الحرب اليمنية (أرشيف)
الحرب اليمنية (أرشيف)
الأربعاء 21 سبتمبر 2022 / 17:10

خسائر فادحة وانتهاكات مستمرة للحوثي.. 8 أعوام من حرب اليمن

24 - شيماء بهلول

بعد مرور 8 أعوام على الحرب اليمنية تواصل ميليشيا الحوثي الإرهابية مشروعها الانقلابي في البلاد، رغم كل الأصوات الداعية إلى إنهاء الحرب من أجل تحقيق الاستقرار في اليمن.

وتتصاعد المخاوف لدى الكثيرين من أن تؤدي خروقات الحوثي المتزايدة وإصراره على نقض الاتفاقيات، إلى تقويض الهدنة الأممية التي يبدو أنها على المحك ما سيفاقم معاناة الملايين من اليمنيين.



مشروع قائم على العنف
وقالت مجلة فورين بوليسي في تقرير إن العديد من اليمنيين ما زالوا متشككين بشأن آفاق محادثات السلام مع الحوثيين، إذ غالباً ما يقولون إن الحوثيين ليسوا مخلصين في السعي إلى حل سلمي للصراع، نظراً لاستمرار عنفهم وخطابهم ضد خصومهم.

وأضافت "لم يعير الحوثيون أنفسهم أبداً أي اهتمام بعملية سلام أو تسوية تفاوضية، ولا يسعون بنشاط للمشاركة في جهود خفض التصعيد، إن صعوبة التوصل إلى اتفاق بشأن إجراءات إنسانية بسيطة، مثل تخفيف حصار مدينة تعز الذي دام سنوات، تجعل من الصعب أن نكون متفائلين بشأن استعدادهم لتقديم تنازلات في القضايا الأساسية المتعلقة بتقاسم السلطة والحكم وتنفيذ سياسة نظام يمكن لجميع اليمنيين المصادقة عليه".

وتوقع التقرير أن قيادة الحوثيين تتجنب التوصل إلى تسوية سياسية، لأن أي اتفاق لتقاسم السلطة سيترك جزءاً كبيراً من مؤسستهم السياسية والاستخباراتية دون سيطرة كاملة، وهذا يعني أيضاً أنهم سيخسرون قدراً كبيراً من القوة السياسية والاقتصادية التي لن تكون متاحة لهم على الفور في تسوية سياسية تفاوضية.

وأكدت المجلة أن الانقسامات القائمة بالفعل بين أعضاء ميليشيات الحوثي، وخاصة من جانب الأعضاء الذين لا يشعرون بأنهم مدينون بالفضل لإيران، تسببت في انعدام الثقة الداخلي الذي لا يريد الحوثيون فضحه، وتشير هذه الديناميات إلى أنهم ليسوا مستعدين تماماً لتسوية سياسية.



فاتورة من الخسائر
وتضاعفت خسائر اليمن إلى مستويات غير مسبوقة من عام 2014 إلى 20 سبتمبر(أيلول) 2022، لتتجاوز 190 مليار دولار التي تكبدها الاقتصاد اليمني.

ولم تقتصر محنة اليمن على الخسائر والتكاليف الإضافية والأعباء المتزايدة، بل خسر اليمنيون جميع الخدمات الأساسية التي تقدمها الدولة بما في ذلك المياه والكهرباء والصحة، كما أدى ضعف توليد الطاقة إلى توقف الأنشطة الصناعية بعد إغلاق عشرات المصانع الإنتاجية وتسريح العمال والموظفين، مما رفع معدل البطالة في البلاد إلى أكثر من 50%، وفقاً لتقارير دولية.

وأشار تقرير أصدرته الأمم المتحدة العام الماضي، إلى أن هذه الخسائر تعود إلى الحرب التي تشنها ميليشيا الحوثي والتي حولت اليمن إلى أحد أفقر دول العالم، ويعيش حوالي 15.5 مليون يمني تحت خط الفقر، بينما يهدد الجوع ملايين آخرين ويحتاجون إلى مساعدات غذائية مستمرة.



الإخوان في خدمة الحوثي
وتزامناً مع ذكرى "يوم النكبة" بالنسبة لليمنيين، عمدت جماعة الإخوان إلى نشر الفوضى في مدينة تعز حيث فجرت عناصر إخوانية مسلحة، اشتباكات عنيفة بجوار نقطة إغاثية تابعة لمنظمة الغذاء العالمي ما خلف عدداً من القتلى والجرحى.

واعتبرت مصادر محلية الاشتباكات عملاً منظماً ومدبراً يستهدف تهديد البيئة الآمنة التي وفرتها الحكومة اليمنية لعمل المنظمات الدولية في المناطق المحررة، مشيرة إلى أن الإخوان يحاولون إظهار المحافظات المحررة على أنها بيئة غير صالحة لعمل وكالات العون والإغاثة الدولية، في مخطط يستهدف إجبار المنظمات الدولية على العودة للعمل من مناطق ميليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة إيرانياً.

وشكك ناشطون يمنيون بالتدخل الحازم للأجهزة الأمنية في تعز، واتهموها بتعمد الفوضى ومسلسل الاشتباكات لتكريس غياب الدولة والقانون، وإبقاء العصابات المنفلتة لصالح خدمة أهداف جماعة الإخوان بما فيها خدمة ميليشيات الحوثي.



كارثة إنسانية
وفي صحيفة الخليج، قال أحمد مصطفى "من استمع هذا الأسبوع لما قدمه مدير برنامج الغذاء العالمي، ديفيد بيزلي، ومسؤول الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، مارتن غريفيث، أمام مجلس الأمن الدولي حول الوضع الإنساني في مناطق الصراع، لن يسعه سوى التسليم بنفاق العالم والغرب منه بخاصة، فيما يتعلق بالشعارات الإنسانية التي يعظ بها الآخرين، ولا يلتزم بها".

وأضاف "كان تركيز اجتماع مجلس الأمن على الوضع الإنساني في مناطق كالصومال واليمن وإثيوبيا والسودان، وكانت الصورة لليمن أكثر قتامة، مع توقع معاناة 24 مليوناً من سكان البلاد، وعددهم 30 مليوناً، خطر المجاعة، وهناك بالفعل 8 ملايين يعانون نقصاً في التغذية، ولا تستطيع وكالات المساعدات تقديم الكثير لهم، ففي الآونة الأخيرة، تقلصت أو توقفت تماماً معظم برامج المساعدات لهذا البلد المنكوب بالحرب، والصراع المدمر للبشر، والقدرات الاقتصادية وغيرها".

وأوضح الكاتب "لا نريد المقارنة بين المليارات التي ضخها الغرب للحرب في أوكرانيا في بضعة أشهر، وتعهدات المساعدات التي قُطعت لليمن على مدى 7 سنوات، ولم يتحقق منها أي شيء باستثناء ما تقدمه الدول العربية للشعب اليمني".

وأردف قائلاً "صحيح أن اليمن لم يكن في وضع اقتصادي جيد قبل الحرب هناك، وربما فيه من الفساد ما يفوق صراعات المتحاربين من ميليشياته وفصائله وجماعاته المتناحرة، لكن الكارثة الإنسانية في اليمن تتفاقم مع موت عشرات الآلاف من الجوع، وعدم توفر الرعاية الصحية الأساسية، وشبه انعدام مقومات الحياة البسيطة في أغلب المناطق، خاصة تلك التي يحاصرها المتمردون الحوثيون".