أحمد الريسوني (أرشيف)
الجمعة 19 أغسطس 2022 / 13:33
فتنة جديدة تحاول جماعة الإخوان إشعالها، بعد تصريحات لأحمد الريسوني رئيس ما يسمى "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين"، سببت غضباً في موريتانيا والجزائر.
وكان الريسوني يتحدث عن قضية الصحراء المغربية، عندما اعتبر أن وجود موريتانيا يشكل "غلطاً"، وأن المغرب "يجب أن يعود كما كان قبل الغزو الأوروبي له".
وقال الريسوني في حديث مع قناة "بلانكا" أن " قضية الصحراء وموريتانيا صنيعة استعمارية"، مستغرباً أن "تتورط دول شقيقة في دعم هذه الصنيعة"، في إشارة إلى الجزائر.
ولم يكتف القيادي الإخواني بهذه التصريحات إذ قال إن الشعب المغربي "مستعد لمسيرة مليونية للصحراء والوصول إلى تندوف، والجهاد".
وتندوف ولاية جزائرية تقع قرب الحدود الموريتانية والمغرب.
وكان العاهل المغربي، محمد السادس، عبر في كلمته بعيد العرش في 31 يوليو (تموز) الماضي، عن رفضه إلى أي اساءة إلى الجزائر وشعبها، مؤكداً أن بلاده حريصة إلى تعزيز التقارب بين الشعبين وأن الحدود لن تكون حدوداً تغلق التواصل والتفاهم.
غضب موريتاني جزائري
في موريتانيا، الجارة الجنوبية للمغرب، قالت الحكومة في أول رد رسمي بأن هذه التصريحات "مردودة على صاحبها".
ووصف محمد ماء العينين ولد أييه، وزير التهذيب الوطني وإصلاح نظام التعليمي والمتحدث باسم الحكومة الموريتانية، تصريحات الريسوني بأنها "لا تستند لأي مصدر، وتتعارض مع الشواهد التاريخية والجغرافية والقوانين والشرائع التي تحكم العلاقة بين الدول".
كما تسببت التصريحات بغضب في الأوساط الموريتانية التي رأت في التصريحات إساءة بالغة إلى علاقات البلدين.
واستنكر فريق الصداقة البرلمانية الموريتانية "الإساءة البالغة لعلاقات موريتانيا والمغرب"، مطالباً "الريسوني بالاعتذار للشعبين الشقيقين عن الإساءة لهما معا وللجهود الرسمية والشعبية الماضية بعلاقات الأشقاء إلى ذروة الإيجابية والتعاون الثنائي والإقليمي".
ولم تعلق الجزائر بشكل رسمي، لكن وسائل إعلام أفردت تغطيات واسعة للرد على تصريحات القيادي الإخواني المغربي التي وصفتها بـ"السقطة غير المسبوقة".
واستنكرت أحزاب ذات توجه إسلامي تربطها علاقات مع أعضاء الاتحاد، تجاهل الريسوني اتفاقيات ترسيم الحدود والدعوة الصريحة إلى ممارسة الإرهاب وتهديد سلامة شعوب المنطقة.
وقال الباحث المغربي في العلاقات الدولية، محمد شقير، إن "تصريحات الريسوني تنم عن غياب النضج السياسي وانعدام الحس الدبلوماسي لديه، بالنظر إلى تكوينه الفقهي، وبالتالي، فما قاله يلزمه بشكل شخصي".
ونقل موقع هسبريس المغربي عن شقير قوله :"الريسوني لم يستوعب اللحظة السياسية أثناء الإدلاء بذلك التصريح الإعلامي، لا سيما في ظل التقارب السياسي غير المسبوق بين المغرب وموريتانيا إزاء ملفات مختلفة".
وأشار إلى أن "القوى المقربة من الجزائر ستحاول استغلال التصريحات الإعلامية لمعاكسة المغرب"، مؤكداً أن "الدبلوماسية المغربية بعيدة كل البعد عما قاله الريسوني، ولها قنوات رسمية لتصريف مواقفها".