موالون لموسكو يصوتون على الانضمام  إلى روسيا (أرشيف)
موالون لموسكو يصوتون على الانضمام إلى روسيا (أرشيف)
الأربعاء 28 سبتمبر 2022 / 15:46

"الاستفتاءات على الضم...روسيا تكسب جولة نادرة في أوكرانيا

24 - شيماء بهلول

شكلت الاستفتاءات التي نظمت لضم 4 مناطق أوكرانية هذا الأسبوع، أهمية كبرى لدى روسيا التي تسعى لتوسيع أراضيها ونفوذها كما في القرم منذ سنوات، خاصة بعد نجاح الهجوم المضاد الأكبر الذي شنته القوات الأوكرانية هذا الشهر.

بلغ مساحة الأراضي الأوكرانية المشمولة بالاستفتاء أكثر من 100 ألف كيلومتر، أي 20% من مساحة أوكرانيا، ويتراوح عدد سكانها بين 5 و 7 ملايين نسمة.

وأعلنت السلطات الموالية لروسيا أمس الثلاثاء في زبروجيا، وخيرسون، وجمهوريتي لوغانسك ودونيتسك الشعبيتين، تأييداً شعبياً كبيراً للانضمام إلى روسيا، وسط تنديد كييف ودول الغرب بالاستفتاءات التي وصفتها بغير شرعية.



انتصار روسي
وأكدت المفوضية الانتخابية في زبروجيا أنّ 93.11% من الناخبين صوتوا للارتباط بروسيا، وقالت إدارة منطقة خيرسون إن 87.05% من الناخبين صوّتوا أيضاً للانضمام بعد فرز 100% من الأصوات. 

وأتت النتيجة مماثلة في جمهورية لوغانسك الشعبية في شرق أوكرانيا، وأكدت مفوضية الانتخابات أنّ 98.42% من الناخبين صوتوا للانضمام إلى روسيا، أما في دونيتسك الجمهورية الشعبية الأخرى في شرق أوكرانيا، فكانت النتيجة 94.75% من الأصوات لمصلحة الضمّ بعد فرز 56.85% من الأصوات.



تقدم كاسح
وأعلنت روسيا في وقت سابق أمس الثلاثاء، تقدماً كاسحاً في نتائج أولية لخيار الموافقة على الانضمام إلى روسيا، ونقلت وكالة الإعلام الروسية، عن رئيس مجلس الشيوخ الروسي، أنه قد يبحث دمج هذه المناطق مع روسيا في 4 أكتوبر(تشرين الأول) المقبل.

وأفادت الوكالات أن اللجنة الانتخابية الروسية قالت إن التأييد كان بين 97% و 98% من الأصوات، بعد فرز ما يتراوح بين 20% و27% من الأصوات في مراكز التصويت في روسيا.



إنذار للغرب
وفي وكالة أسوشيتد برس، اعتبرت المحللة الروسية المستقلة تاتيانا ستانوفايا، أن الاستفتاءات إنذار روسي لأوكرانيا والغرب، ودعوة للتراجع لتجنب حرب نووية، وقالت إن "الضم سيضفي الشرعية على حق روسيا في اللجوء إلى الأسلحة النووية لحماية أراضيها".

ولفت المحلل السياسي وأستاذ الأكاديمية الروسية محمود الأفندي عبر قناة "فرانس 24" إلى أن "استفتاءات الضم" هي في الواقع رد على خطاب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في 5 أغسطس(آب) الماضي، الذي قال: "من يشعر من سكان المناطق الشرقية أنه روسي فعليه الذهاب إلى روسيا للحفاظ على حياته وحياة أبنائه وأحفاده".

وقال: "في بداية العملية العسكرية كان الغرب يزود أوكرانيا بالأسلحة الدفاعية فقط، وبوتين وضع في خطابه الأول خطوطاً حمر التزم بها الغرب، لكن مع مرور الوقت وبداية المفاوضات قررت الولايات المتحدة وبريطانيا تجاوز الخطوط ما أثر سلباً على سير المفاوضات، وخسرت أوكرانيا 20% من أراضيها".

ومن جهته، قال أستاذ المدرسة العليا للاقتصاد في موسكو رامي القليوبي: "ضم هذه الأراضي إلى السيادة الروسية يعني أن عدد الأقاليم الروسية سيرتفع من 85 إلى 89 إقليماً، كما أن اندلاع أي أعمال قتالية فيها سيعني إعادة تصنيف الحرب في أوكرانيا من عملية عسكرية خاصة في الخارج، إلى عملية عسكرية للدفاع عن الأراضي الروسية".



تغير الاستراتيجية
وبسؤاله هل ستغير روسيا استراتيجيتها الحربية بعد ضم المناطق، قال الأفندي: "بالتأكيد، ستصبح تلك المناطق ضمن أراضي روسيا الاتحادية، وخاضعة للدستور الروسي، بما فيها الحياة الاقتصادية والسياسية للمواطنين هناك، وحتى الدستور النووي أو ما يعرف بالعقيدة النووية الروسية، وبالتالي فأي اعتداء عليها من أوكرانيا أو حلفائها سيعتبره الروس صداماً مباشراً وبداية فعلية للحرب العالمية" الثالثة.

وأكد القليوبي أن "روسيا قد تغير من استراتيجيتها أو تكثف عملياتها العسكرية في أوكرانيا لأن الكرملين يواجه ضغوطاً من أنصار العملية العسكرية وليس من المعارضين لها، وهم يعتبرون أنها تعثرت ولم تحقق أهدافها، كما يتزامن ضم مناطق شرق أوكرانيا مع قرار التعبئة الجزئية لتحقيق التكافؤ العددي مع القوات الأوكرانية على أرض المعركة".



أهمية المناطق
وتبلغ مساحة الأراضي الأوكرانية المشمولة بالاستفتاء أكثر من 100 ألف كيلومتر، أي 20% من مساحة أوكرانيا، ويتراوح عدد سكانها بين 5 و 7 ملايين نسمة، أي ما يقارب 15% من مجموع السكان.

وتشكل لوغانسك ودونيتسك اللتان يتحدث معظم سكانهما الروسية، حوض دونباس الصناعي في أوكرانيا، وكانت منطقة لوغانسك تعدّ قبل الحرب نحو 2.1 مليون نسمة، وتتشارك حدوداً من 3 جهات مع روسيا، وحسب كييف يخضع نحو 98% من أراضيها لسيطرة موسكو منذ الهجوم الروسي في الربيع، ومطلع الصيف.

وكانت منطقة دونيتسك المجاورة تعدّ قبل اندلاع الحرب 4.1 ملايين نسمة، ثالث أكبر مدينة في البلاد، وقبل الحرب الروسية كان نصف أراضي المنطقة تحت سيطرة الانفصاليين، أما اليوم فنحو 67% من الأراضي يخضع لسيطرة موسكو وحلفائها.

أما زبروجيا التي يحدها البحر الأسود، فتضم أكبر محطة للطاقة النووية في البلاد وتطلّ على نهر دنيبرو وكان عدد سكانها قبل الحرب 1.63 مليون نسمة، كما تعدّ نسبياً المنطقة الأقل خضوعاً للسيطرة الروسية بـ 63% فقط من مساحتها.

أما خيرسون، فتُعد المنطقة الأهم في القطاع الزراعي الأوكراني، وتعد استراتيجية لموسكو لأنها على حدود شبه جزيرة القرم التي ضمّتها في 2014، ومن شأن السيطرة الكاملة عليها أن تسمح لروسيا بضمان تواصل جغرافي بين جميع المناطق التي تسيطر عليها في أوكرانيا، بما فيها القرم، وروسيا.