إخوان في معسكر للتنظيم في مصر (أرشيف)
إخوان في معسكر للتنظيم في مصر (أرشيف)
الجمعة 16 سبتمبر 2022 / 17:10

عربياً وعالمياً... قائمة الحظر والقيود تتوسع وتنظيم الإخوان يترنح تحت الضربات

يوماً بعد يوم تزيد عزلة تنظيم الإخوان عربياً وعالمياً مع انكشاف مخططات أعضائه الإرهابيين حول العالم.

وجاءت أحدث ضربة من تونس، التي أطلقت حملة جديدة ضد التنظيم أفضت إلى القبض على عشرات الموقوفين بتهمة التورط في تسفير تونسيين إلى بؤر التوتر في سوريا، وليبيا المجاورة، بإشراف ورعاية حركة النهضة التي هيمنت على السلطة طيلة العقد الماضي.

وقت الحساب
وحسب إذاعة "موازييك" أوقف الأمن التونسي القيادي والنائب السابق عن حركة النهضة في المجلس التأسيسي الانتقالي الحبيب اللوز، ومسؤولين أمنيين بينهم فتحي البلدي، وعبدالكريم العبيدي، وفتحي بوصيدة، ورجل الأعمال محمد فريخة المالك السابق لشركة طيران خاصة، والنائب السابق بالبرلمان رضا الجوادي، ائتلاف الكرامة الموالي للنهضة، والسلفي البشير بلحسن، ضمن 126 متهماً بالتورط في مساعدة وتسفير تونسيين إلى بؤر تنشط فيها جماعة إرهابية أبرزها تنظيم داعش الإرهابي.


وتكشف التطورات في تونس، كيف تجاوز عدد من دول المنطقة العربية استبعاد الإخوان من الحكم إلى العمل على كشف خفايا وأهداف التنظيم الإرهابي، الذي تورط عربياً ودولياً منذ قيامه في دعم واستغلال وتوظيف الإرهاب، والتطرف.

وفي هذا السياق الخبير المصري في شؤون الحركات الأصولية أحمد بان، لصحيفة الشرق الأوسط إنه "لا مستقبل لتنظيم الإخوان في المنطقة وجميع من راهنوا في السابق على التنظيم، تراجعوا عن هذا الرهان، بعدما أدركوا أنه تنظيم غير قادر على تحقيق أهدافه، وبالتالي فإن المصالح الباقية تكون مع الدول وليس مع الكيانات أو المنظمات، وسط إدراك بأن التنظيم استهلكته الخلافات الداخلية ومنعته من الحركة والفاعلية، ولم يعد بالإمكان توظيف ورقة الإخوان في المستقبل"، لافتاً إلى أن "التنظيم يعاني الآن من حالة أفول".

وحسب الخبير الأمني المصري المتخصص في شؤون الإرهاب الدولي حاتم صابر، فإن "تنظيم الإخوان في المنطقة انتهى إكلينيكياً، فلم تعد له قواعد شعبية، لكن قد تكون له خلايا نائمة لا تنشط لغياب غطاء يوفر لها التحركات بحرية".

خطوات ايجابية
وبعد مصر، ثم تونس، انتقلت الرغبة في التخلص من الإخوان، ولو لأسباب مختلفة، إلى تركيا في الأشهر الماضية، بعد خطوات وصفتها القاهرة بـ"الإيجابية"، إثر وقف أنشطة جماعة الإخوان الإعلامية والسياسية التحريضية ومنعها لإعلام التنظيم من النحريض ضد مصر.

وطالبت السلطات التركية أصحاب المحتوى الإعلامي العربي الموجه لمهاجمة مصر بوقف ما اضطر عناصر إخوانية ودفعها للتنسيق لضمان تحقيق الخروج من تركيا، إلا أنها لم تجد مكاناً لدى أغلب الدول الأوروبية التي كانت تعتبر ملاذاً آمناً لأفرادها سابقاً.

ففي ذات السياق سحبت بلجيكا أمس الخميس الاعتراف بما يسمى "هيئة المسلمين" بعد 26 عاماً من تأسيسها للسهر على شؤون الإسلام والمسلمين في المملكة.

وقررت الحكومة البلجيكية سحب الاعتراف ووقف الدعم الحكومي للهيئة التنفيذية لمسلمي بلجيكا، بعد الشبهات التي لاحقتها في السنوات الماضية، والتقارير المتزايدة عن علاقتها بمنظمات إرهابية مختلفة، بدأً بنزار الطرابلسي منذ 2001، التونسي الذي تورط في مخطط لتفجير السفارة الأمريكية في بروكسل، بعد الهجمات الإرهابية على نيويورك في 11 سبتمبر (أيلول)2001.

ونقلت وكالة الأنباء البلجيكية على لسان وزير العدل فنسنت كويكنبورن أن "القرار جاء تمهيداً لتشكيل هيئة جديدة للمسلمين أكثر شمولية وتعددية وشفافية تعكس صورة الإسلام بما يتناسب مع الثقافة البلجيكية دون أي تأثير خارجي".


تنظيم مشبوه
وكانت الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي بالإضافة إلى باراغواي والأرجنتين وكوسوفو، وسلوفينيا وغيرها، اعتبرت جماعة الإخوان المسلمين تنظيما غير مرغوب فيه على أراضيها، فيما فرضت ليتوانيا، وإستونيا، والنمسا قيوداً على دخول عناصر الجماعة أو هجرتها إلى أراضيها بسبب تحريضهم ودعمهم لجماعات متشددة وإرهابية حول العالم.

وأعلنت ألمانيا حظر أي نشاط لجماعة الإخوان على أراضيها بالكامل، وبين المتحدث باسم الداخلية الألمانية ستيف التر، أن بلاده حظرت أنشطة الإخوان وجمدت المحاضرات الدينية في المساجد السنية والشيعية على حد سواء لرصد تحركات استخدمت المراكز الدينية والثقافية لاختراق المجتمع والتأثير بعمق في هوية أفراده ومحددات انتماءاتهم السياسية والآيديولوجية بالتساوي مع خطر المجموعات المسلحة التي يتبنى أعضاء تنظيم الإخوان المسلمين أفكارها ومعتقداتها ناهيك عن استخدم المساجد كحلقة للرصد والتجسس.

وصنفت السلطات الأسترالية بدورها جماعة الإخوان بـ "تنظيم سياسي" يتبع تسلسلاً قيادياً غير معلن يدعم الحركات الإرهابية في خطوة وسّعت بها العقوبات التي كانت تقتصر على التمويل وتقييد خروج الأموال ومساهمات الجماعة في دعم مؤسسات التنظيم المشبوهة.

وذكرت وزيرة الداخلية كارين أندروز، أن "تنظيم الإخوان يعتبر مصدراً لتمكين عناصر إرهابية من شن هجمات ويدعم منظمات مشبوهة على علاقة بالإرهاب بطريقة غير مباشرة" وهو ما يشكّل تهديداً "حقيقياً" و"موثوقاً" على أستراليا.