الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أرشيف)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أرشيف)
الخميس 22 سبتمبر 2022 / 22:42

"تليغراف": يجب وقف ابتزاز بوتين النووي

حذرت صحيفة "تليغراف" مما وصفته بـ"الابتزاز النووي" الذي لوح به الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حديثاً، قائلة إن حرب أوكرانيا "دخلت مرحلة جديدة أكثر خطورة"، مع تعبئة جنود الاحتياط لسد الفجوات التي خلفتها الأضرار التي لحقت بالجيش الروسي منذ بداية الهجوم في فبراير(شباط) الماضي.

وأشارت الصحيفة البريطانية في مقال، إلى أن بوتين أعلن هذه الخطوة بالتزامن مع إعلان مقاطعات شرق أوكرانيا الخاضعة للسيطرة الروسية، تنظيم استفتاءات لإظهار الدعم الشعبي لموسكو بدل كييف.

ولفت المقال إلى أن "الإجراءين ضمن سلسلة الإجراءات اليائسة التي أعلنها زعيم محاصر بشكل متزايد، تحطمت آماله في نصر سريع وسهل في أوكرانيا قبل أسابيع".

حرب طويلة
وأضافت "لأن الجنود السابقين الذين يشكلون الاحتياطي لن يكونوا جاهزين للقتال قبل أشهر عدة، فمن الواضح أن بوتين يبحث حرباً طويلة، مع هجوم مضاد محتمل في الربيع"، مضيفة "بحلول ذلك الوقت، سيكون الجيش الأوكراني أفضل تجهيزاً بأسلحة حلف شمال الأطلسي، وأكثر التزاماً بالدفاع عن وطنه ضد المعتدي بغزوه".

وقالت: "قد يستدعي بوتين المزيد من القوات، لكن حتى قوات النخبة لديه فشلت في مواجهة خصم حازم ومسلح جيداً، ولا يوجد سبب للاعتقاد بأن الاستنزاف لن يستمر"، موضحةً أن "السؤال الكبير الذي يحتاج الاستراتيجيون الغربيون للإجابة عليه، هو ماذا يحدث عندما يتضح للكرملين والشعب الروسي، أنه لا يوجد شيء غير المزيد من البؤس، في المستقبل".

المظالم الروسية
وتابعت "تليغراف" "للأسف، لم تفلح التنبؤات المبكرة بالانقلاب على بوتين. وإذا كان هناك شيء من هذا القبيل، فإن التهديدات لقيادته تأتي من القوميين المتشددين الذين يريدون محاكمة الحرب بوحشية أكبر".

وعلاوة على ذلك "يسيطر الكرملين على الرسالة، وبينما يعرف الناس أن عدد الضحايا مرتفع، فإنه قادر على استخدام وسائل الإعلام لإحياء المظالم الروسية القديمة، والعميقة، بأن الوطن الأم مهدد من الغرب"، حسب المقال.

وشددت الصحيفة على أن "هذه الادعاءات تعتبر تأكيداً غير معقول، لا يجعلها أقل إقناعاً في روسيا نفسها، حيث صورت المعاناة على أيدي القوى الغربية على مر القرون".

عواقب توسيع الحرب
وأضافت "في الجمعية العامة للأمم المتحدة، اصطف القادة الغربيون للتنديد بالرئيس الروسي، لكنهم في حاجة إلى دعم الصين والهند وتركيا ودول عدم الانحياز الكبرى، التي تفضل عادة البقاء على الحياد".

واختتمت الصحيفة بالقول: "لا أحد يستطيع أن يقف مكتوف الأيدي أمام التهديدات باستخدام الأسلحة النووية. يحتاج العالم بأسره إلى أن يوضح لبوتين ما ستكون عليه عواقب توسيع هذه الحرب والاستعداد لمثل هذا الاحتمال. لم يعد معقولاً الثقة في أن تهديده المختل باستخدام الأسلحة النووية، مجرد خدعة".