السبت 24 سبتمبر 2022 / 19:12

خالد بن محمد بن زايد يطلق "خطوة".. عملاقة وملهمة

"هذه خطوة صغيرة لإنسان، لكنها وثبة عملاقة للبشرية"، تلك كانت عبارة رائد الفضاء الأمريكي نيل أرمسترونغ الشهيرة، حين وطأت قدماه سطح القمر، عبارة تعني في جوهرها أن كل شخص قادر، بعمله وجهده وعلمه وإخلاصه، على المساهمة في دفع مسيرة مجتمعه، بل وحتى البشرية برمتها، قدماً.

وإذ يوجه الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، عضو المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، رئيس مكتب أبوظبي التنفيذي، بإطلاق برنامج "خطوة" لابتعاث ما يصل إلى 6,000 طالب وطالبة إماراتيين للدراسة في الكليات المجتمعية الأمريكية والكندية والجامعات العالمية بتكلفة إجمالية تصل قيمتها إلى 1.9 مليار درهم، فإنه يدرك، وهو الذي نشأ واكتسب البصيرة القيادية من الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، أن العلم هو دائماً الخطوة الأولى والأهم نحو التقدم. العلم هو الخطوة الأولى نحو الإنجاز والتميز، والخطوة الأولى نحو صون الحاضر وصنع المستقبل، والخطوة الأولى نحو الرقي والحضارة.

وبرنامج "خطوة" هو بادرة كبرى جديدة، تضاف إلى العنقود الذهبي الناظم لسلسلة البادرات الهادفة إلى تطوير التعليم بوصفه الركيزة والأساس لاستدامة التنمية والتطور، وشملت هذه البادرات الطلبة والمعلمين والمناهج والمدارس.

وأكدت الكلمة التي وجهها رئيس الدولة إلى الطلبة في بداية العام الدراسي حرصه الكبير على متابعة كل تفاصيل العملية التعلمية وإيصال رسالة إلى الجميع؛ أن ملف التعليم على قائمة أولوياته وأولويات الوطن.

ومن هنا يأتي برنامج "خطوة" ليخطو خطوة واسعة باتجاه المستقبل، إذ يرفع عدد المبتعثين إلى 6000 آلاف بحلول عام 2028، ارتفاعاً من 100 طالب وطالبة فقط هذا العام، أي 60 ضعفاً. وهو عدد كبير يكشف عن خطة طموحة لدى أبوظبي للاستثمار في الطلبة، وإعطائهم الفرصة ليكونوا جزءاً من مستقبلها الواعد وثروتها البشرية وأداة فاعلة في نموها الاقتصادي.

ويوفر البرنامج للطلبة فرصتين مثاليتين للتميز، فهم سيلتحقون بتخصصات تلبي احتياجات القطاعات ذات الأولوية، مما يجعلهم جنوداً أكفاء في بناء اقتصاد الوطن والصعود به إلى ذرى المجد.

والفرصة الثانية تتمثل في التبادل الثقافي، حيث يتيح البرنامج للطلبة الإقامة مع عائلات مضيفة في دولة الدراسة، حيث اختارت دائرة التعليم والمعرفة هذه العائلات بالتعاون مع أهم المنظمات المختصة بتأمين العائلات المضيفة، وهذا وإن كان يوجب على الطلبة ضرورة تمثيل دولتهم خير تمثيل خلال فترة دراستهم في دول الابتعاث باعتبارهم سفراء لقيم المجتمع الإماراتي الأصيلة، فإنه في الوقت نفسه يمنحهم القدرة على اكتساب اللغة الإنجليزية من سكانها الأصليين عن طريق الاختلاط والتحاور معهم، وتعزيز علاقاتهم الإنسانية والأكاديمية.

بادرة جديدة تلقي الضوء على دور الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، في دعم كل ما له صلة بالتعليم والثقافة وضخ دماء جديدة فيها، من خلال البادرات الثقافية المختلفة وحضوره اللافت في البرامج التعليمية، فقبل أسابيع اعتمد سموّه خططاً لتحسين مخرجات التعلم عبر تعزيز برامج تقييم الأداء بالشراكة مع المدارس، كما وجّه سموه بتطبيق "إطار تخريج الكفاءات" في جميع مدارس الشراكات التعليمية والمدارس الخاصة خلال العام الدراسي 2022-2023، وقبلها بأسابيع أيضاً اعتمد سموه خطة دائرة التعليم والمعرفة في أبوظبي لتوسعة مشروع مدارس الشراكات التعليمية بعد النجاح والأثر الإيجابي اللذين حققتهما 22 مدرسة من مدارس الشراكات التعليمية على مستوى إمارة أبوظبي.

إن كل هذه الخطوات المهمة، إنما تأتي لتؤكد وضع التعليم كأولوية، لتطوير وتعزيز الكفاءات المواطنة وتزويدها بالمهارات اللازمة للمساهمة في تطوير سوق العمل، وتوفير المهارات المطلوبة في العديد من القطاعات، وهي جميعها خطوات تصب في اتجاه تنويع مصادر الاقتصاد والدخل وصولاً إلى الوعد الذي قطعه الشيخ محمد بن زايد بأن نحتفل حين نودع آخر سفينة تنقل النفط بعد خمسين عاماً. ولنتذكر جيداً كلام رئيس الدولة قبل سبع سنوات حين خاطب جمهور "القمة الحكومية" بالقول: "هل سنحزن بعد خمسين عاماً حين نودع آخر سفينة نفط وآخر برميل نفط؟ أؤكد لكم أننا عبر الاستثمار الصحيح، سنحتفل في تلك اللحظة".

من يقرأ تاريخ الحضارة العربية، يعرف أنها بدأت بالنهل من علوم الأمم الأخرى وثقافاتها، وحين تزيد أبوظبي عاصمة الدولة عدد مبتعثيها إلى 6000 طالب، فهذه ليست خطوة فحسب، بل هي وثبة عملاقة نحو استئناف الحضارة، والمساهمة الفعالة في قيادة العالم نحو مستقبل أفضل.