لأن الفجوات في المواقف لم تضيق فعلياً، وللعودة إلى الاتفاق يتعين على أحد الأطراف أن يقدم تنازلات كبيرة.

وقالت المصادر: "هناك توتر بين هذين الاتجاهين المتعارضين، لكن عملية الإعداد تولد المزيد من الزخم والخطاب الإيجابي نحو الاتفاق"، وأوضحت المصادر أنه في إسرائيل، على أي حال، فهناك استعدادات للسيناريوهات الثلاثة الممكنة، توقيع الاتفاق أو الاستمرار في المفاوضات وإطالة أمدها، أو وقوع الأزمة، ووفقًا للمصادر السياسية، فإن "النظام الإسرائيلي معني بتحديد الاتجاهات والسيناريوهات وتنفيذ الإجراءات المناسبة من أجل الاستعداد لهذا".



وبشأن الفجوات بين إيران والقوى الدولية، قالت المصادر إنه في الوقت الحالي، تشير التقديرات إلى عدم وجود نية حقيقية لـ"إغلاق سياسي" للقضايا المفتوحة لإحداث خرق في الاتفاقية، والتي أصبحت أهم نقاش بين الطرفين ممثلي الغرب والإيرانيين.

الإفلات بثمن بخس
وأشارت الصحيفة إلى أنه القوى الدولية وافقت على التخلي عن التحقيقات رغم تعهد رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، لرئيس الوزراء السابق نفتالي بينيت بمواصلة التحقيق في الشبهات، لافتة إلى أن إغلاق القضايا يعني أن إيران ستكون قادرة على "الإفلات بثمن بخس" على الرغم من أنها تصرفت بشكل مخالف لالتزاماتها تجاه الغرب.

ولفتت الصحيفة إلى التقارير التي وصلت مؤخراً إلى "تل أبيب" والتي أفادت بأن هناك استعدادا أمريكيا لقضية ينظر إليها على أنها إشكالية والتي تتعلق بعودة الحرس الثوري إلى الصيغة النهائية للاتفاق النووي، وتابعت: "ولكن لا يوجد تغيير فيما يتعلق ببقائهم في قائمة التنظيمات الإرهابية كما وعدت الولايات المتحدة الأمريكية".

واستطردت "بخلاف ذلك يبدو أنه لن يكون هناك حل وسط بشأن إغلاق التحقيقات في الانتهاكات الإيرانية".

ضمانات الانسحاب
يضاف إلى تلك الخلافات الضمانات التي يطلبها الإيرانيون حال تراجع أحد الأطراف وطلب الانسحاب من الاتفاق، ولفتت الصحيفة إلى أن إصرار إيران على الضمانات ربما ينبع من احتمال عودة الرئيس السابق دونالد ترامب أو مرشح جمهوري آخر إلى السلطة وتنسحب الولايات المتحدة من الاتفاقية مُجدداً.


الأمر في يد رئيسي
وقالت الصحيفة، إنه مهما كان الأمر، فلا يزال المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي يعارض من حيث المبدأ العودة إلى الاتفاق، لكنه نقل القرار إلى الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي والذي هو نفسه متردد في العودة إلى الاتفاقية ويحاول تشكيل تحالف واسع بقدر الإمكان للتوصل إلى توافق في الآراء حول ذلك الموضوع.

وذكرت الصحيفة أن الشعور السائد في تل أبيب الآن هو أن هناك أمراً ما يحدث بالفعل في إيران، وحقيقة أن خامنئي نقل المسؤولية إلى رئيسي دليل على أنه يعتقد أن ثمن استمرار الوضع الحالي باهظ الثمن، بالتالي سعى إلى إسقاط المسؤولية عنه.

وتابعت أحرونوت "حالياً، هناك انعدام تام للثقة بين المرشد الأعلى في إيران والولايات المتحدة الأمريكية، وبالنسبة له فإنها لم تقبل الضمانات التي طلبها، ومن المحتمل جداً أن يدرك الإيرانيون أنهم وصلوا إلى نهاية الطريق، وأنهم لن يتمكنوا من الحصول على المزيد من الامتيازات، فلا خيار أمامهم سوى شرب الكأس المسموم الآن".