مسلحون من سرايا القدس الذراع العسكرية للجهاد في غزة (أرشيف)
مسلحون من سرايا القدس الذراع العسكرية للجهاد في غزة (أرشيف)
الخميس 18 أغسطس 2022 / 22:52

الجهاد وحماس... حليفان لا يترددان في تبادل الغدر

رغم التحالف الوثيق والتنسيق بينهما، فاجأت حماس المتابعين قبل الجهاد، بموقفها "المحايد" في الجولة الأخيرة من التصعيد الذي شهده قطاع غزة، بين حركة الجهاد وإسرائيل.

كشف أداء قيادات حماس عن دخول الحركة في سيناريوهات مماثلة لما فعلته خلال أكثر من مواجهة شهدها القطاع كانت الكلمة الفصل فيه من استمرار القتال وعدمه لحماس وحدها

ورغم عبارات الدعم "المعنوي" والتأييد فاجأت حماس، التي تسيطر على القطاع، حليفها وشريكها الأبرز في غزة، وفي غرفة العمليات المشتركة، بحياد عسكري وسياسي مثير أثناء المواجهات العنيفة بين سرايا القدس، الذراع العسكري للجهاد، وإسرائيل، إذ اكتفت بالدعم المعنوي للسرايا، أبقت ترسانتها الصاروخية الأكبر والأكثر قوة خارج معادلة القتال، بعد أن أوضح الجيش الإسرائيلي منذ البداية أنه يركز على أهداف للجهاد ويرى محللون أن ذلك ما منع الصراع من التصاعد إلى مواجهة أكبر وأكثر خطورة، وأقرب إلى ما حدث خلال حرب الأيام11 في مايو(آيار) 2021.


حوافز
وحسب تقرير لـ"CNN" تعتقد الحكومة الإسرائيلية أيضاً أن الحوافز الاقتصادية التي أقرتها والمتمثلة في زيادة عدد التصاريح لسكان غزة للعبور إلى إسرائيل للعمل، نجحت في تشجيع حماس على غض الطرف عن الصراع، والتمسك بالتهدئة.  


ومن جهتها أكدت التصريحات من تل أبيب القائلة إن "حماس لا تزال عدواً وليست شريكاً، ولكن هناك تعاون ممكن معها" شكوك، أذرع الجهاد في غزة، في استعداد حليفها للتخلى عنها كما في النزاع الأخير فيما سقط قادتها أمام اختبار أمني كبير مع الجيش الإسرائيلي.

ورغم الحديث العلني لقادة حركتي الجهاد وحماس عن علاقة قوية بينهما والتنسيق الميداني والسياسي، إلا أن الحركة التي تعتبر أنها تقود "خط المقاومة"، تشعر بـ"غدر" الحركة التي تسيطر على قطاع غزة، وذلك على خلفية تخليها عن الجهاد في القتال الأخير الذي عرفت باسم "الفجر الصادق" إعلامياً.

ومن جهتها قالت مصادر فلسطينية مطلعة لـ"i24news إن "حركة الجهاد أبلغت حماس بعد القتال الأخير، أنها خارج غرفة العمليات المشتركة"، لأنها مجرد "مزهرية" لا قيمة لها في وقت تفرض فيه حماس رأيها على المجموعات العسكرية الأخرى داخلها، وهي مجموعات صغيرة، وتحدد مصير أي جولة كما تريد.

وقدم الجهاز الأمني لسرايا القدس الذراع العسكري للجهاد تعميمات داخلية مسربة من حماس، لقيادته السياسية عن طريقة تعامل حماس مع الجولة الأخيرة من الصراع، وعملها على تشويه الجهاد وصورتها، وأخرى عن أسباب رفض حماس المشاركة في القتال، لإظهار تواضع حجم الجهاد، في القطاع، من جهة، وفشل القيادي زياد النخالة في قيادة الجولة دون دعم حماس.

مواجهة الأذرع
من جهته نشر موقع "Israel Hayom"  في 12 مايو(أيار) حديثاً مع إيلي كارمون، الخبير الأمني ​​الإسرائيلي، والباحث في المعهد الدولي لمكافحة الإرهاب ICT الإسرائيلي، إن تخلي حماس عن الوقوف إلى جانب الجهاد سيشق اصطفاف الفصائل وتماسكها، ويفتح الباب واسعاً أمام كثير من الارتباكات والمصادمات وربما المواجهة المسلحة بين الأذرع المسلحة المختلفة في القطاع.



وذكرت صحيفة "الوطن" السورية من جهتها أن أيام العدوان الإسرائيلي الثلاثة على قطاع غزة، كشفت تخلي حركة حماس عن خيار الرد على العدو الإسرائيلي، فاكتفت بالبيانات المنددة والسعي للتوصل إلى تهدئة بأي ثمن، دون إطلاق صاروخ واحد، ما عرض الجهاد لضربة موجعة بعد استهداف كبار قيادييها وربما كامل قيادييها من الصف الأول.

وحسب الصحيفة كشف أداء قيادات حماس دخول الحركة في سيناريوهات مماثلة لما فعلته خلال أكثر من مواجهة شهدها القطاع، وجنوحها إلى أصولها الإخوانية على حساب القضية الفلسطينية وغدرها بـ"المقاومة"، في أداء يحقق لإسرائيل كل أهدافها، الأمر الذي أكدته تصريحات رئيس وزراء الإسرائيلي يائير لابيد الذي شدد على أن الهجوم على الجهاد "حقق كل أهدافه".