الأحد 18 سبتمبر 2022 / 14:41

جمهور المغرب "يتفاعل" مع عروض مسرحية إسرائيلية

24 - أبوظبي + وكالات

على مدى ثلاثة أيام، استضافت المغرب ثلاثة عروض مسرحية إسرائيلية على أرضه بعد عامين على توقيعها اتفاقية التطبيع مع إسرائيل بوساطة أمريكية، لتصبح من أوائل الدولة العربية التي تشهد أنشطة ثقافية إسرائيلية تتجاوز حدود العلاقات الدبلوماسية الرسمية بين الدولتين.

ورغم أن المغرب ليس الدولة العربية الأولى في العلاقة مع إسرئيل، لكنه من أوئل الدول في العالم العربي التي تستضيف عروضاً مسرحية أخذت شكل التعاون المؤسسي، بعدما كان شكل التعاون الثقافي محصوراً بمشاركات "خجولة" لفرق إسرائيلية في مناسبات فنية خلال الأعوام القليلة الماضية، منها مشاركة أول أوركسترا إسرائيلية خلال حفل في الرباط بعد عام من إعلان إقامة العلاقة الدبلوماسية بين البلدين.

وبمبادرة من المنتدى الدولي للتعاون المغربي الأفريقي، والمجموعة الثقافية الرباط-يافا، عُرضت في الرباط ثلاث مسرحيات لفرقة المسرح العربي في يافا، الذي يتبنى رؤية التقريب بين الثقافة العبرية والعربية والشرق أوسطية عبر أعماله الفنية، ويقدم المسرح نفسه باعتباره بيتاً للشباب والفنانين والعرب واليهود لخلق إنتاج إبداعي مشترك.

وكان نائب رئيس البعثة الإسرائيلية في المغرب إبال ديفيد قال للصحافة عند تقديمه لأول عرض مسرحية "أم كلثوم" يوم الأربعاء الماضي إن هذه العروض "بداية التعاون بين المغرب وإسرائيل في ميدان المسرح بما يجسد رؤية العاهل المغربي محمد السادس في النهوض بالعيش المشترك والتعايش خاصة بين المسلمين واليهود".


بداية تعاون أكثر عمقاً
من جهته، قال الكاتب العام لوزارة الشباب والثقافة والتواصل قطاع الثقافة، عبد الإله عفيفي، في كلمة بالمناسبة، إن هذا الحدث يشكل "لحظة من اللحظات التي تجسد دور الثقافة والفن باعتبارهما جسراً للتلاقي والتفاهم بين الشعوب".

واعتبر عفيفي أن هذا النشاط سيكون بداية لتعاون أكثر عمقا بين قطاعي الثقافة بالمغرب وإسرائيل، واستثمار الثقافة كمدخل للنهوض بقيم التسامح والتعارف والسلام بالمنطقة.

من جهته، قال الممثل والموسيقي الإسرائيلي زيوار بهلول لرويترز: "هذه أول مرة يعرض المسرح العربي العبري في دولة عربية، ويسعدنا جداً أن نفتتح هذه الجولة بالمغرب". وأضاف: "كنا قد بدأنا عروضاً في عدة مدن فرنسية، لكن توقفنا بسبب جائحة فيروس كورونا، ونسعى للوصول لعدد كبير من الدول العربية لأننا نريد أن ترى الدول العربية الفن الذي نقدمه".


وقدمت الفرق الإسرائيلية أيام الأربعاء والخميس والجمعة 14 و15 و16 عروضاً شملت مسرحيات "أم كلثوم" و"فريد الأطرش" و"بابا عجينا" على مسرح محمد الخامس في الرباط.

مسرحية أم كلثوم
لعبت دور أم كلثوم في المسرحية الفنانة الإسرائيلية غاليت جيات، إلى جانب كل من إيال سلامة ورافيد سيفيل، وجورج ألكسندر، وتامار بارجيل، وخولة حاج دبسي، ويحكي العمل الفني سيرة كوكب الشرق منذ بداياتها وإلى حين تألقها كمطربة دخلت قلوب المصريين والعالم العربي. كما وتميزت المسرحية بتقديم عدد من المقطوعات الغنائية لها، وكذا للمطرب محمد عبد الوهاب، مرفوقة بنغمات العود.

مسرحية "بابا عجينا"
أما المسرحية الثانية (16 شتنبر)، فهي تتناول قصة الطفلة ياميما من يافا، التي تشخص على الخشبة العديد من المواقف، والذكريات، الأصوات التي عاشتها خلال طفولتها، باللهجة المغربية الدارجة والتي تمثل لغتها الأم. وقالت المخرجة والممثلة الإسرائيلية، خانة وزانة جرونوالد، إنها استلهمت العرض من قصة حياتها، إذ هاجر والداها من المغرب إلى إسرائيل ووجدت بعض الصعوبات في البداية للاندماج في المجتمع الجديد.

مسرحية "فريد الأطرش"
تحدثت عن مساره الفني ومسار أخته المغنية أسمهان من خلال أشهر ألحانه وأغانيه.  وهي من إخراج الفنانين الإسرائيليين إيجال عزراتي وإدين أولييل، مع الممثل زيف ييهزكل في دور فريد الأطرش.



ردود فعل مستهجنة

لكن العروض الإسرائيلية أثارت حفيظة بعض الناشطين في المغرب. ولطالما وقفت نقابات فنية في عدد من الدول العربية ضد أي تبادل ثقافي مع إسرائيل. وطالبت هيئات حقوقية وحزبية ونقابية مغربية بوقف العروض الإسرائيلية.

كما ندد حقوقيون مغاربة، بالعروض المسرحية التي قدمتها فرقة إسرائيلية التي اختتمت أول من أمس الجمعة، على مسرح محمد الخامس في العاصمة الرباط.