الجمعة 16 سبتمبر 2022 / 10:44

عبدالله بن زايد يقيم حفل استقبال بتل أبيب في ذكرى الاتفاق الإبراهيمي

أقام وزير الخارجية والتعاون الدولي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، حفل استقبال رسمي في تل أبيب، بحضور رئيس إسرائيل إسحق هرتسوغ، بمناسبة الاحتفال بمرور عامين على توقيع الاتفاق الإبراهيمي للسلام بين دولة الإمارات وإسرائيل.

وقال الشيخ عبدالله بن زايد في كلمته خلال الحفل، الذي أقيم في إطار زيارته الرسمية إلى دولة إسرائيل، وحضره عدد من كبار المسؤولين في الدول العربية والخليجية والأجنبية بالإضافة إلى مسؤولين من عدد من المنظمات الدولية: "قبل عامين، في 15 سبتمبر (أيلول) 2020، رسمت بلادي مساراً جديداً للمنطقة، وأدى توقيع الاتفاقيات الإبراهيمية، التي أصبحت واقعاً حقيقياً، إلى هذه العلاقة المزدهرة والديناميكية التي تتمتع بها بلادنا اليوم".

السلام والاستقرار 
وأضاف وزير الخارجية والتعاون الدولي "يجب أن نواصل البناء على هذا الأساس القوي للمساهمة في السلام والاستقرار والازدهار في المنطقة" موضحاً أن الاتفاقيات الإبراهيمية استندت إلى فرضية بسيطة، وهي أن "الدبلوماسية والتواصل سيعززان قدراً أكبر من الاستقرار والازدهار والأمل، ويمكننا اليوم القول بثقة كبيرة أن ذلك الافتراض كان صحيحاً".

وقال الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان: "نحن نبني مستقبلاً أكثر إشراقاً معاً بتوسيع الفرص لشعوبنا ولجميع شعوب المنطقة، وتشكل المبادئ التأسيسية لدولة الإمارات في التعايش والتسامح والشمولية أساس رؤيتنا لمنطقة أكثر سلاماً".

وأضاف وزير الخارجية والتعاون الدولي "على مدى العقود الخمسة الماضية أصبحت دولة الإمارات موطناً لأكثر من 200 جنسية، واستقبلنا أخيراً عدداً متزايداً من السياح والطلاب ورجال الأعمال الإسرائيليين، وبلغ عددهم نحو نصف مليون زائر، ما أدى إلى تعزيز العلاقات بين الشعبين وتقوية البعد الإنساني في علاقتنا".

وأكد الشيخ عبدالله بن زايد أنه "بهذه الروح، لا يمكن تحقيق استقرار المنطقة بالكامل إلا بإيجاد حل للقضية الفلسطينية، والذي يجب أن يلبي التطلعات المشروعة للشعب الفلسطيني، بما في ذلك إقامة دولته المستقلة"، لافتاً إلى أن الإمارات ستواصل دعمها لكافة المبادرات السلمية التي تهدف إلى تحقيق هذه الآمال.

وقال وزير الخارجية والتعاون الدولي: "تعتبر الاتفاقيات الإبراهيمية أيضاً بوابة لحل القضايا العالمية التي تدعونا للتعاون من تغير المناخ، إلى العلوم، والتكنولوجيا، والرعاية الصحية، وانعدام الأمن الغذائي، والمائي، ومجالات أخرى كثيرة، وفي هذا الصدد، تجدر الإشارة إلى الأثر الإيجابي الفعلي للاتفاقيات من خلال تغيير السرد ووضع إطار جديدة للتعاون والحوار".

وأضاف "امتد ذلك إلى ما وراء المنطقة، ففي وقت سابق من هذا العام تعاونت دولة الإمارات مع إسرائيل، والهن،د والولايات المتحدة في مجموعة I2U2، التي تعمل على تسهيل التعاون في المجالات الحاسمة وبناء شراكات أقوى من الشرق الأوسط إلى آسيا وأمريكا".

تاريخ جديد
وقال الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان: "يرتكز محور جهودنا جميعاً على الالتزام المشترك بكتابة تاريخ جديد لمنطقتنا في هذا العالم، لابد أن نقدر أن هذه المنطقة هي مهد اليهودية كما هي مهد المسيحية والإسلام، ومن هذه المنطقة انتشرت هذه الديانات العظيمة، وأنارت جميع أنحاء العالم، مع ذلك فإن التعايش السلمي اليوم مهدد بخطر التطرف، وخطاب الكراهية ، وهذه التهديدات علينا أن نحصن أنفسنا جميعا عنها، وستتطلب مواجهتها جهداً دولياً متواصلاً ومشتركاً".

وأضاف "في العام المقبل سنحتفل في الإمارات وأبوظبي بالتحديد بافتتاح "بيت العائلة الإبراهيمية" الذي يتكون من مسجد، وكنيسة، وكنيس جنباً إلى جنب لتصبح معاً مركزاً تعليمياً لكل طائفة ومجموعة دينية، وأيضاً مركزاً دينيا لتجسيد القيم العالمية، قيم تحفز الانسجام والتعايش والتفاهم، فقد كتب يهودا عميشاي، أحد أعظم شعراء إسرائيل، أن معرفة السلام تشق طريقها من مكان إلى آخر مثل ألعاب الأطفال، والتي تتشابه كثيراً في كل مكان تذهب إليه".

وذكر الشيخ عبدالله بن زايد أنه "على مدى العامين الماضيين دفعنا إيماننا بالسلام إلى تحقيق إنجازات لا حصر لها، فحولنا الخطط إلى إجراءات ملموسة، وقمنا بتطوير علاقة مزدهرة لمساعدتنا في تحقيق أهدافنا الاستراتيجية المشتركة، وسنواصل معا العمل، إلى جانب تعميق الاتفاقيات ونشر رؤيتها الشاملة لمجتمع إقليمي من أجل التقدم".