عرض عسكري في تايوان (أرشيف)
عرض عسكري في تايوان (أرشيف)
الخميس 18 أغسطس 2022 / 13:51

تايوان تستعرض قوتها.. وبكين تحذر من الاستهانة بقدرتها

في تحد واضح لتهديدات بكين، عرضت تايوان أمس الأربعاء مقاتلتها الأكثر تطوراً وهي طائرة حربية أمريكية الصنع، وسط مناورات غير مسبوقة عسكرية أجرتها الصين قبالة سواحل الجزيرة.

وسارعت الصين إلى الرد على هذه الاستفزازات، محذرة كلاً من تايبيه وواشنطن بعدم الاستهانة من قدرة الحكومة والشعب على الدفاع عن سيادة البلاد.



استعراض للقوة
ذكرت الوكالة الفرنسية، أن تايوان عرضت مقاتلتها الأكثر تطوّراً وهي طائرة حربية أمريكية الصنع من طراز "إف16-في" مزوّدة بصواريخ، وذلك خلال طلعة ليلية نادرة أعقبت مناورات عسكرية غير مسبوقة أجرتها الصين قبالة سواحل الجزيرة.

وأوضحت أن عناصر من سلاح الجو التايواني في قاعدة بمقاطعة هوالين (شرق)، حمّل صواريخ أمريكية الصنع مضادّة للسفن من طراز "هاربون إيه جي إم-84" تحت جناحي مقاتلة من طراز "إف16-في"، وهي نسخة مطوّرة وأكثر تعقيداً من مقاتلات إف-16 التي يعود تاريخها إلى التسعينات.

وأشارت إلى أنه في إطار هذا التمرين على "الاستعداد القتالي"، أقلعت من القاعدة الجوية ليلاً 6 طائرات من طراز "إف16-في"، من بينها اثنتان مسلّحتان بصواريخ، وذلك في مهمة استطلاع ليلي، بحسب ما أعلن سلاح الجو التايواني.

وقال سلاح الجو في بيان إنّه "في مواجهة التهديد الناجم عن التدريبات العسكرية الأخيرة التي قامت بها القوات الشيوعية الصينية، ظللنا يقظين مع ترسيخنا في الوقت نفسه مفهوم (ساحات القتال في أي مكان والتدريب في أي وقت)، وذلك لضمان الأمن القومي للبلاد".



تحذير صيني
وبدوره، قال السفير الصيني لدى واشنطن أول أمس الثلاثاء إن "زيارات نواب من الكونغرس الأمريكي إلى تايوان تذكي التوترات الإقليمية، وإن إدارة الرئيس جو بايدن لا يجب أن تستهين بتصميم الصين في هذه المسألة"، حسبما أفادت وكالة بلومبرغ للأنباء.

ورفض السفير تشين جانغ حجج المسؤولين الأمريكيين، بأن النواب يتصرفون بطريقة مستقلة عن البيت الأبيض، أو أن الإدارة لم تكن لديها سيطرة على جدول أعمال رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي التي زارت تايوان في بداية أغسطس(آب) الجاري.

وأوضح أن الزيارات التي قامت بها بيلوسي وأعضاء آخرون بالكونغرس تنتهك الاتفاقات الأمريكية- الصينية القائمة، وقال للصحفيين في واشنطن: "نحن نتعامل مع تبعات خطيرة لزيارة بيلوسي"، وحذر الولايات المتحدة من عدم التقليل من شأن التصميم والعزم الشديدين وقدرة الحكومة والشعب الصينيين على الدفاع عن السيادة الوطنية وسلامة أراضي البلاد.



حسابات خاطئة
ومن جهته، قال كبير الدبلوماسيين الأمريكيين لشؤون شرق آسيا دانييل كريتنبرينك، إن جهود الصين الرامية لإخضاع وتقويض صمود تايوان قد تسفر عن حسابات خاطئة، وإن من المرجح أن تستمر حملة الضغط.

وأضاف أن "الصين استخدمت رحلة بيلوسي ذريعة لتغيير الوضع الراهن، مما يعرض السلام للخطر"، وتابع "هذه الإجراءات جزء من حملة ضغط مكثفة من جانب جمهورية الصين الشعبية ضد تايوان، والتي نتوقع أن تستمر في التكشف في الأسابيع والأشهر المقبلة".

وأوضح أن الهدف من هذه الحملة واضح وهو ترهيب تايوان وإخضاعها وتقويض صمودها، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة كانت صريحة مع الصين في أن نهجها تجاه تايوان لم يتغير، بما في ذلك التزام واشنطن بسياسة "صين واحدة" وعدم دعم الاستقلال الرسمي لتايوان.

وأردف قائلاً "في حين أن سياستنا لم تتغير، فإن ما تغير هو الإكراه المتزايد من بكين، كلمات وأفعال جمهورية الصين الشعبية تزعزع الاستقرار بشدة، إنها تخاطر بحدوث حسابات خاطئة وتهدد السلام والاستقرار في مضيق تايوان".

ولفت المسؤول إلى أن الولايات المتحدة أبلغت الصين في كل محادثة بأنها لا تسعى إلى إثارة أزمة ولن تفعل ذلك، وتابع "سنواصل اتخاذ خطوات هادئة ولكن حازمة لدعم السلام والاستقرار في مواجهة جهود بكين المستمرة لتقويضهما وندعم تايوان بما يتماشى مع سياستنا طويلة الأمد".



تعاون عسكري مع روسيا
وذكرت الصين أن قواتها ستتوجه إلى روسيا للمشاركة في تدريبات عسكرية مشتركة، حسبما أعلنت وزارة الدفاع في بكين، وقالت وزارة الدفاع الصينية أمس الأربعاء، إن مشاركتها في تدريبات "فوستوك" السنوية - التي قالت موسكو إنها ستجري بين 30 أغسطس(آب) الجاري و5 سبتمبر(أيلول) المقبل، تأتي في إطار اتفاقية تعاون ثنائي مع روسيا.

وأضافت أن "الهدف هو تعميق التعاون العملي والودي مع جيوش الدول المشاركة، وتعزيز مستوى التعاون الاستراتيجي بين الأطراف المشاركة، وتقوية القدرة على الاستجابة للتهديدات الأمنية المختلفة"، مشيرة إلى أن الهند وبيلاروسيا ومنغوليا وطاجيكستان ودولاً أخرى ستشارك أيضاً في التدريبات.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس، إنه "بينما يتسبب دفء العلاقات بين الصين وروسيا في تقويض الأمن العالمي، فإن واشنطن ليس لديها تفسير خاص لتلك التدريبات"، وأضاف أن "معظم الدول المشاركة تشارك بشكل روتيني في مجموعة واسعة من التدريبات والتمارين العسكرية مع الولايات المتحدة أيضاً".



جدية أمريكية ضائعة
وفي تقرير نشره معهد جيتستون، قال الباحث الأمريكي لورانس كاديش عضو مجلس إدارة معهد جيتستون الأمريكي "يبدو أن سجل مسار الرئيس وهو صاحب أعلى منصب في البلاد كان مفتوحاً لسياسات مكافأة المانحين، من خلال تعزيز السياسات التجارية التي تخدم المانحين لحملة بايدن عام 2020 ولأسرته، على سبيل المثال الشركات المصنعة للسيارات الكهربائية والألواح الشمسية، التي يصنع معظمها في الصين".

وأضاف "في ما يبدو أنه إرضاء للصين، حرص بايدن على القول إنه لا يشعر بالقلق إزاء أي عدوان صيني على تايوان، على الرغم من قيام الصين بمناورات عسكرية كبيرة بالقرب من تايوان، والتي أدت إلى قلق وزيرة خارجية بريطانيا ليز تراس".

وتابع "على الرغم من أن الصين أعلنت أن مضيق تايوان الدولي يخص الصين، يبدو أن إدارة بايدن ترفض النظر للتهديدات الصينية بجدية، وتقدم رسائل متضاربة، كما أنها لا تزود تايوان بالردع الكافي، ويبدو على هذا النحو أنها تكرر رفض بايدن النظر بجدية إلى تهديدات بوتين قبل غزوه لأوكرانيا، وهذا الغياب للردع ستعتبره الصين دعوة إلى الهجوم، كما حدث بالنسبة لروسيا".

وأوضح كاديش أن "البيت الأبيض رفض قول ما إذا كان بايدن خلال حديثه الهاتفي الذي استغرق ساعتين مع الرئيس الصيني تشي قد تطرق إلى أصل انتشار فيروس كورونا، الذي تردد أنه أسفر عن وفاة أكثر من مليون شخص في الولايات المتحدة وأكثر من 6 ملايين في أنحاء العالم".