روسي في موسكو أمام لافتة تدعو للالتحاق بالجيش (أرشيف)
روسي في موسكو أمام لافتة تدعو للالتحاق بالجيش (أرشيف)
الأربعاء 28 سبتمبر 2022 / 12:34

كيف ترد أمريكا على تصعيد روسيا في أوكرانيا؟

24-زياد الأشقر

في مواجهة سلسلة الانتكاسات العسكرية الأخيرة، قرر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التصعيد، باتخاذ قرار تعبئة 300 ألف جندي من الاحتياط، والتحرك لضم أراضٍ أوكرانية باستفتاءات معيبة، والتهديد مجدداً باستخدام الأسلحة النووية.

ارتكب بوتين خطأ كبيراً بتصعيده. فهو يغامر بالفشل وحتى بخسارة موقعه.

ويقول السفير الأمريكي السابق في الأمم المتحدة زلماي خليل زاد، في مقال بمجلة "ناشيونال إنترست" الأمريكية إن "هذه الخطوات تمثل مخاطر كبرى وتتطلب تعديلاً في استراتيجيتنا. وهذه المخاطر مزدوجة، بالاستخدام المحتمل للأسلحة النووية والانجراف إلى حرب نووية، إضافة إلى التأثير على الصراع وعلى دعم الحلفاء له".

وعن المخاطر النووية، قال خليل زاد، إن من الضروري مراجعة عواقب مضي أوكرانيا في الدفع نحو تحرير الأراضي التي ستضمها روسيا.

وفي خضم هذا السيناريو، يمكن أن يطلب بوتين من أوكرانيا وقف تقدمها العسكري، وأن يعمد بعد ذلك إلى توجيه ضربة انتقامية بسلاح نووي إذا لم تمتثل كييف لمطلبه.

ولكن يبدو هذا احتمالاً غير مرجح، لأن بوتين لن يكون قادراً على حصر تأثير مثل هذه الضربة على الأوكرانيين فقط، دون أن يضع قواته في دائرة الخطر.

رد انتقامي
ورغم ذلك، يضيف خليل زاد "علينا أن نكون مهتمين بمثل هذا الاحتمال، وعلى إدارة الرئيس جو بايدن الاستعداد له من الآن. والأكثر أهمية، أن تبعث الإدارة رسالة واضحة مفادها أن الاستخدام الروسي لأسلحة نووية سينجم عنه رد انتقامي أمريكي سريع، مثل محو تشكيلات الأسطول الروسي في البحر الأسود، أو استهداف تشكيل بري روسي في أوكرانيا".

وطالب الكاتب بإشراك الصين والهند ودول أخرى تقف على الحياد، "لنضمن أن تؤدي ضربة نووية روسية في أوكرانيا إلى عزلة تامة لروسيا. وعلى واشنطن أيضاً مواجهة التهديدات النووية الروسية على مستوى يمنع نشوب حرب نووية شاملة، ويحافظ في الوقت نفسه على ضبط الولايات المتحدة للتصعيد".

استدعاء الاحتياط وضم الدونباس
والمخاطرة الروسية الثانية، هي استدعاء 300 ألف جندي احتياطي، وضم الدونباس، واحتمالات نزاع طويل الأمد. ويمكن لهذه العناصر مجتمعة أن تغير ميزان القوة العسكرية في أوكرانيا، إذا ترافق ذلك مع تراجع الدعم الأوروبي.

ويبدو أن الأوكرانيين عازمون على القتال لتحرير الأراضي التي ينوي بوتين ضمها. لكن إذا عمد الرئيس الروسي إلى التصعيد، فإنهم سيكونون في حاجة إلى المزيد من الدعم الدولي العسكري والاستخباراتي.

وعلى بوتين أن يفهم أن تصعيده، سيؤدي إلى مزيد من دعم أمريكا والحلفاء، لأوكرانيا.

يعاني الكثير من الحلفاء الأوروبيين من ارتفاع معدلات التضخم، ومن ارتفاع أسعار الطاقة. وتعتبر دول مثل ألمانيا معرضة للخطر على نحوٍ خاص.

وحسناً فعلت إدارة بايدن بالتواصل مع الحلفاء في هذا الشأن قبل نشوب النزاع. وعلى جبهة الطاقة، يجب الضغط على الشركاء والحلفاء لإنتاج المزيد، والمساعدة في تمويل وتوسيع بناء مصافٍ للغاز الطبيعي، ومد خطوط إلى أوروبا وفي داخلها، وتعديل السياسات التي تشجع الولايات المتحدة على إنتاج المزيد من الغاز. وسيكون ذلك بمثابة عامل مساعد.

ويحض خليل زاد على التركيز على آسيا الوسطى، أين أدى التعثر الروسي في أوكرانيا إلى تراجع الخوف الإقليمي من روسيا.

ومن الممكن أن تستفيد آسيا الوسطى بشكل غير مقصود من الشجاعة الأوكرانية. وباتت كازاخستان وأوزبكستان أكثر انفتاحاً "على الغرب" لإقامة علاقات اقتصادية وتوازن جيوسياسي.

ويضيف الكاتب "ارتكب بوتين خطأ كبيراً بتصعيده. فهو يغامر بالفشل وحتى بخسارة موقعه. وسيكون دورنا في رفع الثمن حاسماً، لكن في خضم كل ردودنا، يجب أن نتحلى بالحكمة والثبات. ما يعني إبقاء الباب مفتوحاً أمام تسوية سياسية تحافظ على مصالحنا العالمية بعيدة المدى في الاستقرار والأمن".