الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي في الجمعية العامة للأمم المتحدة.(أف ب)
الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي في الجمعية العامة للأمم المتحدة.(أف ب)
الأحد 25 سبتمبر 2022 / 11:52

بلومبرغ: على بايدن مكافأة الشعب الإيراني

كتب المحلل السياسي في شبكة "بلومبرغ" بوبي غوش أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كان مديناً بخدمة لنظيره الإيراني ابراهيم رئيسي بعدما حصل على طائرات إيرانية بلا طيار. بالفعل خدم الرئيس الروسي رئيسي عبر إعفائه من الإحراج في الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. إن رفع بوتين لمخاطر الحرب أبعد الأنظار عن إيران حيث أطلقت وفاة مهسا أميني في مركز للشرطة تظاهرات وطنية في البلاد ضد نظام رئيسي.

المتظاهرين الإيرانيين يدركون المخاطر الكبيرة التي يواجهونها عندما يتحدون النظام لكن مهسا أميني ألهمتهم على التمرد بدلاً من الخضوع

دخلت أميني البالغة من العمر 22 عاماً حالة غيبوبة بعدما تم احتجازها الأسبوع الماضي لأنها على ما يبدو لم تغط شعرها بما فيه الكفاية. وكانت هنالك شكوك بأنها تعرضت للتعذيب على يد ما يسمى بشرطة الأخلاق وانتشرت تقارير عن أنه تم ضرب رأسها مراراً بمسطح صلب. سوء تعامل الأجهزة الأمنية مع المواطنين أمر شائع في إيران لكن وفاة أميني كانت القشة الأخيرة التي يضرب بها المثل بالنسبة إلى العديد من الإيرانيين وخصوصاً النساء. وانتشرت سريعاً مقاطع فيديو لنساء يخلعن ويحرقن حجابهن ويقصصن شعرهن. كالعادة، رد النظام بقوة شديدة.

رئيسي محاصر في نيويورك
بينما جاء دور رئيسي في الأمم المتحدة لإلقاء خطبة متعَبة ضد الغدر الغربي، كانت قواته الأمنية تضرب المتظاهرين بالهراوات وتطلق عليهم النار. لكن مقاطع فيديو أظهرت أيضاً مدنيين يقاومون ويضربون رجال الشرطة ويحرقون سياراتهم. لقد كان المتظاهرون يدعون إلى ما كان رئيسي ورئيسه المرشد الأعلى علي خامنئي يتهمون الأجانب بالتخطيط له: تغيير النظام. في نيويورك، قوبل رئيسي بمتظاهرين خارج مقرات الأمم المتحدة كما بانتقادات داخل القاعة الكبيرة. بعضها أتى من مصادر غير متوقعة: الرئيس التشيلي غبريال بوريك ذكر اسم أميني في دعوته إلى "حشد الجهود لوقف العنف ضد النساء".

وأعرب الرئيس جو بايدن عن التضامن مع المتظاهرين: "نقف اليوم مع المواطنين الشجعان والنساء الشجاعات في إيران الذين يتظاهرون الآن لضمان حقوقهم الأساسية". لكن التعليق لم يلحظه أحد تقريباً بما أن جوهر كلمة بايدن كان عن بوتين وعن التصعيد النووي الخطير في أوكرانيا. لم يكن رئيسي بين الحضور حين تحدث الرئيس الأمريكي لكنه بلا شك تمتم شاكراً فاعل الخير الروسي لامتصاصه كل الأوكسيجين من الجمعية العامة للأمم المتحدة.

نذير سوء
على طريق العودة إلى طهران، سيعتمد رئيسي على بقاء انتباه بايدن والعالم موجهاً إلى روسيا بينما يتعامل النظام الإيراني مع الاحتجاجات بالطريقة الوحيدة التي يعرفها. حسب غوش، ثمة علامات تنذر بالسوء عن قمع عنيف شبيه بذاك الذي حدث سنة 2019 والذي أدى إلى قتل أكثر من ألف إيراني شاركوا في تظاهرات ضد رفع أسعار الوقود. لقد تحركت الحكومة لإغلاق الإنترنت ووسائل تواصل أخرى وهو ما ينبئ عادة برغبة في منع الأعمال الوحشية من الوصول إلى جمهور أوسع.

التحدي

بالنسبة إلى غوش، يبقى التحدي أمام بايدن مساعدة المحتجين من دون السماح للنظام بتوصيفهم كعملاء للولايات المتحدة. أفضل ما يمكن أن تقدمه أمريكا هو تكبير أصوات المعترضين ومساعدتهم على تفادي قطع الإنترنت والكهرباء للتواصل مع بعضهم البعض وتنسيق التظاهرات بشكل أفضل. ثمة طريقة عملية لتحقيق ذلك هي إعفاء نظام ستارلينك للأقمار الاصطناعية التابع لإيلون ماسك من العقوبات الدولية حيث أن بإمكان هذا النظام تأمين اتصال الإيرانيين بالشبكة العنكبوتية. ولوزارة الخزانة بعض المعدات للاتصال بالإنترنت عبر الأقمار الاصطناعية والتي يمكن أن تصدرها إلى إيران.

خطوتان أخريان
على المستوى الديبلوماسي، تابع غوش، يجب على وزارة الخارجية استعمال كل فرصة للفت الانتباه إلى التظاهرات وتشجيع الحلفاء الأمريكيين على فعل الأمر نفسه. على كل بيان مرتبط بالمفاوضات حول إعادة إحياء الاتفاق النووي مع إيران أن يكون مصحوباً بتكرار قوي للتضامن مع المحتجين وبإدانة للقمع على المستوى نفسه من القوة.

أخيراً، على البيت الأبيض توضيح أن أي مسؤول إيراني مرتبط بانتهاكات ضد المتظاهرين سيخضع للعقوبات بموجب قانون ماغنيتسكي الدولي. هنا، أقدمت إدارة بايدن على انطلاقة جيدة مع إعلان وزير الخارجية أنتوني بلينكن فرض عقوبات على شرطة الأخلاق.

لمكافأة شجاعتهم
أضاف غوش أن المتظاهرين الإيرانيين يدركون المخاطر الكبيرة التي يواجهونها عندما يتحدون النظام لكن مهسا أميني ألهمتهم على التمرد بدلاً من الخضوع. يجب على بايدن مكافأة شجاعتهم عبر مساعدتهم في أن يتم سماع صوتهم فوق الضجيج الذي أحدثه بوتين.