تشييع ضحايا الانفلات الأمني في العراق أمس (أ ف ب)
تشييع ضحايا الانفلات الأمني في العراق أمس (أ ف ب)
الثلاثاء 30 أغسطس 2022 / 11:10

العراق.. التوتر إلى ذروته والقذائف تخترق المنطقة الخضراء

يعرف العراق شللاً سياسياً كاملاً بسبب فشل المفاوضات بين الأحزاب الرئيسية في التوصل إلى اتفاق لتسمية مرشح لرئاسة الوزراء منذ الانتخابات التشريعية الأخيرة في أكتوبر(تشرين الأول) 2021.

ويواصل أتباع التيار الصدري اعتصامهم للأسبوع الخامس على التوالي أمام مقر البرلمان العراقي في المنطقة الخضراء الحكومية وخارجها للمطالبة بحل البرلمان العراقي إلى أن أعلن زعيمهم مقتدى الصدر، الإثنين "الاعتزال النهائي" للعمل السياسي، ما قاد لموجة من العنف والاقتحامات أسفرت عن قتلى وجرحى.

وذكرت وكالة الأنباء الفرنسية "أ.ف.ب" مقتل ما لا يقلّ عن 25 من أنصار الصدر بالرصاص الحيّ في المنطقة الخضراء بوسط بغداد، الإثنين، في احتجاجات عنيفة أشعلها إعلان الزعيم الشيعي "اعتزاله" العمل السياسي وتخلّلها اقتحام جمع من المحتجّين القصر الحكومي وأعقبتها ليلاً اشتباكات بالأسلة الرشاشة وقصف بقذائف الهاون.
وفرض الجيش حظر تجول عاماً، سمعت ليلاً رشقات رشّاشة كثيفة ودويّ انفجارات في المنطقة الخضراء الشديدة التحصين والتي تضمّ العديد من المقرّات الحكومية والسفارات وأفاد مصدر أمني أنّ مسلّحين من "سرايا السلام"، التنظيم المسلّح التابع للصدر، أطلقوا النار من خارج المنطقة الخضراء على أهداف داخلها.

واستُهدفت المنطقة الخضراء، الإثنين، بشكل خاص بـ7 قذائف هاون على الأقلّ، بحسب ما ذكرت الأنباء العالمية "رويترز" نقلاً عن مصادر محلية وأعلنت السلطات العراقية حظر التجوال في جميع أنحاء البلاد ووضعت القوات الأمنية في حالة تأهب قصوى.

ودعا رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي القائد العام للقوات المسلحة فجر اليوم الثلاثاء، إلى تحمل المسؤولية الوطنية لحفظ الدم العراقي. وقال الكاظمي في تغريدة على تويتر "أثمن دعوة الصدر لإيقاف العنف كما وأثمن دعوة هادي العامري وكل المساهمين في التهدئة ومنع المزيد من العنف".
ومن جانب آخر، شيع العشرات من أتباع الزعيم الشيعي مقتدى الصدر، جثمان جعفر جابر فارس أحد ضحايا الاضطرابات والمظاهرات الاحتجاجية داخل المنطقة الخضراء الحكومية بمشاركة عدد كبير من عناصر سرايا السلام.
كان الكاظمي قد دعا في وقت سابق مساء الإثنين، إلى فتح تحقيق عاجل بشأن الأحداث في المنطقة الخضراء ومصادر إطلاق النار وتحديد المقصرين ومحاسبتهم وفق القانون.

وشدد الكاظمي في بيان صحفي على "منع استخدام الرصاص وإطلاق النار على المتظاهرين من أي طرف أمني، أو عسكري، أو مسلح منعاً باتاً والتزام الوزارات والهيئات والأجهزة الأمنية والعسكرية بالعمل وفق السياقات والصلاحيات والضوابط الممنوحة لها" .

وأكد القائد العام للقوات المسلحة "أن قواتنا الأمنية مسؤولة عن حماية المتظاهرين، وأن أي مخالفة للتعليمات الأمنية بهذا الصدد ستكون أمام المساءلة القانونية وعلى المواطنين الالتزام بالتعليمات الأمنية، وقرار حظر التجوال".
في سياق متصل بدعوات التهدئة كشف مقرب من الزعيم الشيعي مقتدى الصدر، أن مقتدى الصدر أعلن إضراباً عن الطعام حتى يتوقف العنف واستعمال السلاح. وقال القيادي في التيار الصدري حسن العذاري في تغريدة له على حسابه الشخصى على موقع التواصل الاجتماعي في تويتر، إن الصدر "أعلن إضراباً عن الطعام حتى يتوقف العنف واستعمال السلاح".

وأضاف أن "إزالة الفاسدين لا تعطي أحداً مهماً كان مسوغاً لاستعمال العنف من جميع الأطراف".

وأفاد شهود عيان بأن إطلاق رصاص بشكل كثيف يُسمع داخل المنطقة الخضراء الحكومية وسط بغداد وذكر شهود عيان لوكالة الأنباء الألمانية "أصوات إطلاق الرصاص وانفجارات تُسمع بشكل متكرر داخل المنطقة الخضراء فيما استهدف مسلحون مقر الدائرة الإعلامية للحشد الشعبي بقذيفة صاروخية في حي شارع فلسطين شرق بغداد".